هي ذكرى وليس بعيد - بريس تطوان - أخبار تطوان

هي ذكرى وليس بعيد

 
هي ذكرى وليس بعيد
 
الكثير منا من يسمي ذكرى المولد النبوي الشريف بالعيد ،  فهو يوم احتفاء و شعور بنشوى التمكين لدين الله ، هو يوم ولد فيه أشرف المخلوقات على الإطلاق ، أنار الله به الأرض بعد أن أصبحت مظلمة  بالشرك وعبادة الأوثان ، فهو يوم ليس ككل الأيام ، و مع ذلك لا يمكننا أن نسميه عيدا ، فأجمع العلماء على أن ” العيد عيدان الفطر والأضحى ” و نحن لسنا كبني إسرائيل ولا كالنصارى إذ خالفوا رسلهم  فغضب الله عليهم وأضلهم ، فإذا ما سمينا يوم ذكرى المولود عيدا خالفنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، و تطاولنا على نبوءته  و خالفنا نهجه ونهج الخلفاء الراشدين  والتابعين من بعده . فلم يذكر قط الرسول صلى الله عليه وسلم  أن يوم مولده عيدا ، فأول ما احتفل به كعيد هم الفاطميون بمصر في أواخر القرن الرابع الهجري  وكانوا شيعة و جعلوا من أعياد ميلاد ملوكهم أعيادا و قارنوا بين ذكرى مولد النبي ومولد  سلاطينهم  .
وهناك قول آخر: وهو أن أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي هو صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري في القرن السابع للهجرة ، كما نص على ذلك السيوطي..

فالاحتفال بمولد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من أجل التقرب إلى الله وتعظيم رسوله ، صلى الله عليه وسلم  عبادة ، و لا يجوز أبداً أن يُحدَث في دين الله ما ليس منه ، قالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” أخرجه البخاري و مسلم ، ثم كلنا نسمع أنه يوجد في هذا الاحتفال من المنكرات العظيمة مالا يقره شرع ولا حس ولا عقل ففي بعض الأماكن يجتمع الآلاف بأضرحة بعض الأولياء و يتغنون بالقصائد التي فيها الغلو في الرسول  عليه الصلاة والسلام ، حتى جعلوه أكبر من الله – والعياذ بالله- وهناك حالات أخرى  تختلط النساء بالرجال ، و يبدأ المدح الممزوج بإيقاعات و موسيقى  تجعل الناس يرقصون مختلطين ، فأي منكر أكبر من هذا  ؟.

أمّا الاحتفال بالذكرى فلا يكون بما يخالف الشريعة ، إنما يكون بمدارسة السيرة بين الناس  أفرادا أو جماعات  مع  الأسرة والأحباب ثم الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم .

لذا كله  يجب علينا تصحيح مفاهيمنا حتى لا نقع في بدعة أو منكر أو ريبة ، فحديث أنس رضي الله عنه قال: “قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: “ما هذان اليومان؟” قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر” رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه ابن تيمية والألباني.

فمحبة الرسول تتجلى في إتباع سنته و العمل بتبليغ رسالته و ليس بالتغني باسمه مع الرقص بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .

محبكم الحسن بنونة


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.