بريس تطوان
لا يخلو حي من تطوان من فرن تقليدي وغالبا ما كان يوجد بالقرب من الحمام غير بعيد من المسجد والسقاية، وقد لاحظ الشيخ الرهوني إلى أعدادها الكثيرة وأكد أنه أحصى سبعة وثلاثين فرن منها عشرة بحومة البلد وخمسة في الترنكات أربعة في العيون وواحد في المصلى القديمة وعشرة في الربض الأسفل وسبعة في الملاح وربما نزيد على هذا العدد بثلاثة، ونستند هنا على شهادة الرهوني نظرا لانعدام المعطيات في الفترة المدروسة.
عموما، اعتمدت ساكنة تطوان طيلة أيام السنة على الأفران التي توجد قرب سكناهم لأنضاج خيزهم. أما حين حلول الأعياد والمناسبات الدينية فيزداد الإقبال عليها خصوصا في رمضان فترسل إليها سواني السفوف وبعض المأكولات الشعبية (طواجين السمك) وبحلول العيد الحلويات فيرسلون لها سواني نحاسية تضم أشكالا متنوعة.
أما في مواسم الأعراس فترسل إلى الفرن حلويات محلية الصنع خصوصا “الفقاقص” التي تقتضي خبرة المعلم بحرارة اللهب وحرارة جدران الفرن الملائمة بانضاجها، كما يكون على دراية تامة بأصحابها وأذواقهم. ويساعد في تصفيف هذه الأخيرة صبيه “الطرح” تتحدد مهمته في تقريب السواني إلى المعلم وإيصالها للمنازل بكل أمانة مقابل أجر زهيد.
كتاب: تطوان بين المغرب والأندلس (تشكيل مجتمع مغربي أندلسي في القرنين 16 و 17م)
للمؤلفة: نضار الأندلسي
منشورات جمعية دار النقسيس للثقافة والتراث بتطوان
(بريس تطوان)
يتبع…