أمـــر لا ينبغي السكوت عليه .. - بريس تطوان - أخبار تطوان

أمـــر لا ينبغي السكوت عليه ..

 

 
أمـــر

لا ينبغي السكوت عليه ..

اذاعة تستقر بمدينة طنجة ، توصف بكونها متوسطية وتعتبر من أقدم الاذاعات الخاصة بالمغرب ، تعرف في المدة الأخيرة التحاقا مكثفا ” لصحفيين وصحفيات” من فرنسا ، بشكل ملفت جعل الكفاءات المغربية والمغاربية المتواجدة بهذه الاذاعة تشكل أقلية لا تكاد تسمع ، فالمتتبع لبرامجها على امتداد اليوم يلاحظ تناسلا للاسماء الأجنبية ، بحيث تهيمن على مجمل المساحة الزمنية للبرامج ، خصوصا منها الاخبارية ، مما يجعل المتتبع المهتم يطرح سؤالا عريضا ، مشروعا ، يطرحه الكثير من الناس ، هو : ما الفائدة من فرنسة التربية والتعليم والتكوين ، سواء في القطاع العام أو الخاص ، مع تخريج جحافل من المفرنسين المغاربة من أبناءنا وبناتنا الذين ” يطيرون ” الفرنسية !! ويثيرون غيرة أحفاد ” لي كولوا “les gaulois  ويجعلون كلا من “موليير” وليوطي” يرتاحون في قبورهم اطمئنانا على مستقبل لغتهم ببلد طارق بن زياد ويوسف ابن تاشفين ،، ما الفائدة ؟اذا لم يكن بمقدورهم أن يقتعدوا كرسيا لالقاء نشرة أخبار باذاعة مغربية تبث من أرض مغربية وتمول بأموال مغربية ، يسرح الفرنسيون ويمرحون فيها كما يشاؤون ..!

 هذه الظواهر وغيرها مما تعيشه هذه الاذاعة اليوم ، في ظل الادارة المغربية ،  لم يكن يحدث على عهد المدير الفرنسي الذي عمر طويلا على رأس هذه المحطة ،وصار بعض الانفلات في مضمون بعض البرامج ، وترتيب بعض الاولويات ، مثيرا للانتباه، وبعضه لا يمكن السكوت عنه بأي وجه من الوجوه ، وذلك مثل ما حدث يومي الخميس 19/9 ، في نشرات المساء  والجمعة 20/9 ، في نشرات الصباح ( وأغلبها معاد ..) ، حيث تصدى المعلقون الاخباريون الفرنسيون سواء من طنجة أو من “باماكو” ، بمناسبة حفلات تنصيب الرئيس المالي المنتخب التي تميزت بحضور جلالة الملك ، الى مضمون خطاب الرئيس “فرانسوا أولوند “، واحتل الخبر صدارة النشرات، في حين احتل خبر مضمون الخطاب الملكي الهام في حفل التنصيب هذا المرتبة الثانية ، مباشرة بعد الانتهاء من تحليل مضامين خطاب الرئيس الفرنسي ، وهذا أمر غاية في الخطورة ، وذلك لسببين اثنين :

الأول: أنه لا يصح ولا يليق تقديم خبر ومضمون خطاب رئيس دولة أجنبية على خطاب ملك البلاد من طرف محطة اذاعية مغربية ..

الثاني : وحتى من الجانب المهني والحرفي الصرف، فان الزيارة الملكية وما نتج عنها من تواجد مغربي متميز بهذه الدولة، وبهذه المنطقة الساخنة والحساسة في المنظومة الأمنية والتنموية لدول الساحل والصحراء ،، حدث جد متميز، كشف عن البعد التاريخي والثقافي العريق والمتجدر في النسيج الافريقي ، بحيث شكلت الزيارة في حد ذاتها ” ضربة معلم ” ، أبانت لمن يحتاج الى توضيح، عن العمق الافريقي للمملكة المغربية بدون حاجة للانتماء لمنظمات قارية أو اقليمية فاشلة وأظهر بشكل جلي أن المواطن المالي خصوصا أتباع الطرق الصوفية المختلفة، لا ينقصه سوى تقديم البيعة ليصبح مواطنا مغربيا كامل المواطنة ، لارتباط أفئدتهم بالمملكة وتطلعهم اليها بشكل لا يخفى الا على جاحد ، وبالتالي فان أهمية الحدث وبعده وطنيا واقليميا ، يقتضي صدارة النشرة الاخبارية وليس المرتبة الثانية ،،

ترى ما رأي ” الهاكا”،(الهيأة العليا للسمعي البصري) ونقابات الصحفيين ، وممثلي الآمة الساهرين على مصالحها ومقدراتها ، وما رأي الأحزاب السياسية التي …

20 سبتمبر 2013

م.ز. الحســيني


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.