شد باب الجنان، بالك تخرج منو الحماما: أغلق باب البستان حتى لا تخرج منه الحمامة. يقال على سبيل الاستهزاء والتنكيت، وهو نموذج لكلام المغفلين. قاله شخص بليد لآخر، آمرا له بأن يغلق باب البستان الفسيح، حذرا من أن تخرج منه حمامة كانت بداخله. وقد غفل عن أن للحمامة جناحين تطير بهما كما تشاء، دون أن تحتاج لباب تخرج منه كالإنسان. وكلمة (بالك) بكسر اللام، تستعمل في تطوان ونواحيها بمعنى: احذر، أو حذرا أو خوفا من كذا … إلخ. كما تستعمل بمعنى: انتبه. وفي بعض النواحي تستعمل في معناها كلمة: عندك، بفتح العين والدال. أما كلمة: بالك، بفتح اللام، فكثيرا ما تستعمل بمعنى تنح وابتعد عن الشيء.
شد بيبانك، لا تتهم جيرانك: أغلق أبوابك ولا تتهم جيرانك. يقال على سبيل النصيحة، للحض على الاحتياط بإغلاق أبواب الأماكن والمحلات التي يكون فيها من الأمور ما يمكن أن يضيع، بدلا من ترك تلك الأبواب مفتحة، فتضيع تلك الأمور ويتهم الجيران بأخذها.
شد، تجبر ما تفتح: أغلق، تجد ما تفتح. يقال على سبيل الإرشاد، للحض على التيقظ والحذر والاحتياط بإغلاق الأبواب والإحكام المحافظة على الأمور، بدلا من تركها مهملة معرضة للتلاعب والفوضى أو التلف والضياع.
شد لي، نقطع لك: شد لي، أقطع لك. يقال في الغالب عندما يوجد شخصان أو طرفان، كل واحد منهما يعاكس الآخر، فيكون معناه: إن أغلقت علي باب منفعتي، أقطع عنك سبيل مصلحتك، أي من باب: الشر بالشر والبادي أظلم. وقد يستعمل في عكس ذلك، أي عندما يتعاون جانبان على ما فيه مصلحة الجميع، ويكون معناه: ما دمت قد أغلقت عني باب الشر، فأنا أقطع عنك وسائل الضرر، أي من باب: الخير بالخير والبادي أكرم.
العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع)
للمؤلف: محمد داود
تحقيق: حسناء محمد داود
منشورات باب الحكمة
(بريس تطوان)
يتبع…





