الكرة الآن ..بملعبنا ! - بريس تطوان - أخبار تطوان

الكرة الآن ..بملعبنا !

الكرة الآن ..بملعبنا !

 

أخيرا ، ومنذ عهد المأسوف عليه ” الطروللي” ، (الحافلات الكهربائية التي كانت تطاون تنفرد بها)، أصبحت تطوان – ولأول مرة في تاريخها على عهد الاستقلال-  تتوفر على أسطول من الحافلات الجديدة (ww  )، الحقيقية و “الإنسانية” واللائقة ، التي تصون كرامة البشر .

 بداية، وكما نبهنا وانتقدنا الواقع المرير ، واقع المتلاشيات البشعة التي كانت تلوث فضاءاتنا ، تلوثا هوائيا وبصريا وسمعيا ، وحتى سائلا، لكمية الزيوت التي كانت تخلفها ،، فان من واجبنا اليوم أن ننوه بما تم انجازه ، وهو أمر ليس بالهين ولاباليسير ، فقد أخذ أكثر مما يلزم من الجهد والوقت والعناء ،غير أنه ومهما يكن، فالعبرة بالخواتم ،فالناس اليوم ،فرحون مستبشرون بحافلاتهم فرحا لا ينغصه إلا وضع إخواننا من عمال شركات النقل السابقة الذين لم يتم إدماجهم ضمن المستخدمين في الشركة الجديدة، والذين يعانون الأمرين، هم وأسرهم ، فك الله ضائقتهم في هذا الشهر الكريم وهدى المسؤولين وأعانهم على فك هذه المشكلة، حتى نرتاح من هذه الغصة التي نشعر بها في حلقنا .. فعندنا ما يكفي ويزيد من العطالة ، ولا نريد أن ينضاف هؤلاء ، إلى هذا الجـيش العرمرم من الذين يرجون رحمة الله ..بعد أن ضاقت بهم الدنيا، بما رحبت ..

 مشكل ينتهي إذا،، وإذ نشد على أيادي كل الذين ساهموا في إنهائه ،، الولاية، أطر الجماعة، ومكتبها المنتخب وعلى الأخص نواب الرئيس الذين عالجوا الملف ،وكل من ساهم من قريب أو بعيد من خبراء وفعاليات المجتمع المدني وإعلاميين ،، فاننا نعلن عن ميلاد مشكل جديد ،، هو كيف نستعمل هذه الآليات والناقلات الجديدة ، الاستعمال الأمثل حتى تبقى على أحسن حال أطول مدة ممكنة لما فيه مصلحتنا وراحتنا وحفظ وجه المدينة وصورتها أمام العادي والبادي ..

نثير هذا الموضوع ونحن نشاهد آليات وحاويات شركات النظافة وهي التي لم تكمل سنة كاملة عل دخولها مجال الخدمة ، قد تبهدلت وعلتها الأوساخ لقلة الصيانة، وتكسرت أطرافها بسبب ما تتعرض له من سوء معاملة ، نقول هذا الكلام ونحن نرى بعض الممتلكات العامة تكسر وتهشم بشكل يشعرنا أن “الوندال” و”التتار” وأبناء عمومتهم “المغول”، ربما تركوا بعض أحفادهم بيننا، و لكم في مصابيح رياض العشاق والحدائق المجاورة وسواري قنطرة المسيرة التي كانت مغلفة بورق نحاسي منقوش بشكل بديع تم اقتلاعه وسرقته ، ولوحة المسيرة الرائعة التي تم تكسير تضاريسها ، أمثلة كثيرة ومحزنة ويا للأسف.

 نثير هذا الموضوع ، لكي نهمس في آذان المسؤولين ، بأنه لا زال ينتظرهم عمل كثير وشاق من أجل صيانة المكتسبات والحفاظ عليها ،، سيما وأن رحلة على متن احدى هذه الحافلات تكشف لك أن جانبا من الركاب لا يفرقون بين باب الركوب والنزول كما أن بعض المراهقين وحتى البالغين يتسلون بضغط جرس طلب النزول طوال الرحلة حتى لم يعد يصلح لشئ بعد  10 أيام من العمل،، كما علت الاوساخ الحافلات، حتى أفقدتها رونقها ..

 أما المسؤولون المعنيون هنا فهم ، وبالتحديد وبحسب درجة المسؤولية :

الآباء والأمهات وأولياء الأمور ، الذين قدم جانب غير قليل منهم استقالاتهم ، وغادروا مواقعهم abandon du poste  ، وتركوا الحبل على الغارب فاتسع الخرق على المرقع ..
السلطات العمومية، وقاية، والقضائية، علاجا واستئصالا للآفات الاجتماعية ، لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
المنظومة التعليمية بكل مستوياتها ، لأن دورها في التربية المدنية والتأهيل الحضاري أساسي ولا يمكن التخلي عنه أو القبول بغيابه.
المنظمات الأهلية غير الحكومية التي تشكل نسيج المجتمع المدني، المكمل الأساسي والموجه المحوري لعمل أجهزة الدولة والتي جعل منها دستورنا  سلطة حقيقية وقوة اقتراحية لابد من مساهمتها في الجهد اللازم لحماية الممتلكات العامة و الخاصة الموضوعة رهن إشارة العموم لخدمة الصالح العام.
الإعلام ، السلطة الرابعة ، بمختلف وسائله ومشاربه ، والذي لابد من أن يلعب الدور المنتظر منه ، للتنمية والصيانة والتأهيل والتحسيس، ومن ثم الحفاظ على المكتسبات.. فالإعلام مثل الطب ، ليس وسيلة لكسب العيش فقط ، أو للاغتناء، وإنما هو وسيلة علمية للتشخيص والعلاج ، ورسالة إنسانية سامية ، لا بد أن يضطلع بها أولوا الضمائر الحية، حتى تثمر أكلها ..

نتمنى أن نفكر جميعا في صيانة مكتسباتنا ،، فالكرة الآن في ملعبنا ..

 وكل رمضان وأنتم بألف خير وعافية..

 

    م.ز. الحسيني

10 / يوليوز / 2013


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.