بريس تطوان
اعطت الدنيا بالقدم، حتى رجع الحكم لولاد الخدم: أي تقهقرت الدنيا، وفسدت الأحوال، وكثرت المصائب والأهوال، حتى آل الأمر والنفوذ والحكم ليد أبناء الإماء والمملوكات اللاتي يبعن كما يباع الدواب في الأسواق، أو الصعاليك أبناء الطبقة الوضيعة من الذين لا علم لديهم ولا معرفة ولا كفاءة ولا نزاهة.
وفي حديث نبوي شريف، ـم من علامات قرب قيام الساعة، أن تلد الأمة ربتها، وأن تجد الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان….
كان هذا مما يقوله المفكرون الأحرار، على سبيل الاستغراب والاستنكار.
اعطيني دقمك ناكوا بيه الشوك: أعطني فمك لآكل به الشوك. الدقم في لهجة مدينة تطوان وقبائلها الجبلية هو الفم. يقوله الشخص الأناني الذي تعجبه نفسه ويريد أن يدفع الشر والمكروه عن نفسه، أو يجلب المنفعة لها وحدها، ولو بإلحاق الضرر بالناس.
اعطيه بسيطا، يعمل البريطا: أعطه بسيطة، يلبس البرنيطة. في مختلف الأنحاء – وخصوصا في الشعوب المتأخرة والأوساط المنحطة – يوجد أناس لا ذمة لهم ولا شرف ولا مروءة، وفي مثل هؤلاء يقال هذا المثل.
والبسيطة بتشديد السين المكسورة، كلمة أصلها إسباني (Peseta)، وكانت مستعلة في المغرب من قديم، وهي اسم عملة تساوي أربعة قروش (بلايين)، وخمسة منها تساوي ريالا، وتطلق الآن في بعض نواحي شمال المغرب على عشر الدرهم، أي عشر فرنكات.
والبريطة، بفاء فارسية، وقد يقال لها البرنيطة، هي غطاء الرأس مما كان الأجانب يلبسونه، كما كان العرب يلبسون العمائم، وبعض الشرقين يلبسون الطربوش.
يقال في الشخص الحقير الذي في سبيل المال يبيع نفسه وشرفه، وقد ينسلخ عن قومه ويخون وطنه.
اعطيه لجامع الفنا، أما جامع الكبير عنداه باش تنبنى: أعط مالك لجامع الفنا، أما المسجد الكبير فإن لديه ما ينبني به. يقال في حالة الاستياء والرفض، للشخص البخيل الذي يعطي العطاء القليل، ويتبعه بالتبجيح والمن الكثير.
العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية
للمؤلف: محمد داود
تحقيق: حسناء محمد داود
منشورات باب الحكمة
(بريس تطوان)
يتبع…