الأمثال العامية بتطوان.. (213) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان.. (213)

بريس تطوان

كل خديم ايلو أجرا: كل خديم له أجرة، أي إن الشأن في كل من يعمل عملا، أن يجازى عليه. يقال عندما يعمل الشخص عملا يتطلب أن يأخذ عليـه أجـرة، كما يقال لتنبيـه مـن يتجاهل الواجب ويحاول أن يستغل تعب غيره ولا يوفيه حقه، على أن الواجب عليه أن يدفع للعاملين أجرهم حتى لا يأكل عرق الكادحين المساكين، وخصوصـا مـن الذين يكـدون لسد رمقهـم ورمـق عيـالهم. وما أكثر المستغلين.

 كل خنفوس ف عين يماه غزال: كل خنفس في عين أمه غزال. الخنفوس هو الخنفساء، وهي الدويبة السوداء الكريهة الرائحة التي يسميها العوام (بوفساس)، ويكنى به عندنا عمن لم يعرف الجمال إليه سبيلا، من كل أخنس أفطس قصير مسود، أي إن كل ناقص الخلقة، مشوه الوجه، بشع المنظر، يظهر في عين أمه كأنه غزال، أي مثال الجمال واللطف والخفة والرشاقة. ذلك هو شأن عين الرضى التي لا ترى إلا الحسنات، بل قد تقلب السيئات حسنات، وقديما قيل:

وعين الرضى عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا

 كل دِرْهَم بهم: أي إن كل درهم يملكه الإنسان، يكون بجانبه هم إما سابق وإما لاحق. ويكنى بذلك عن أن المال لا يحصل عليه الإنسان في الغالب إلا بتعب وكد ونصب، فإذا أدركه وملكه، فإنه قلما يخلو من هموم وأكدار.

وهو كتأييد لقولهم في مثل آخر : الزلط حكمة والفلوس نقمة. ولفظ الدراهم، جمع درهم، يطلق عندنا على المال مطلقا، سواء كان ذهبا أو فضة أو ورقا أو غير ذلك، وما أحسـن قـول القائل: ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.

كل ذيب ف غابتو سلطان: كل ذئب في غابته سلطان (أي ملك). يكنى بذلك عن أن كل واحد – من إنسان أو حيوان – يكون عزيز الجانب، واسع السلطة، كامل الحرية، عندما يكون في مستقره الذي يملك فيه حق التصرف بين أهله وذويه…. ومنزلة السلطان، كانت في نظر قومنا أعلى منزلة يدركها الإنسان.

كل زبيبا ف قاعاه عود: كل زبيبة في آخرها عـود. يكنى بذلك عن أن كل شيء حسن مستح زائد طفيلي غير مستحب. وبعضهم يقول: (ف كراه) أي في عجزها.

كل زراع كيجيب لو الله كيالو: أي كل قمح معروض للبيع، يأتيه الله بمن يكيله ويشتريه. هو قريب من معنى قولهم: لـكـل ساقطة لاقطة. يقال عندما يخشى كساد سلعة أو بضاعة، ويخاف من عدم وجود من يشتريها. وقد يقال على سبيل الاعتبار، عندما ينفذ جميع ما يعرض في الأسواق من المأكولات والبضائع، على كثرتها واختلاف أصنافها ودرجاتها. وتلك هي حكمة الله في نظام هذا الكون، وهي سنته سبحانه في حياة الإنسان، في كل زمان ومكان.

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.