غشت، أولو تين، وآخرو طين: غشت، (أغسطس – آب) هو الشهر الثامن من شهور السنة الشمسية، وفي أوله ينضج التين (الكرموس) ويظهر في السوق، وفي آخره ينزل المطر، فيكون الطين. يقال لبيان ما يقع في هذا الشهر من السنة، لأن شهور السنة الشمسية، جلها له عندنا مثل خاص يبين فيه وصفه أو ما يقع فيه. ويقال أيضا للتنبيه على تهيئة الملابس والأحذية وبقية الأشياء التي يتوقف عليها في فصل الشتاء ونزول الأمطار .
وعلى ذكر أسماء الشهور الشمسية، نذكر هنا أن أهل تطوان – كسائر بلاد المغرب – لا يستعملون من تلك الأسماء إلا: يناير، فبراير … إلخ. أما أسماء: كانون الثاني، شباط … إلخ، مما هو مستعمل في بعض البلاد الشرقية، فهي غير معروفة ولا مستعملة عندنا، وكذلك ما يستعمله بعض المصريين من أسماء أخرى.
الزجالي: إذا ريت التين، فأبشر بالطين.
الغوت على يد خاويا ويد ما فيها شي: الخصام والضجيج على يد فارغة، وأخرى لا شيء فيها.
يقال عندما يقع النزاع والخصام على لا شيء، أو على شيء تافه لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا نفع فيه ولا ضرر منه.
غير الريح ف الريح: ريح في ريح. كلمة تقال عندما يتحدث عن شيء لا أهمية له ولا قيمة حقيقة، ولا ينتظر له نجاح ولا تحقيق، وإن كانت هناك ضجة أو عهود ووعود وآمال. وما أكثر ما يسمع الناس من وعود يعقبها تناس وإهمال.
غير الزرع والصوف، كل شي هتوف: ما عدا القمح والصوف، كله تافه. يقال لبيان أهمية الصوف والقمح في حياة كثير من الناس، وخصوصا الفلاحين وسكان البوادي. ويكنى بذلك عما يؤكل ويلبس. أي إن أهم ما يستفيد منه الإنسان في حياته هو ما يأكله وما يلبسه، أما ما زاد على ذلك فإنما هو من الكماليات التي يستغني عنها كثير من الناس.
غير كيطحن، بحال الرحى: دائما يطحن مثل الرحى. المراد بالطحن هنا، المضغ. يقال على سبيل الاستبشاع والاستنكار – في الشخص الوضيع الأكول الذي يرى دائما يمضغ الأكل، فهو كالرحى التي تطحن الحبوب باستمرار، وذلك من أقبح ما يوصف به الإنسان. ومن أبشع العادات التي ظهرت في عصرنا، عادة مضغ عجين أجنبي يشبه المصطكى، فترى المرء – كبيرا أو صغيرا، ذكرا أو أنثى، وقد يكون شخصا محترما في نظرك – يحرك فكيه تحريكا أمام الناس كالكبش أو الحمار، فلا تلبث أن يسقط من عينك ويزول احترامه من قلبك.
غير الناس المختورة، من بوعجاج حتى لبودوارة: ما عدا الناس المختارين، من بوعجاج إلى بودوارة. يقال على سبيل الاستهزاء والسخرية والاستصغار، عندما يتحدث عن الطبقة التي لا قيمة لها. وقديما قيل:
وقلما أبصرت عيناك من رجل * إلا ومعناه إن فتشت في لقبه
وألقاب مثل لقب بوعجاج وبودوارة، لا تدل على أن لأصحابها مكانة في المجتمع.
العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع)
للمؤلف: محمد داود
تحقيق: حسناء محمد داود
منشورات باب الحكمة
(بريس تطوان)
يتبع…