ما دام اليتيم كيبكي، والمصايب كينزادو: ما دام اليتيم يبكي والمصائب تزداد عليه. يقال إما على سبيل التأسف والتسليم للأقدار، وإما على سبيل الاستياء من سوء الحظ، والشكوى من قلة السعد.
والمطلوب من المؤمن في مثل هذه المواقف المؤسفة، أن يرجع إلى الله، ويفوض الأمر إليه، ويرضى بقضائه وقدره، إذ هو سبحانه أدرى بمصالح خلقه، والملك ملكه، يفعل فيه ما يشاء، ومن لم يرض بقضاء الله وقدره طوعا واختيارا، ضل وغوى، وأجبرته الحوادث على الخضوع والرضوخ رغما على أنفه. والمثل الحكيم يقول: بيدي لا بيد عمرو. وعوام تطوان يقولون: خليها بجميلاه .
ما ردو عن كسكسو غير سخانتو: مـا رده عـن الكسكس إلا حرارته. يقال على سبيل التنكيت أو الاستهزاء، عنـدمـا يـدعي الشخص أن سبب تأخره عن الشيء هو سبب خاص، وتكون الحقيقة غير ذلك. كما يقال عن الذي يذكر أن سبب عدم تناوله للعنب هو أنه حامض، والواقع أنه عجز عنه، ولم يتمكن منه لارتفاعه عن مستواه ماديا أو أدبيا.
والكسكسو، وسكسو، والكسكس، هو طعام محبب، يصنع من الدقيق، وينضج بالبخار، وهو من الأطعمة المشهورة في جل أنحاء المغرب، وجبليو تطوان ونواحيها يسمونه: الطعام. والسخانة هي الحرارة.
ما زين لصابع الفكرون بالخواتم: ما أجمل أصابع السلحفاة بالخواتم. يقال على سبيل السخرية والاستهزاء والتعريض بالمرأة القبيحة المشوهة، أو العجوز الشمطاء، تلبس من الثياب الرفيعة أو الحلي الثمينة، ما تزاحم به الصغيرات الجميلات، ولا يناسب إلا الغانيات الفاتنات .
ما طاح لو ما يلقط: ما سقط له ما يلتقطه. يقال في الشخص الطامع الذي يحاول أن يستغل، ويؤمل أن يستفيد، فيخيب ظنه، ويفشل سعيه، ولا يتحقق أمله، ويرجع بخفي حنين. فهو كالطائر الذي لا يجد ما يلتقطه من الحبوب ونحوها من المأكولات.
العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية
للمؤلف: محمد داود
تحقيق: حسناء محمد داود
منشورات باب الحكمة
(بريس تطوان)
يتبع…