بريس تطوان/و.م.ع
تناول رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، في حديث أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، مستجدات الدخول الجامعي 2024/2025، والإجراءات المتخذة لضمان نجاحه، والعرض البيداغوجي ومسالك التكوين التي تقدمها الجامعة، والجهود التي تبذلها المؤسسة الجامعية لمواجهة التحديات المرتبطة بتنفيذ مخطط (ESRI 2030) وتعزيز موقعها في التصنيف العالمي للجامعات.
1 – ما هي مستجدات الدخول الجامعي 2024/2025 من حيث الحكامة والبحث والابتكار؟
بالنسبة للسنة الجامعية 2024/2025 ، قامت جامعة عبد المالك السعدي بالعديد من الإجراءات المهمة بهدف تجويد العرض التكويني ومجالات الحكامة والبحث والابتكار.
وعلى صعيد الحكامة، استفادت الجامعة مؤخرا من 322 منصبا ماليا يهم أساتذة باحثين و134 منصبا إداريا وتقنيا، مما ساعدنا على تحسين مؤشرات الإطار البيداغوجي والإداري.
وفي الوقت نفسه، تم وضع إطار تدبير مالي محكم مما يسمح باستخدام واستغلال الموارد بشكل أفضل، ويضمن الشفافية والأداء.
وفيما يتعلق بالبحث والابتكار، تشجع جامعة عبد المالك السعدي الابتكار من خلال توفير برامج التمويل للباحثين. وتبنت جامعة عبد المالك السعدي منذ سنة 2021 استراتيجية تركز على تطوير البحث العلمي وتوسيع التعاون والشراكات.
وبذلك تشارك جامعة عبد المالك السعدي في 54 مشروعا وطنيا ، حيث تساهم بنسبة 40 % في 6 مشاريع بحثية حول النباتات الطبية والعطرية ، و50 % في 8 مشاريع مرتبطة ببرنامج دعم أبحاث علمية حول “كوفيد-19”.
وعلى المستوى الدولي، تشارك جامعة عبد المالك السعدي في 26 مشروعا مع شركاء دوليين، تغطي جميع القارات تقريبا. وتحتل الجامعة المرتبة الأولى على المستوى الوطني من حيث الحركية الدولية، لا سيما في إطار مشاريع “إيراسموس بلوس”.
وتعكس هذه المبادرات التزام جامعة عبد المالك السعدي بتطوير البحث العلمي، ودعم جودة المنشورات العلمية ، ودعم التظاهرات العلمية، وتعزيز الرأسمال البشري الأكاديمي.
وتؤدي جامعة عبد المالك السعدي دورها على أكمل وجه كقاطرة للتنمية الجهوية من خلال المشاركة، فعليا وعمليا، في كافة الفعاليات والبرامج التي تقودها جهة طنجة- تطوان- الحسيمة.
وفي إطار توحيد المجتمع العلمي في جامعة عبد المالك السعدي، وتحقيقا لهدف الاستفادة من خبرات وجهود الأساتذة الباحثين، تعمل الجامعة على تعزيز التعاون وتشبيك هياكلها البحثية المختلفة. ويوجد بالجامعة حاليا 60 مختبرا بحثيا و46 فريقا بحثيا.
2 – حدثنا عن العرض البيداغوجي والمسالك التكوينية التي تقدمها الجامعة هذا العام؟
أطلقت جامعة عبد المالك السعدي ، في غشت 2024، التسجيل المسبق لسلك الإجازة والتميز والماستر، مما يتيح للمسجلين الجدد مستوى تكوينيا غنيا ومبتكرا، وذلك وفقا لتوجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تمت مراجعته وتقديمه للتقييم من قبل الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي (ANEAQ).
يعد العرض البيداغوجي للجامعة برسم سنة 2024/2025 عرضا غني ا ومتنوع ا ومبتكر ا، يلبي الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للجهة والمغرب بشكل عام مع ضمان توافقه مع المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العـالي والبحث العلمي والابتكار (Pacte ESRI 2030 ).
وفي التكوين الأساسي ، تقدم الجامعة 285 مسلكا، أي 30 مسلكا أكثر مما كان عليه الحال في السنة الجامعية السابقة. أما بالنسبة لسلك تكوين التميز، فقد تم الآن اعتماد 15 مسلكا وفتحه ، بزيادة قدرها 7 مسالك مقارنة بالعام الماضي.
وفيما يتعلق بدبلومات الهندسة، تقوم الجامعة بتكوين حوالي ثلث المهندسين في شبكة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ENSA على المستوى الوطني كل عام.
وتقدم الجامعة أيض ا تكوينات في مجالات مبتكرة، مثل الفن والصناعة الثقافية أو المسؤولية الاجتماعية للجامعة (RSU).
3 – ما هي الإجراءات المتخذة لضمان نجاح هذا الدخول الجامعي ؟
لإنجاح هذه السنة الجامعية، تم تنظيم أيام مفتوحة من قبل جميع المؤسسات العليا التابعة للجامعة، وبالتالي توفير استقبال للطلبة الجدد يساعد على اندماجهم. وقد أتاحت هذه الأيام للطلبة الالتقاء ومقابلة الأساتذة ورؤساء الشعب والموظفين الإداريين وكذلك الأندية شبه الجامعية.
علاوة على ذلك، تتميز هذه السنة الجامعية بالرقمنة الكاملة لعملية التسجيل. ومن الآن فصاعدا، يجب على الطلبة تحديد موعد عبر الإنترنت خلال مرحلة التسجيل المسبق قبل تقديم ملفاتهم عمليا إلى المؤسسة.
واتخذت جامعة عبد المالك السعدي هذا العام خطوة كبيرة إلى الأمام في رقمنة عملياتها الإدارية والبيداغوجية. لقد قمنا بوضع وتوفير جميع التجهيزات والأدوات اللازمة لضمان التدبير السلس والسريع لسلسلة وعملية التسجيل، وبالتالي تبسيط وتسريع هذه العملية للطلبة.
ومن التحديات المهمة التي تغلبنا عليها هو تخصيص بريد إلكتروني مؤسسي مفعل لكل طالب منذ مرحلة التسجيل. وأصبح هذا البريد الإلكتروني الآن مفتاح التوثيق الفريد الذي يتيح للطالب الولوج بسهولة إلى جميع المنصات الرقمية، سواء تلك الخاصة بالجامعة أو الوزارة.
ومن بين الميزات الجديدة البارزة لهذه السنة الجامعية إطلاق تطبيق “My Morocco Univ”، الذي يهدف إلى تحسين التجربة الجامعية للطلبة من خلال منحهم إمكانية الوصول المباشر إلى مواردهم الرقمية، وواجهة اتصال تسهل التبادلات مع الاساتذة والإدارة بالإضافة إلى نظام الإشعارات الشخصية.
لقد قمنا أيضا بتعزيز سلامة وموثوقية العمليات من خلال دمج منصات جديدة، مثل نظام التسجيل المسبق والتحقق من صحة البيانات ضمن البرنامج المعلوماتي لتسيير الطلبة والأساتذة APOGEE. ويضمن هذا النظام التحقق الصارم والآمن من معلومات الطالب.
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للمسالك المتقدمة، قمنا بإنشاء منصة مخصصة للتسجيل المسبق لدرجة الماجستير والدكتوراه، مما يضمن إدارة فعالة وآمنة للطلبات.
وتشكل جهود الرقمنة هذه جزءا من الرؤية الرامية إلى تحسين عمليات تدبير شؤون الطلبة ، بهدف تلبية متطلبات جامعة ديناميكية تركز على الابتكار، مع ضمان أمن البيانات وسلاسة وسيولة العمليات.
4 – ماذا عن الجهود التي تبذلها الجامعة لمواصلة تنفيذ المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العـالي والبحث العلمي والابتكار ؟
في سياق تنفيذ ميثاق ESRI 2030، هناك مبادرتان رئيسيتان برسم السنة الجامعية 2024/2025 : مشروع مخصص لتكوين الطلبة في المهارات التكنولوجية CODE 212 ومراكز التميز.
ويهدف هذان المشروعان إلى تعزيز جاذبية النظام الجامعي المغربي وقدرته التنافسية، مع تلبية الاحتياجات المتزايدة للقطاعات التي تشهد تحولا تكنولوجيا وعلميا.
وتحتل جامعة عبد المالك السعدي موقعا متقدما في هذه الديناميكية من خلال تقديم 15 مسلكا للتميز، موزعة على 8 مراكز للتميز، تقع في مدن استراتيجية، مثل طنجة وتطوان والعرائش وقريبا الحسيمة والقصر الكبير. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير وسائل الاتصال الرقمية والمطبوعة المختلفة (ملصقات، منشورات، كتيبات)، مما يضمن رؤية مسارات التميز لطلبة المستقبل وعائلاتهم .
ويتماشى هذا النهج الطموح تماما مع رغبة جامعة عبد المالك السعدي في تقديم وتوفير تكوينات بما يتماشى مع التحديات المعاصرة، مع إعداد الطلبة والطالبات ليصبحوا فاعلين أكفاء ومتعددي المواهب في بيئة مهنية تتطور باستمرار.
5 – عززت الجامعة مكانتها في التصنيف العالمي. كيف تخططون لتعزيز هذه الديناميكية؟
في الواقع، عززت جامعة عبد المالك السعدي موقعها ومكانتها في التصنيف العالمي للجامعات منذ مشاركتنا الأولى في 2021-2022، واصلنا التقدم، سواء من حيث النتيجة أو الترتيب.
على سبيل المثال، في تصنيفات مجلة تايمز للتعليم العالي للجامعات العالمية Times Higher Education Impact Rankings ، زادت درجاتنا بشكل ملحوظ مع كل إصدار، بينما تحسنت مشاركتنا من 5 إلى 11 هدفا من أهداف التنمية المستدامة في الإصدار الأخير.
لتعزيز هذه الديناميكية، يتم اتخاذ العديد من الإجراءات. فأولا، قمنا بتكثيف جهودنا البحثية، ولا سيما من خلال رفع قيمة الميزانية المرصودة بنسبة 200 %، الأمر الذي أدى إلى زيادة ملحوظة في المنشورات في المجلات الرفيعة المستوى. لقد قمنا أيضا بتحسين تجربة الطلبة من خلال دمج أساليب التدريس المبتكرة وتعزيز أنظمة الدعم، وبالتالي تحسين معدل النجاح الأكاديمي.
كما تم إنشاء شراكات استراتيجية مع جامعات ومؤسسات ذات سمعة عالمية (تم توقيع أكثر من 30 اتفاقية في 2022-2023)، مما يتيح تبادل المعرفة والمشاريع البحثية المشتركة، وبالتالي تعزيز تموقعنا على المستوى الدولي.
وأخيرا، يتم تحسين بنياتنا التحتية بشكل مستمر، كما يتضح من إحداث مركز الابتكار بطنجة، والذي سيوفر للباحثين وطلبة الدكتوراه بيئة مواتية للتنمية، ومما سيساهم في تحسين بيئة البحث العلمي داخل الجامعة بشكل عام.
وينعكس التزامنا بتعزيز مكانتنا الدولية أيضا في إنشاء خلية مخصصة للرؤية الدولية ( cellule dédiée à la visibilité internationale )، تابعة لرئاسة الجامعة، بالإضافة إلى وحدة لدعم باحثينا في تثمين نتائجهم من خلال براءات الاختراع، ووحدة أخرى تقنية وعلمية. غالب ا ما تكون وحدة المراقبة مسؤولة عن مراقبة التطورات الأخيرة في المجالات العلمية والتكنولوجية، وتحليل الاتجاهات الناشئة وتوفير المعلومات ذات الصلة للباحثين والطلبة .
وعلى نحو مماثل، كان إنشاء مكتب العلاقات الدولية (BIS) عنصرا مهما في دعم هذه الدينامية. يضم هذا المكتب ثلاثة هياكل استقبال مخصصة، بما في ذلك مكتب الطلبة الدوليين، الذي تم إنشاؤه بتوجيه من مديرية التعاون والشراكة بالوزارة. وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن بعض الإجراءات قد تمت بلورتها عمليا ، وهناك إجراءات أخرى قيد التنفيذ، ونحن نواصل تعزيزها لتحسين وتجويد موقعنا ورؤيتنا على المستوى الدولي.