"القيم و الأخلاق من خلال السيرة النبوية" موضوع ندوة علمية بكلية أصول الدين بتطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

“القيم و الأخلاق من خلال السيرة النبوية” موضوع ندوة علمية بكلية أصول الدين بتطوان

“القيم و الأخلاق من خلال السيرة النبوية”

موضوع ندوة علمية بكلية أصول الدين بتطوان

بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس كلية أصول الدين بتطوان، نظمت “مجموعة البحث في المدرسة الحديثية بالمغرب الإسلامي” و “مجموعة البحث في السنن الإلهية في القرآن و السنة والتاريخ” و “مجموعة البحث في النوازل العقدية و الفكرية بالغرب الإسلامي”، ندوة علمية في موضوع “القيم و الأخلاق من خلال السيرة النبوية” ، قام بتأطيرها كل من الدكاترة “رشيد كهوس” و “الأمين اقريور” و”أحمد مونة” و “ابراهيم إمونن” و “محمد الشنتوف”، وذلك يوم الإثنين 23 دجنبر 2013م صباحا بقاعة الندوات بالكلية.

 المداخلة الأولى تقدم بها الدكتور رشيد كهوس بعنوان رحمة الرسول (ص) بالمخطئين، ركز فيها الحديث على حاجة الأمة الإسلامية اليوم للنهل من السيرة النبوية في جانبها الأخلاقي في وجه هذه المادية المستشرية اليوم، فالسيرة النبوية منبع لهذه الأخلاق، وقد اقتصر فيها المحاضر على خلق الرحمة من خلال أمثلة تعتبر نماذج لهذا السلوك الأخلاقي المتميز، نلحظها من كثرة من اعتنق الإسلام بسبب موقف الرسول (ص) معه في حلمه وعفوه وتسامحه، ثم في مواقف عديدة أبدى فيها البعض هذه الأخلاق السامية كحلمه (ص) على خادمه أنس بن مالك (ض)، وكعفوه (ص) على حاطب بن أبي بلتعة عند إفشاء السر العسكري أثناء فتح مكة، وكتصرفه الحليم مع قريش يوم فتح مكة.. ففي مواقفه تلك لم يكن متجملا ولا متزايدا في هذه الأخلاق وإنما كان ذلك منه (ص) مؤصلا في ذاتيته، إذ كثيرا ما كان يبادر المخطئين في حقه بحلمه وصبره.

المداخلة الثانية تقدم بها الدكتور الأمين اقريوار بعنوان: مبحث القيم في كتاب الشفا للقاضي عياض، وقد حلق بنا في مداخلته بين ثنايا هذا الكتاب الضخم مجليا ريادته ككتاب للسيرة ومؤكدا اشتماله على أبعاد واضحة في الكشف عن القيم الإسلامية من خلال سيرة الرسول (ص)، وقد اعتبر أن هذه القيم الإنسانية المستقاة من أخلاق الرسول(ص) إنما هي صفات إنسانية أفرزت أخلاقا اجتماعية، مركزا الحديث فيها على قيمتين اثنتين هما:

القيم الإيمانية والتربوية المستقاة من سيرته (ص)، وذلك باعتقاد أفضلية أخلاقه (ص) في التقرب إلى الله تعالى، ومن ثم ملاحظة التمييز في طريقته عليه السلام في التفريق بين الخطأ والصواب، ثم القيم الواجبة في حق الرسول (ص) والتي يمكن جمعها في قيمتين أساسيتين كذلك هما: قيمة النصرة وقيمة المحبة.

ثم تدخل الدكتور إبراهيم امونن بعرض تحت عنوان: قيم وأخلاق الإسلام في ضوء حديث جبريل (أصول الاستمداد وآفاق الامتداد)، انطلاقا من الآية الكريمة: (وإنك لعلى خلق عظيم) معتبرا أن الحديث عن الأخلاق في الإسلام هو حديث عن الدين نفسه ككل. ثم إن حديث جبريل عليه السلام حول الإسلام والإيمان والإحسان يمكن اعتباره (أم السنة) بحد الإمام القرطبي، وقد تضمن قيما أخلاقية عديدة حصرها المحاضر في الآتي:

قيمة الأمانة: وقد تجلت في طريقة عمر بن الخطاب –راوي الحديث- في توصيف حالة جبريل عليه السلام وكيفية جلوسه إلى النبي (ص).

قيمة التشريف والاحترام والتوقير المتجلية في طريقة تعامل جبريل عليه السلام مع النبي (ص)، وهو ما نلحظه في الأفعال الواردة في الحديث (جلس- أسند- سأل..).

قيمة التنظيم المتجلية في تراتبية الأسئلة وقيمة تنظيمها وتسلسلها.

قيمة التعلم، وقد تجلت في بدء دخول جبريل عليه السلام على النبي (ص) وسؤاله للنبي وجواب النبي عليها كذلك.

وأخيرا قيمة التبليغ التي تجلت في إخبار النبي عمرا بأن السائل إنما كان جبريل عليه السلام جاء ليعلم الناس أمور دينهم.

ثم تدخل الدكتور أحمد مونة بمداخلة مقاربا بين المداخلات السابقة التي حاولت استخراج القيم الأخلاقية من سيرة النبي (ص) والتي كان الداعي لها ما تشهده الأمة اليوم من الخبط والخلط في مسألة القيم أصبحت على إثره تعيش أزمة أخلاقية أودت بالكثير إلى الارتماء في أحضان الحرية الفردية والتي جرت وبالا كبيرا على المجتمع. وقد اعتبر أن سيرة الرسول (ص) تعد الشاهد الحي على قيم وتعاليم الإسلام. ثم انتقل إلي البحث في قيمة الصدق باعتبارها أرقى القيم وأعلاها محللا تركيبتها اللغوية واصطلاحها الدلالي ما بين القائل والسامع (المخاطِب والمخاطَب)، مستخلصا أن السيرة النبوية تطبيق عملي لهذا التقابل بين القول والفعل، والذي ينتج عنه مبدأ الأخذ بالقدوة.

وكان آخر المتدخلين الدكتور محمد الشنتوف الذي عنون عرضه بالقيم العلمية والتربوية من خلال السيرة النبوية بحث فيه عشر قيم تستقى من هديه (ص) في التعليم والتعلم، ضاربا لكل قيمة منها بأمثلة من السيرة النبوية، وهذه القيم هي: تعليمه (ص) بالسيرة الحسنة والخلق العظيم، تعليمه الشرائع بالتدرج، رعايته الاعتدال خوفا من الملل والسآمة، الصبر وطول النفس، التربية بالأحداث والعبر، رعايته الفروق الفردية للمتعلمين، التعلم بالرسم على الأرض والتراب لتبسيط المفاهيم، امتحانه للمتعلمين لسيتشف تمكنهم من التعلم، إشعاره (ص) بجسامة أمر ما من خلال هيأته وطريقة جلوسه، وأخيرا مشاركته الفعلية في كثير من تدابير الأمة.

وقبل الانتقال إلى مشاركة جمهور الحاضرين من الطلبة والأساتذة تقدم الدكتور إبراهيم امونن بقصيدة احتفالية بهذه المناسبة تشجيعا لهذه المبادرات المتمثلة في الندوات واللقاءات العلمية التي تعقدها الكلية في ذكراها الخمسين.

 إعداد: ذ. منتصر الخطيب


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.