بريس تطوان
اضرب وانهار، ولا تقول شي كلام العار: اضرب وانهر، ولا تقل الكلام الجارح. أي عنف وانهر واضرب من يستحق ذلك، عقابا له على قوله أو فعله أو غير ذلك مما يستحق العقاب، ولكن يجب أن يبقى لسانك نظيفا لا يخرج منه كلام لا يليق، وخصوصا كلام العار، فإن ما يخرج من اللسان يسجل على الإنسان، وقديما قيل:
جراحات السنان لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسان
اعجبتك أو ارعبتك، إذا اعجبتك قم تخطب، ويدا ارعبتك سر تحسب: يحكي أن فتاة جميلة لاحظت أن أحد الفتيان يطيل النظر إليها بإعجاب، ولكنه لا يجرؤ على الاقتراب منها والكلام معها، وكانت أكثر منه جرأة، وربما كانت هي أيضا قد أعجبت به، فالتفتت إليه وقالت له على سبيل الاستفهام: اعجبتك أو ارعبتك؟ أي هل نظرك إلي هو على سبيل الاستحسان لجمالي، أو على سبيل الاستنكار لقبحي؟ فإن كنت أهجبتك، فهذا والدي اخطبني منه وتزوجني، وإن كنت أرعبتك أي خوفتك وأزعجتك حتى أصابك مس من الجن، فاذهب إلى ساحر يحسب لك ويخرج منك جنك…، وهذا الحساب كان معروفا في بعض الأوساط النسائية المتأخرة، تذهب الواحدة منهن إلى شخص يكتب لها ويحسب ليستخرج فالها أو يطرد جنها أو يتسبب لها في الحب والقرب، أو يعرف ما ضاع لها أو يثقفه.. إلخ. وفي الغالب يقتصر على قولهم: اعجبتك أو ارعبتك؟ ويقال عندما تبدو على الناظر علامات التعجب والاستغراب، ولو لم يكن هناك لا فتى ولا فتاة، ولا قبح ولا جمال، وقد يقوله الحضري المتمدن – على سبيل الاستهزاء – غندما يرى بدويا بسيطا يستغرب مما يراه من مظاهر الحضارة والتمدين في المدينة.
اعجز، ينوب عليك: أي ارجع إلى ربك واذعن له، ينب عنك ويقض لك ما تعجز عنه. يقال لحض الشخص على الرجوع إلى الله وتفويض أمره إليه عندما يكبر عليه الأمر أو تنقطع به الأسباب، أو تنسد دونه الأبواب ويعجز عن الوصول إلى ما يريد، أو يتعدى عليه ظالم جبار لا يقدر على مقاومته أو الوقوف في وجهته.
اعطى راسو لله وما قدر: اعطى رأسه لله وما قدره له. يكنى بذلك على أن الشخص قد اندفع اندفاعا وترامى تراميا، أو غامر مغامرة دون قراءة للعواقب أو تدبر في النتائج، وكثيرا ما يقع ذلك عندما يقع اليأس وتضيق النفس.
العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية
للمؤلف: محمد داود
تحقيق: حسناء محمد داود
منشورات باب الحكمة
(بريس تطوان)
يتبع…