الأمثال العامية بتطوان… (331) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان… (331)

ما تشكر وتذم، حتى تعاشر وتدوم، وتمرط وتقوم: أي لا تشكر أحدا أو تذمـه، إلا بعد أن تعاشره وتطـول عشرتكما، أو تمرض وتعـافي من مرضك، إذ في المعاشرة الطويلة وفي حالة المرض تظهر نواحي الكمال والنقص في الإنسان، فالمدح أو الذم بعد ذلك يصدر عن خبرة، ويكون أقرب إلى الصواب.

يقال على سبيل التوجيه والإرشاد، للحض على التأني والتثبت وعدم التسرع في المدح أو الذم، أو في غير ذلك من الأحكام، حتى يعرف الإنسان حقائق الأشياء، وبواطن الأمور، وما وراء المظاهر وخلف الستور .

وهذا المثل يعرف الناس ببعض الوسائل التي توصل لمعرفة دخائل الناس وما لا يعرف منهم بمجرد الملاقاة الخفيفة، وذلك بعد المعاشرة الطويلة، وخصوصا في أيام مرض الإنسان نفسه، أو في مرض رقيقه.

وفي تطوان، كثيرا ما تقلب الضاد طاء، كما في كلمة (المرض) وما يشتق منها من أسماء وأفعال.

وعبيد ابن الأبرص يقول:

ولا تظهرن ود امرئ قبل خبره **** وبعد اختبار المرء فاذمم أو احمد

ابن درید:

لا تحمدن المرء ما لم تبله والمرء كالصورة لولا فعل

شاعر :

لا تمدحن امرءا حتى تجربه *** ولا تذمنه من غير تجريب

ما تشوفو غير العين د تصلي على النبي: لا تراه إلا العين التي تصلي على النبي، أي لا يحق أن تراه إلا عين المؤمن التقي الذي يذكر الله ويصلي على نبيه عندما يرى فضل الله.

من كلام النساء. يقال عندما يوجد شخص بلغ غاية الحسن والبهاء، أو محصول جيد وفير من حبوب أو فواكه أو نحو ذلك، أو أي شيء عظيم يملأ العين والقلب.

ما تهدر حتى تخمم، وما تركب حتى تلجم: لا تتكلم حتى تفكر، ولا تركب الفرس أو الدابة حتى تلجمها. الهدرا – بفتح الهاء وسكون الدال – هي الكلام. والتخميم أو التخموم هو التفكير.

يقال للنهي عن الارتجال في الأمور، أي أن يتكلم الإنسان في أي موضوع قبل أن يعطيه حقه من التفكير، ويختار له من الكلمات ما يناسب ويليق. أما وضع اللجام في فم الفرس أو الدابة، فلضمان بقاء الزمام بيد الإنسان، بدلا من أن يضع نفسه تحت تصرف الغير ورحمته، دون معرفة العواقب. ومن كلام الشيخ المجذوب:

لا تسرح حتى تلجم *** واعقد عقدا صحيحا

لا تتكلم حتى تخمم *** لا تعود لك فضيحا

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا