الأمثال العامية بتطوان… (553) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان… (553)

الهديا مقبولا، ولو كانت قد القولا: الهدية مقبولة ولو كانت في حجم الفولة يقوله الشخص الذي له أهل وأصدقاء وأحباب لا يرضى أن ينسوه ولا يقدموا إليه من هداياهم عند عودهم من سفرهم أو عندما يضعون بمحصولهم أو ينعمون بخيراتهم. وفي حديث رواه الطبراني في الأوسط: (تمادوا تحابون، والقضاعي عن عائشة مرفوعا: (تمادوا، فإن الهدية تذهب الضغائن . وفي مثل آخر يقولون: على طرف
لساني، ولا تنساني. شاعر :

إن ما قل منك يكثر عندي *** وكثير ممن تحب القليل

هَرَب، الله يُحَشم بيه، احْسَن مِن مَات، الله يرحمو: أي لأن يقول الناس: فلان خاف وهرب أخجله الله، وأخزاه أهون من أن يقولوا: فلان ماترحمه الله. يقوله الشخص عندما يلام على هربه من موطن الخطر، إما في ميدان الحرب وإما في أيام الفتن والاضطرابات وهذا المثل يؤيده قولهم في مثل آخر : الحرب ف وقت الخوف رجلا، أي شجاعة. هذا رأي بعض الناس، إما من الذين يفضلون الحياة على الموت على أية حالة كانت، وإما من الذين يفكرون كثيرا ويفرقون بين الموت في سبيل الشرف والموت في سبيل العبث.

أما الأشراف، فالشأن فيهم أنهم يحبون الحياة ما دامت الحرية والكرامة، ويفضلون الموت مع البطولة والشهامة على الحياة مع الذل والهوان أو تحت نير الاستعباد والعدوان.

الهرب ف وَقَت الخَوْف رُجُلا: الحرب في وقت الخوف رجولة أي إن الهرب في وقت الخوف والخطر على الحياة والتعرض للموت بدون ،موجب يعد من الرجولة والشجاعة وحسن التدبير. يقوله الشخص عندما يلاحظ عليه أنه أحجم ولم يقدم ليبرر عمله ويبرهن على أن ما عمله هو الصواب والواجب، ومن المعروف أن أهل العلم يعرفون الشجاعة بأنها هي الإقدام في محل الإقدام والإحجام في محل الإحجام.

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع)

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.