شاب ولا تاب: شاب وما تاب. يقال على سبيل الاستغراب عندما يصدر من الشخص الكبير المتقدم في السن ما ينافي المروءة من المعاصي والمنكرات، وذلك ما يقع في الغالب من الذين يعيشون في الأوساط المختلطة بين أهل الفسوق والفجور، أو أهل الغفلة والغرور، بعيدين عن أهل الخير والصلاح والدين، الأمر الذي كانت الزوايا الصالحة النظيفة تحول دون وقوعه في أوساط المؤمنين، قبل فتور العاطفة الدينية وانتشار الاستهتار بالمقدسات والتنكر للفضيلة والأخلاق الإسلامية، التي كان السلف الصالح يحافظ عليها كل المحافظة. والغريب من الشخص المؤمن الذي يعتقد أنه سيموت وسيقف غدا بين يدي الله، فيحاسب على ما قدمت يداه في دنياه، أنه يغفل حتى يشيب قبل أن يتوب، فنعوذ بالله من الغفلة. ومما تنشده العجائز عندنا من الشعر الشعبي الملحون عند تنويمهن للأطفال قولهن:
من شاب ولا تـاب *** امشی عیشو خسارا
مثل العود الراشــي *** لا لقيح لا نـوارا
شاط الخير على زعير: فضل الخير على أهل زعير. «زعير» قبيلة في ناحية الرباط. يقال على سبيل التعريض، عندما يكون الموجود من الخير لا يكفي أهله، فضلا عن أن يبقى منه ما يأخذه غيرهم.
شاف بوفساس ف الخيط، سحابلو الجوهر ف الخيط: رأى خنفساء صاعدة في جدار، فظنها جوهرة منتظمة في عقد. يقال في الشخص الجاهل المغفل، الذي لا يفرق بين الحسن والقبيح، والخنافس والجواهر .
وقد يقال في الكسول الطماع، الذي يحلم بالغنى يهبط عليه من السماء.
شاف الموت بعينو: رأى الموت بعينه، يكنى بذلك عن أن الشخص به حسرة وضيقة شديدة كادت تزهق معها روحه، ثم نجاه الله منها وعاش.
شاف العين الحمرا: رأى العين الحمراء. يكنى بذلك عن الجد وعدم الهزل واللعب والتسامح. يقال: فلان ما أذعن للحق حتى شاف العين الحمرا، أي حتى رأى وعلم أن الأمر جد، وأن عدم إذعانه يوقعه في المحظور.
العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع)
للمؤلف: محمد داود
تحقيق: حسناء محمد داود
منشورات باب الحكمة
(بريس تطوان)
يتبع…