إذا غابت الأخلاق غاب الدين‎

يقول الرسول الكريم (إنَّما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق)

القيم الأخلاقية أساس الدين والتدين، ولايمكن تصور الالتزام بالدين دون أخلاقياته, لكن للأسف أصبح الناس الآن دون أخلاق وخاصة منهم المتدينون ذووا اللحية الكبيرة و الملابس التي ترمز إلى التدين والحشمة.

أنا ربطت هنا الأخلاق بالدين لأن الأديان كافة تضع قواعد أخلاقية صارمة لتنظيم العلاقات الإنسانية مع بعضها البعض, لكن أصبح الناس في عصرنا هدا يستعملون الأخلاق الحقيقية للنصب والاحتيال كغطاء لأكل حقوق الناس أو الاستيلاء على المال العام كما فعلت ومازالت تفعل بعض الجمعيات أو الأحزاب ذات الغطاء الديني, فان كنت قد ربطت الأخلاق بالدين فلأني مسلمة وإسلامي سطر لي أخلاق كثيرة حثني على الالتزام بها سواء منها في القران الكريم أو في سنة نبينا , لكن عندما نصطدم بالواقع فإننا نجد أناسا غير مسلمين على خلق كريم فلا يكذبون ولا يسرقون ولا يسيئون المعاملة مع جيرانهم ويحبون لأخوتهم ما يحبون لأنفسهم، وهذ الأمور تجعلنا نفكر مطولا في مكان الخلل , هل في الأديان أم في المتدينون ؟ فإذا كان الدين هو الأخلاق فلماذا يهتم بعضهم بالعبادة والشعائر و يهملون الأخلاق والتعامل مع الآخرين؟

إن انعدام الأخلاق في المجتمعات المتدينة وخاصة منها المسلمة تزرع في الأجيال القادمة الشك والريبة بين ما يسمعونه في المساجد من وعظ وإرشاد ونصح وبين ما يرونه في الشارع من نقيض، الشيء الذي يجعل بعضهم يتجه إلى الإلحاد و الابتعاد عن الدين نهائيا، وهذه أمور خطيرة قد تحدث في المجتمعات الإسلامية فالمسلمون للأسف يفصلون العبادة والأخلاق وهذا التدين هو أخطر ما يمكن وصفه.

“الغرب منحل أخلاقيا” جملة سمعتها منذ صغري ومازلت أسمعها ليومنا هدا, الحمد لله أني لم أكره ديني بل أحببته أكثر فأكثر لكن التساؤل لم يفارق ذهني دائما لماذا المسلمون غير ملتزمون بأخلاق دينهم الحنيف لماذا؟ لماذا ولماذا ؟ وستبقى لمادا في ذهني وفي أذهان الكثيرين إلى أن نموت ….

ربطت الأخلاق بالدين في ما سطرته فوق، وهذا رأي شخصي قد يوافقني البعض وقد يعارضني البعض الأخر, فهناك من يقول ” إذا غاب الدين غابت الأخلاق “وأنا أقول ” اذا غابت الأخلاق غاب الدين”, ما فائدة التدين إذا انت عنيف؟ ما فائدة التدين إذا أنت تفتن بين الناس وصاحب قال وقيل ونميمة ؟ ما فائدة التدين اذا انت تسرق وتغش وتأكل أموال الناس بالحرام ؟ ما فائدة التدين وقلبك مليء بالحقد والكراهية على الاخرين؟ ورسولنا الكريم حث على حسن الخلق وقال أنه أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق.