أدوار المرأة التطوانية في المقاومة بعد الهدنة (1) - بريس تطوان - أخبار تطوان

أدوار المرأة التطوانية في المقاومة بعد الهدنة (1)

 أدوار المرأة التطوانية في المقاومة بعد الهدنة عام 1927

بالرجوع إلى مختلف الدراسات التي تناولت المقاومة النسائية بتطوان، يمكن تصنيف الأعمال التي قامت بها النساء إلى أعمال سياسية واجتماعية وفدائية واقتصادية وتوعوية وتربوية …

وفي بداية هذا المبحث لابأس من الإشارة إلى دراسة أجرتها الأستاذة مارية دادي حول دور المرأة في المقاومة في مدينة تطوان تبين من خلالها ما يلي: «إن هؤلاء المقاومات كلهن شاركن بين سنتي 50 و 56 ، وكلهن كن في ريعان شبابهن، بحيث أكبر هن لم تتجاوز 30 سنة، وأكثرهن متزوجات، ولهن أبناء، وعلى درجة لا بأس بها من التعلم، وجلهن يشتغلن بالتجارة أو الخياطة.

أما من الناحية السياسية فهناك نسبة مهمة منهن كن عضوات في حزب الإصلاح الوطني وقلتهن عضوات في حزب الاستقلال، والباقي لا ينتسبن إلى أي حزب.

أما من حيث المشاركة في المقاومة المسلحة فإن 40% كن يعملن تحت تأطير جيش التحرير، كما نجد 80 من المجموع يعمل تحت تأطير منظمات وجمعيات مؤطرة).

ويشار إلى أن الأستاذة مارية دادي لم تذكر عدد المقاومات اللواتي شكلن العينة المدروسة، كما لم تذكر أسماء هن.

ومن بين الأشكال التي اتخذتها المقاومة النسائية بتطوان من خلال نفس الدراسة فقد خصصت الباحثة الجانب العلمي في الاستمارة لأهم الأعمال وأهم الأدوار التي قامت بها المرأة في مقاومة الاستعمار الأجنبي خلال الفترة المذكورة سابقا، ويمكن أن نقسمها إلى ثلاثة أقسام: أعمال اجتماعية، أعمال سياسية، أعمال فدائية أو عسكرية».

وفيما يلي أقدم تفصيلا لمختلف الأعمال التي قامت بها المرأة التطوانية في إطار مقاومتها للاستعمار الاسباني:

أولا – الأعمال الاجتماعية: نعني بها تهيئ الطعام للمقاومين والفدائيين أثناء تجمعهم بالمنازل، وإيصاله لهم داخل السجون وإلى الكهوف حيث يختبئون من بطش الاستعمار، ثم غسل ملابسهم ومعالجة المرضى منهم وتضميد جراحهم وحراستهم، والسهر على جميع حاجياتهم». وفي هذا الإطار نقلت الأستاذة خديجة الإدريسي عن المناضلة أم كلثوم راغون: تكلفت المرأة التطوانية بتوفير التغذية اليومية للفدائيين اللاجئين بتطوان حيث يتم تهيئ الغذاء من طرف العائلات حسب جدول دقيق مثلا دار الحاج عبد السلام بنونة – دار الحاج محمد الصفار – دار أحمد بنجلون – دار الحاج محمد بن التهامي أفيلال… وكانت المرأة التطوانية ترسل غذاء «الفدا إلى الجنانات كجنان الرهوني بالطويلع وجنان الملالي وجنان أفيلال وجنان بريشة. كما كانت تساهم في تطبيب المصابين من الفدائيين».

ثانيا – الأعمال السياسية: يمكن حصرها في توزيع المناشير على المقاومين، وتوزيع رسائل التهديد ونقل الأخبار من مركز إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، وكذلك إيصال الأخبار إلى المقاومين داخل السجون وبطرق متعددة» . واللواتي كن على مستوى من التعلم يقمن بالمساعدة في نسخ المناشير والتقارير وتوزيعها على المقاومين».

وقد أحسن العنصر النسوي استغلال فرصة عدم استعمال القوة ضد النساء من طرف السلطات الاسبانية التي كانت تقتصر على محاصرة حركتهن دون المساس بهن.

وكانت هذه المظاهرات يخطط لها بدقة متناهية بتنسيق مع قادة الحزب كمظاهرة 20 غشت 1953 صباح يوم عيد الأضحى، يوم امتدت يد الاستعمار الغاشم إلى رمز الوحدة والسيادة وأب الوطنية المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، فكانت بداية ثورة الملك والشعب وشعارها العرش بالشعب والشعب بالعرش». فنظمت أكبر مظاهرة وتم المجتمع بمنزل الزعيم عبد الخالق الطريس، وانطلقت إلى الفدان ومنها إلى مقابر المسلمين حيث خطب الزعيم عبد الخالق الطريس في تجمع شعبي كبير، فطوق الأمن الاستعماري باب المقابر».

كما قامت المرأة التطوانية بتهريب عدد من المقاومين، وبإلحاق عدد كبير من زوجات وبنات المقاومين بأهلهم بتطوان. كما قامت نساء تطوان بالاتصال بمقاومات سلا لخلق شبكة للتعاون وتهريب الأسلحة والجوازات ونقل النساء والرجال إلى المنطقة الشمالية، وكان مقرها عند الحاجة فاطنة المالقية التي قامت هي الأخرى بدور مهم في مجال المقاومة، وخاصة في ميدان التنسيق بين أعمال النساء في مدينة سلا ومدينة تطوان.

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.