الآثار العربية في الأندلس - بريس تطوان - أخبار تطوان

الآثار العربية في الأندلس

الأندلس القديمة تبدو اليوم بلادا إسبانية محضة لا تكاد تشعر وأنت تتجول فيها أن هذه البلاد كانت يوما موطن أمة عربية إسلامية، اللهم إلا ما يصادفك من آثار قليلة تذكرك بهذا الماضي القريب البعيد.

فقرطبة وإشبيلية وطليطلة، وسرقسطة، وغرناطة، ووادي آش، ومالقة، ورندة، وغيرها من القواعد الأندلسية القديمة لا تكاد (فيما خلا غرناطة وإشبيلية وقرطبة) تبدي شيئا من مظاهرها الإسلامية القديمة. وأنت لا تستطيع إلا بعد جهد أن تظفر في بعض أحيائها أو أطلالها الدارسة بلمحات ضئيلة من طابعها الأندلسي فالمساجد قد هدمت وحولت إلى كنائس. أو بنيت الكنائس فوق أنقاضاها والأحياء الأندلسية القديمة قد غاصت معالمها ولم تبق منها إلا بقايا متناثرة هنا وهنالك في سفوح القصبات والحصون الأندلسية القديمة.

على أنه توجد طائفة مهمة من الآثار  شاءت العناية أن تنجو من أحداث الزمن. وإذا تركنا حمراء غرناطة وجامع قرطبة جانبا فإن معظم هذه الآثار تتمثل في طائفة من القلاع، والقصور التي كانت ملحقة بها وفي بقايا الأسوار والأبواب والحمامات الأندلسية القديمة، وفي بعض القناطر العربية، والأطلال التي تركت إلى جانب بعض الكنائس، وأخيرا في عدد عديد من الذخائر والتحف واللوحات الأندلسية. هذا كله إلى ما خلفه الفن الأندلسي من أثر ظاهر في طراز كثير من الصروح الإسبانية التاريخية وفي زخارفها ونقوشها.

ولقد أتيح لكاتب هذه السطور أن يطوف بالآثار الأندلسية الباقية ويتقصاها غير مرة فكان أبرز ما استأثر باهتمامه منها قصر الحمراء وقصر جنان العريف في غرناطة، ثم المسجد الجامع في قرطبة والذي تبلغ مساحته مع صحنه المكشوف24,300  متر مربع، أما أشبيلية، فما تزال تحتفظ بدرتيها الإسلاميتين الفريدتين : منارة مسجدها الأعظم والقصر. أما المنارة أو الصومعة، وتسمى اليوم لاجيرالد ( la Giralda) فيصعد إليها في طريق واسعة بدون أدراج، وقد تحولت اليوم إلى برج للأجراس، وارتفاعها 96 مترا. أما القصر ويسمى اليوم (alcazar) فطابقان عظيمان، ولا يزال محتفظا بعقوده ومشرفياته وزخارفه. ونعود ونقول  ونكرر مرة أخرى أن الأندلس الحي يوجد في بلدنا المغرب.

والله الموفق

27/10/2008


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.