تطوان هذا الزمان سلطات ومجالس وأعيان - بريس تطوان - أخبار تطوان

تطوان هذا الزمان سلطات ومجالس وأعيان

 
 
تطوان هذا الزمان سلطات ومجالس وأعيان

من تطوان كتب : مصطفى منيغ

الوضع تغير للأحسن بشهادة الجميع من حيث البنيات التحتية وتناغم العقارات المشيدة مع جمالية المنظر مسجلا أعلى مراتب الاستحسان المعتبر، بالتأكيد تُرجِم صبر شقيقة غرناطة لما تحياه الآن من بحبوحة التنظيم وهناء مَنْ يقطنها وهذا جد مهم، معبرة عما كتبناه ورددناه في أكثر من منبر إعلامي على امتداد عقدين، أنها قابلة للتطور الايجابي متى أرادت الدولة ذلك  وهكذا كان ، لما شملها عاهل البلاد الملك محمد السادس بعنايته ورعايته الخاصتين المفعمتين بعشرات المشاريع ومئات الاصلاحات الجذرية الرامية إلى تبديل واجهة الشمال صوب المملكة المجاورة لتبدو على حقيقتها الأصلية الأصيلة جميلة المساحة، مؤهلة لأرقى سياحة، حاضنة مَنْ يبحث لفكره وبصره الراحة .

ظلت متماسكة الاركان، خاضعة للقوانين، متمسكة بالسلم الاجتماعي رغم الضائقة والمضايقة اللتان تعرضت لهما ردحا ليس بالهين من الزمان، مما جعلها (آنذاك) بؤرة لكل صنوف الانحلال، واليأس وقد طرق فيها عقول وخواطر النساء كالرجال، عمت فوضى التهريب، وتعاطي المخدرات استهلاكا ذاتيا لعدد يتكاثر بين الشباب يوما عن يوم بلا رقيب، وتجارة استغلها بعض الناس للحصول على ثروات جعلت منهم الطبقة الراقية المتدخلة بشكل مباشر في اقتصاديات المدينة وتوجيه ذوي الضمائر المريضة من مسؤولين اقليميين أو محليين للانصياع لرغبات هؤلاء الأقوياء الجدد الذين كثيرا ما أفسدوا قيما كانت سائدة في الحسناء تطوان، فبدت مهددة بالتبدد رويدا رويدا لول لطف الرحمان .

تطوان عروس الشمال ، لا تشيخ طلعتها ولا تعلو محياها المركزي تجاعيد تواصل الاضمحلال ، ولا يتعرض أفقها لأي خلل، ولا يفر منها مَنْ له في الأدب والفن حضور ومجال ، ولا يتخلى عنها فقيه ورع تقي نقي بشر المؤمنين مثله أن بعد العسر آت هو اليسر والخير إليها نوى الرحال، لتبديل كآبة الحال، بإشراقة مآل .

تطوان العلم والعلماء، تكره العنف وإراقة الدماء، مدنية متحضرة بسخاء، عالية الهمة في تواضع العظماء،متحمسة لضم النبغاء، بريئة ممن خاصم الحق منحازا لقطيع الجبناء، نائية بذاتها عن منافقي المناسبات الممتصين لعرق الكادحين الفقراء ، شريفة شرف تاريخها المنقوش على جبين الإنسانية من لدن أبطالها القدماء ، المتجدد وفاؤهم لها عبر أحفادهم الفضلاء، جيلا بعد جيل وصولا لمن يضيف في الحاضر لبنة لأقوى بناء.
مشاكل الحياة فيها خف وطؤها لتواجد حلول طالت من جَدَّ بالجدية فوجد، التزاحم المعهود لم يعد، لتطبيق حدود ، مَنْ تخطاها ظالم لنفسه إذ الاهتمام للتنظيم بالمُنَظِّم ممدود، فحبذا لو تتلمذ مسؤولوا سلط بعض المدن كالقصر الكبير على يد زملائهم في تطوان عساهم يعودوا وفي ألبابهم الكيفية المثلى للتعامل مع نفس الحالة، وبالمناسبة رحم الله “القصر الكبير” بسبب ما تعانيه ، والعيب ليس فيها وإنما يتحمل وزره المنسق الرسمي لأنشطة الحكومة داخل إقليم العرائش، الذي لم يكلف نفسه عناء زيارة يتفقد أثناءها ما يتعرض إليه اسم الجلالة “الله” من اهانة يوميا تفوق كل التصورات والتي يعتبر التمادي في الصمت الرهيب عنها بعدم توقير الدين الإسلامي ومحاولة إبعاد هذا الأخير عن المتشبثين به في هذه المدينة المحافظة رغم كيد الكائدين المتظاهرين بالوفاء والطاعة لأمير المؤمنين .

           (يتبع)
مصطفى منيغ

مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية

المحمول 00212675958539

البريد الالكتروني
[email protected]


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.