أحمد شقور/ بريس تطوان
أعرب اتحاد الناشرين المغاربة عن استيائه من الطريقة التي تم بها إعداد اللائحة الوطنية لأركان القراءة للموسم الدراسي 2024/2025، والتي أعلنت عنها مؤخرًا وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وفي بيان رسمي، عبّر الاتحاد عن دعمه للمشروع باعتباره خطوة مهمة لتعزيز القراءة داخل المدارس العمومية، لكنه وصف بعض الجوانب المتعلقة بإعداده بأنها لا تخدم المصلحة الوطنية وتفتقر إلى الشفافية.
وأشار الاتحاد إلى أن اللائحة تضمنت هيمنة واضحة للمحتوى الأجنبي على حساب الإنتاج الوطني، حيث غابت معظم عناوين دور النشر المغربية عن القائمة في مقابل التركيز على دور نشر أجنبية.
واعتبر الاتحاد هذا التوجه مخالفًا لاستراتيجية المغرب الرامية إلى تعزيز الهوية الوطنية والثقافة المحلية. كما أكد أن تغييب الإنتاج الثقافي المغربي لا يعكس الطموح الوطني نحو دعم الصناعات الإبداعية وتعزيز علامة “صنع في المغرب” في المجال الثقافي.
وأضاف البيان أن المشروع، بدلاً من أن يكون مفتوحًا على مساهمات جميع الفاعلين في قطاع النشر، اقتصر على اقتراحات دور نشر محددة، مما أدى إلى تهميش عدد كبير من الناشرين المغاربة. ووصف الاتحاد هذا النهج بأنه احتكار يضر بالقطاع الوطني للنشر، الذي يعاني أساسًا من تحديات اقتصادية متزايدة.
وأكد اتحاد الناشرين المغاربة أن مشروع أركان القراءة يجب أن يكون أداة لتعزيز الهوية الوطنية ونشر القيم المغربية، وليس مجرد مبادرة لاستيراد محتوى أجنبي.
وشدد على أهمية أن تكون النصوص والعناوين المختارة جزءًا من المنظومة الثقافية المحلية، تعكس التنوع المغربي وتدعم القيم والثوابت الوطنية.
وطالب الاتحاد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإعادة النظر في اللائحة المعتمدة، مع إدراج نصوص وعناوين مغربية تثمن الإنتاج الثقافي الوطني.
وأبدى استعداده للتعاون مع الوزارة لإنجاح هذا المشروع الإصلاحي الهام، داعيًا إلى إشراك كافة الفاعلين في قطاع النشر لضمان نجاح المشروع وتحقيق الأهداف الإصلاحية المرتبطة بتطوير القراءة وترسيخ القيم الوطنية في المناهج الدراسية.
واختتم الاتحاد بيانه بالدعوة إلى اعتماد رؤية أكثر إنصافًا وشفافية في تدبير هذا الملف، بما يضمن استفادة المدرسة المغربية من مشروع يعكس روح الثقافة الوطنية ويُسهم في ترسيخ قيم المواطنة والانتماء لدى الأجيال الصاعدة.