إسبانيا تبدأ إعادة تأهيل حي المغاربة في سبتة وسط مخاوف من تغييب التراث الثقافي - بريس تطوان - أخبار تطوان

إسبانيا تبدأ إعادة تأهيل حي المغاربة في سبتة وسط مخاوف من تغييب التراث الثقافي

بريس تطوان

أطلقت السلطات الإسبانية بمدينة سبتة المحتلة، مؤخرا، سلسلة مشاريع تنموية وعمرانية في حي الأمير ألفونسو، المعروف محليًا بـ”حي المغاربة”، في إطار خطة تروم تحسين ظروف العيش ودمج الحي ضمن الفضاءين الثقافي والسياحي للمدينة.

وتأتي هذه الخطوة، التي تحمل أبعادا رمزية بالنظر إلى الهوية المغربية العريقة لهذا الحي، ضمن استراتيجية شاملة لإعادة تأهيل المناطق المهمشة في المدينة، وفق ما أكدته مصادر رسمية محلية.

ويُعرف حي الأمير ألفونسو بتركيبته السكانية ذات الجذور المغربية، وبتقاليده الاجتماعية والدينية المتجذرة، ما يمنحه طابعًا ثقافيًا خاصًا ظل صامدًا رغم التحولات الديمغرافية والسياسية التي شهدتها المدينة.

ورغم أن السلطات الإسبانية تقدم المشروع كجزء من رؤية تنموية تروم تحسين البنية التحتية وتعزيز جاذبية المدينة، إلا أن عدداً من المراقبين يرون أن هذه الخطوة تندرج ضمن مقاربة ثقافية تهدف إلى إعادة تشكيل الحي وفق تصور جديد، يدمجه في إطار ما تصفه مدريد بـ”التعددية الإسبانية”، وهو ما يُخشى أن يؤدي إلى تهميش العمق الثقافي المغربي للمنطقة.

وفي هذا السياق، اعتبر أحد الباحثين المتخصصين في قضايا الهوية والهجرة أن “تحويل حي الأمير ألفونسو إلى نقطة جذب سياحي لا ينبغي أن يتم على حساب هويته التاريخية”، مشددا على أن “التجديد العمراني يجب أن يراعي ذاكرة الساكنة ولا يتحول إلى أداة لطمس الخصوصية الثقافية التي تميز الحي”.

ويُثير المشروع أيضًا تساؤلات بخصوص مدى استفادة السكان المحليين من هذه المبادرات، في ظل مخاوف من أن يتم توجيه الاستثمارات لخدمة أجندات سياحية وتجارية على حساب التنمية الاجتماعية الفعلية.

ويُعد حي الأمير ألفونسو أحد أبرز الأحياء التي تربط سكانها روابط قوية مع شمال المغرب، سواء من حيث اللغة أو الدين أو العادات الاجتماعية، ما يجعل من المحافظة على هويته عنصرا حاسما في أي تدخل حضري أو ثقافي يُنفذ فيه.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.