سابعا – قرار بتنظيم جمع المعلومات المتعلقة بأنواع المطبوعات
كما أصدرت نفس المندوبية قرارا آخر بتنظيم جمع المعلومات المتعلقة بكل أنواع المطبوعات الصادرة بالمنطقة، والمنشور بالجريدة الرسمية في العدد 52 من السنة 39 وتاريخ 28 ربيع الأول عام 1371 الموافق 28 دسمبر 1951 وهذا نص القرار وأسباب صدوره:
المندوبية السامية بالمغرب
قرار من جانب فخامة المندوب السامي بتنظيم جمع المعلومات الصحافية و التصويرية والكتب في المؤسسات التابعة لمديرية المحفوظات و المكاتب في نيابة التربية والثقافة.
– إن الإدارة العامة مع نمو عمل الحماية الاسبانية في المغرب على ممر السنين قد أخذت تنشئ شيئا فشيئا هيئات كل يوم أكثر اختصاصا لتقوم بتنظيم وتسيير مختلف وجود النشاط في المنطقة.
– لكنه لايكفي أن توجد هذه الهيئات وتسير بنفسها بل من الواجب أيضا أن تعرفها و تستعملها بقية الهيئات الإدارية لتقوم تلك الهيئات الاختصاصية بمهمتها على أحسن وجود الانسجام مع بقية الهيئات .
فإن مختلف المؤسسات التي تضمها مديرية المحفوظات والمكاتب ضمن نظام نيابة التربية والثقافة كخزينة الصحف وخزينة الصور والخزانة التاريخية والمكتبة العامة الموجودة والتي تقوم بعملها منذ سنوات وقد قامت حتى الآن بأعمال كبيرة ومفيدة لكنها بسبب عدم اطلاع بقية الدوائر اطلاعا كافيا على مهمتها لا تتلقى المعاونة اللازمة من بقية الهيئات الإدارية رغما عما في ذلك من الفوائد الكبيرة لها.
فهناك عدة هيئات تتلقى نشرات إخبارية مقتطفة من الصحافة ومحطات الإذاعة وكذلك صحفا ومجلات اسبانية و أجنبية وصورا وأنباء وأخبارا مصورة فجميع هذه المواد ـ بعد استعمالها ـ تحفظ عادة في نفس تلك الهيئات دون أن يرجع إليها للاستطلاع غالبا فتتعرض بذلك للإتلاف فيما بعد لاعتبارها غير نافعة.
غير أنه يبدو من الطبيعي أن تجمع الإدارة العامة لفائدتها هذه المواد المصورة والإخبارية في الهيئات التي أنشأتها لهذه الغاية وبهذه الصورة لن تحتاج الهيئات الإدارية إلى الاهتمام بحفظ تلك المواد بل تلجأ لهذه الغاية إلى المؤسسات المختصة بالقيام بذلك (حيث يباشر بتنظيمها وحفظها) وتجد المعلومات اللازمة حيث تحتاج إلى مراجعتها.
فبناء على الاعتبارات المعروضة سابقا أقرر ما يلــــي:
أولا = إن الهيئات الرسمية التي تتلقى نشرات إخبارية من الصحافة أو محطات الإذاعة وكذلك صحفا ومجلات سواء منها الاسبانية أو الأجنبية يجب عليها أن ترسل بصورة دورية منتظمة هذه المواد إلى خزانة الصحف في المنطقة بعد ما تفرغ من استعمالها على شرط أن لا تكون من المواد التي تحتاجها تلك الهيئات للمراجعة المستمرة.
ثانيا = إن الهيئات الرسمية التي تتلقى أو تخرج صورة ذات صفة فنية أو تاريخية أو جغرافية أو علمية أو إخبارية فقط يجب عليها أن ترسلها بعد استعمالها لها إلى خزانة الصور وإذا كانت الهيئات المشار إليها تحتاج تلك الصور يجب عليها أن ترسل نسخا منها ويجب أن تتبع نفس الخطة بشأن الصور السينمائية.
ثالثا = إن الهيئات الرسمية ( فضلا عن إرسال وثائقها الإدارية إلى خزانة المحفوظات العامة بالصور المقررة في ضابط خزائن المحفوظات و المكاتب في المنطقة المصادق عليه بقرار المندوب السامي الصادر في 4 نونبر 1944 ) يجب عليها أن ترسل إلى خزانة المحفوظات التاريخية في المنطقة الوثائق التي لها قيمة ما بالنسبة إلى تاريخ المغرب أو إلى عمل اسبانيا فيه لتتجمع في المؤسسات المذكورة جميع المواد العلمية وذلك في مصلحة الباحثين والدارسين.
رابعا = على الهيئات الرسمية التي تطبع نشرات ما أن ترسل نسخة من كل ما تطبعه إلى المكتبة العامة بصفتها الممثل الأعلى لثورة الكتب في المنطقة و كذلك ترسل إليها الكتب الموجودة في المكاتب الاختصاصية الموجودة لدى تلك الهيئات ولا يكون لها فائدة مباشرة أو توجد لديها مكررة.
خامسا = إن الهيئات التابعة لنيابة التربية و الثقافة المشار إليها في هذا القرار يجب عليها أن تقدم لبقية الهيئات الإدارية ما تحتاج إليه من معلومات أو أنباء لتبلغ في كل حالة أقصى غايتها.
سادسا = اعتبارا من تاريخ نشر هذا القرار يجب على جميع الهيئات الرسمية التابعة للإدارة العامة أن تقوم بمراجعة جميع ما في خزائنها من وثائق ( كتب وصحف ونشرات إخبارية وصور الخ ) .. لا فائدة لها منها و تشغل في الوقت نفسه مكانا يحتاج إليه لأمور أخرى فترسلها إلى الهيئات المشار إليها سابقا قبل فاتح مارس المقبل .
و في السنوات التالية يجب عليها أن تقوم بعملية الاختيار هذه وإرسال ما تختاره قبل فاتح مارس من كل سنة . .. تطوان 15 نونبر 1951 المندوب السامي.
الكتاب: الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال
المؤلف: محمد الحبيب الخراز
(بريس تطوان)
يتبع…