الأمثال العامية بتطوان… (566) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان… (566)

واحد گيكْذِب، وآخور كيحلف لُو: واحد يكذب، وآخر يحلف له أي إن أحد الشخصين يتحدث إلى الناس بالكذب، وآخر يحلف لأولئك الناس بأن ذلك المتحدث صادق فيما يقول. يقال عندما يوجد في بعض الأوساط أشخاص كبار من ولاة أو أغنياء من المولعين بالثرثرة والتفاخر والتباهي واختلاق الحوادث والأخبار، وخصوصا إذا كانوا جهالا يتحدثون فيما يعرفون وما لا يعرفون وقد يتعمد الواحد منهم الكذب والبهتان ويكون إلى جانبهم من الأذناب من يزكون كلامهم، ويؤيدون دعاويهم، ويحلفون إنهم لصادقون، وأن كلامهم كله حديث عن الواقع، ولا ينبغي أن يتطرق إليه شك أو وهم، ولقد كان ذلك كثير الوقوع في أوساط من كانوا يسمون الباشوات والأمناء والقياد…

واحد على قَلْبُو تَمْرا، وآخُورٍ عَلى قَلْبُو جَمْرا: واحد على قلبه، تمرة وآخر على قلبه جمرة. هو قريب من قولهم فيما سبق: واحد اعطاتو حتى غناتو. أي إن الدنيا تكيل للناس بمكيالين وتغرف لهم من ،قدرين، فهذا تمنحه تمرة حلوة لذيذة، وذاك تقذف إليه بجمرة تكويه وتؤلمه أو هذا عمل واحد، ينتفع منه هذا ويكون على قلبه بردا وسلاما، ويتضرر منه ذاك ويكون عليه هما وكدرا أو هاتان داران متجاورتان يحتفل سكان إحداهما بعرس أو عقيقة، وفي نفس الوقت يشيع سكان الأخرى جنازة شخص كان بين أهله عزيزا محبوبا، وهكذا، هنا تمرة شهية وهناك جمرة كاوية. ومن لم تعجبه هذه الدنيا، فلينتقل منها إلى غيرها، ومن لم يرض بقضاء الله وقدره، فليتخذ لنفسه ربا يسيره على هواه. أما المؤمن الموفق السعيد فإنه يعمل جهده ثم يفوض أمره إلى الله العلي القدير الذي لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون .

واحد قرَا حَتَّى غَنَّى، وواحد ما صابُ باش يصَلِّي: واحد قرأ حتى غنى، وآخر لم يجد ما يصلي به أي إن طبقات الناس تختلف وتتفاوت في العلم والمعرفة والرزق والحظ فهنا شخص قرأ كثيرا وحفظ من الأشعار ما صار يترنم به ويغني، وهناك شخص لا يحفظ شيئا، حتى آية من القرآن يصلي بها. يقال عندما يقارن بين شخصين، فيكون بينهما فرق كبير ماديا أو أدبيا. وبعضهم يبدل كلمة (صاب) بكلمة (جبر)، ومعناهما واحد، هو: وجد.

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع)

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.