الصحافة الإسبانية بتطوان أثناء الاحتلال الثاني (13) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الصحافة الإسبانية بتطوان أثناء الاحتلال الثاني (13)

ظروف التأسيس الصحفي لأول جمعية مغربية – اسبانية

تأسست بتطوان أول جمعية ـ اسبانية للصحافة في اوائل العشرينيات من القرن الماضي تبعا لقانون الصحافة الإسباني الذي كانت تخضع له الصحافة الاسبانية الاستعمارية، وقد مرت في البداية بمرحلتين:

الأولى: عند التأسيس إلى سنة 1936 تحت رئاسة السيد خوان بوطوس أولا، ثم السيد رفاييل دي رودا ثانيا.

في هذه الفترة والى غاية سنة 1933 لم تكن بتطوان اية جريدة وطنية تعبر عن رأي المغاربة بشمال المملكة، اذ كانت الرقابة الاسبانية التي تتحكمها القيادة العسكرية مانعة على المغاربة إصدار الصحف والمجلات رغم المحاولات العديدة التي قام بها على الخصوص الحاج عبد السلام بنونة، ومحمد داود، وعبد الخالق الطريس، ونجد عناوينها في الطلبات الموجهة إلى المقيمية العامة الاسبانية: كالبيان» والفجر « وجريدة « المغرب « بالاسبانية، و» الإصلاح « والمغرب» وغير ذلك دون جدوى ، فكانت صحافة المشرق العربي هي التي تغطي الأخبار المغربية بشمال الوطن، وجنوبه عن طريق الأقلام الوطنية التي كان يحررها بنونة والطريس وداود، وغيرهم. بأسماء مستعارة. ويتم اقتناء نسخ عديدة توزع شمالا وجنوبا ، ويغطي مصاريفها بعض أعضاء الهيئة الوطنية ، وقد ساهم في عملية تسيير النشر الأمير شكيب ارسلان الذي كانت تربطه بالحاج عبد السلام بنونة علاقة أخوية متينة . وقد سهل البريد الانجليزي عملية وصول الجرائد الشرقية بانتظام ، ولعب دورا كبيرا في تبادل الرسائل ، وإبلاغ القرارات والبيانات بشكل كبير.

ولذلك لم يفعل عمل الجمعية للصحافة الاسبانية المغربية لغياب الصحف العربية الصادرة بالشمال .

الثانية: في العدد الثاني من جريدة « الحياة « المؤرخ ب 8مارس 1934 في الصفحة الأخيرة عنوانا « جمعية الصحافيين بتطوان» يقول : « بعد الانشقاق الذي ساد نقابة الصحافيين في تطوان قامت جماعة تدعو لتأسيس جمعية خاصة برجال الاحتراف من الصحافيين ، وقد تعينت اللجنة التي ستضع القوانين اللازمة ليطلب اعتراف الحكومة بها . وهذه جمعية ككل الهيآت يمكنها أن تعيش إن وجدت في من يقوم بالنزاهة والجد، أما إذا مسكتها الأيدي العابثة فليكبر عليها . ولا شك أن الصحافيين المغاربة في هذه المنطقة يمكنهم تأييد هذه الجمعية إن حصلوا على الضمانة الكافية في سير الجمعية سيرا يرضي ضمائرهم كل الرضا.»

ولم أصل في البحث عن تاريخ تأسيس النقابة الصحافية بتطوان ولا عن أعضائها ، أو أسباب الانشقاق.

ولكن بعد صدور الظهير الخليفي المؤرخ ب 22 يوليوز 1927 كلبنة أولى للإطار القانوني للصحافة والنشر بشمال المغرب على عهد الحماية الإسبانية، وبعد تفعيل هذا القانون ميدانيا ، فكر الصحافيون المغاربة والإسبان في تأسيس جمعية للصحافيين بتطوان تدافع عن مطالبهم وحقوقهم الصحافية . ويقول الأستاذ محمد بن عزوز حكيم في الجزء الأول من وثائق الحركة الوطنية في شمال المغرب في الصفحة 34 « انه تم يوم 24 غشت 1934 اتفاق بين الأستاذ عبد الخالق الطريس والصحافي الشهير رفائيل دي روضا على تأسيس نقابة حرة للصحافيين المغاربة والاسبان، وبالفعل تم تكوينها انطلاقا من يوم 11 نونبر من سنة «1934 «حيث انعقد أول» اجتماع للجنة العمومية لصحافي تطوان لانتخاب المجلس الإداري لنقابة الصحافة ، التي بعد أن تدارست عدة مسائل تتعلق بشؤون مهنتهم انتخبت المجلس الإداري المكون من السادة:

الرئيس – رفايل دي روضة. roda de Rafaelكان من كبار الصحافيين الاسبان المحبين للمغرب، والعاشقين لتاريخه وحضارته ، وقد كتب في جل الصحف والمجلات الاسبانية يعرف بالمغرب في شتى المجالات ، وبفضل ذلك حصل على أكبر جائزة للصحافة الاسبانية بتطوان لسنة 1945 – 1946 ، وطبعت بعض اعماله من طرف معهد الخنرال فرانكو سنة 1952.

الوكيلين: عبد الخالق الطريس، خواكين بيرس دي باركماس،

الكاتب: ليوبولدو دي الروضة.

مساعد الكاتب: اندريس سانتیش

الأمين: انطونيو زيانا

الحاسب: ريحينيو ارنانديس، الأعضاء: محمد داود، ايليسيو برمودا ، علال بن محمد الفاسي التطواني، خوان فرناندیس، ليون دي لا موطا.

وفي يوم الأربعاء 14نوفمبر 1934 اجتمع المجلس الإداري لأول مرة فكان من النقط التي بحثها مسألة قبول هيأة التحرير الجديدة لجريدة (الحياة) وهم: التهامي الوزاني، محمد أفيلال عبد السلام بن جلون، الحسن بن عبد الوهاب في عضوية الجمعية فقرر قبولها بالإجماع .( جريدة الحياة العدد 37/22 نوفمبر 1934) وذلك لتعادل الكفة بين عدد الصحافيين المغاربة والإسبان.

وجاءت فكرة تأسيس هذه النقابة بعد السماح للصحافيين المغاربة بتأسيس الصحف والمجلات وبعد الوثبة الكبرى والجريئة للمرحوم الأستاذ محمد داود الذي يعد أول من حصل على ترخيص لإصدار أول مجلة يرأسها مغربي هي « مجلة السلام» التي رأت النور شهر نونبر سنة 1933. وبعدها جريدة «الحياة « للزعيم الطريس التي صدرت في مارس 1934.

وكان طبيعيا أن ينسخ ظهير 27 يوليوز 1927 المتعلق بتنظيم مهنة الصحافة، ليكون أكثر تطبيقا من سابقه الذي ظل حبرا على ورق لعدم وجود صحف وطنية . وتابعنا سابقا المراحل التي تطورت فيها قوانين الصحافة والجمعيات ومكنا القارئ من معرفة هذه النصوص التي بموجبها كانت الحماية تتحكم في وسائل الإعلام والاتصال.

الكتاب: الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال

المؤلف: محمد الحبيب الخراز

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.