تكريم النجم المصري أحمد حلمي في مهرجان تطوان السينمائي‏ - بريس تطوان - أخبار تطوان

تكريم النجم المصري أحمد حلمي في مهرجان تطوان السينمائي‏

إلى جانب النجمة ثريا العلوي والمخرج المغربي سعد الشرايبي

تكريم المخرج الإسباني فرناندو طرويبا والتونسي رضا باهي والممثل المصري أحمد حلمي في مهرجان تطوان السينمائي

أكد المخرج الإسباني الكبير فرناندو طرويبا حضوره إلى تطوان، حيث سيحظى بتكريم خاص في الدورة 19 من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي تقام فعالياته في الفترة من 23 وإلى غاية 31 من شهر مارس الجاري. ويأتي تكريم طرويبا ضمن اختيارات آمن بها مهرجان تطوان للسينما المتوسطية، منذ انطلاقته، وهو يولي اهتماما خاصا بسينمائيي الضفة الأخرى، حيث جرى تكريم عدد من المخرجين والسينمائيين الإسبان، في دورات سابقة، والذين ظلت تجمعهم صداقات بالمهرجان والمغرب، طيلة العقود الماضية، منذ تكريم أسطورة السينما الإسبانية المخرج لويس غارسيا بيرلانغا، منذ عشرين سنة من اليوم، وقبله تكريم المخرج الأندلسي كارلوس ساورا سنة 1986، وصولا إلى تكريم المخرجة شوس غوتييريس في دورة 2011، والمخرجة إثيار بوجاين في الدورة السابقة.

ويعد فرناندو طرويبا واحدا من ضمن الأربعة الكبار في عالم الإخراج في السينما الإسبانية المعاصرة، الحاصلين على الوسكار، إلى جانب خوان أنطونيو بارديم وبيرلانغا وبيدرو ألمودوفار.

على مدى أربعين سنة من الإخراج السينمائي، قدم لنا فرناندو طرويبا نحو 30 عملا سينمائيا، مثلما أنتج ما يزيد عن أربعين عملا سينمائيا وتلفزيونيا، أدى في أغلبها أدوار البطولة، كما كتب فرناندو طرويبا سيناريوهات العديد من أعماله الخالدة.

حاز طرويبا على جائزة مهرجان غويا للسينما الإسبانية ثلاث مرات، عن فيلمه “حلم القرد المجنون” سنة 1990، و”العصر الذهبي” سنة 1990، و”فتاة أحلامك” سنة 1999، كما توج بجائزة الأوسكار لأحسن فيلم عن “العصر الذهبي”، سنة 1994.

وإلى جانب المخرج الإسباني، يكرم المهرجان في هذه الدورة واحدا من نجوم السينما المصرية الجديدة، الممثل أحمد حلمي، أحد نجوم الكوميديا المصرية، منذ أول فيلم له، وهو “عبود على الحدود”، للمخرج شريف عرفة، سنة 1999، في دور الجندي سعيد سعيد سعيد. وبعد ثمانية أفلام تقاسم فيها دور البطولة مع نجوم السينما المصرية، وبعد فيلم “التجربة الدنماركية”، انفرد أحمد حلمي بالبطولة والإمتاع والإقناع في فيلم “ميدو مشاكل”، وكان ذلك منذ عشر سنوات. دور الفتى الشقي، الذي أتقنه حلمي، جعله مرشحا فوق العادة لدور “حنتيرة” في فيلم “صايع بحر”، سنة 2004.  قبل أن يتحول أحمد حلمي إلى ظاهرة سينمائية، بلا منازع، في فيلم “زكي شان”، و”ظرف طارق”، حيث حمل الفيلمان اسم الشخصيتين اللتين برع حيلمي في تجسيدهما. ثم توالت أفلام وبطولات حلمي، في “جعلتني مجرما”، و”مطب صناعي” و”كده رضا”، إلى جانب الدور الاستثنائي و”النفسي” للشاب حسن، في فيلم “آسف على الإزعاج” سنة 2008، والذي أثبت فيه حلمي أنه قادر على التفوق في الأعمال التراجيدية. وقد حاز حلمي، بهذا الدور المتقن، جائزة المركز القومي للسينما، وجائزة المهرجان القومي للسينما، مثلما سبق له أن حاز جائزة أحسن ممثل في مهرجان البينيال في باريس، وأحسن ممثل في المهرجان الكاثوليكي السينمائي، وأوسكار السينما العربية (جائزة أحسن ممثل كوميدي)، وجائزة التكريم مهرجان المسرح العربي.

بعد هذا المسار الحافل بالبطولات والتتويجات، عاد أحمد حلمي للظهور بوجهه الكوميدي الساخر والهادف، في “بلبل حيران” و”إكس لارج”، الذي حقق أكبر المداخيل خلال السنة الماضية، على الإطلاق. وفي هذه السنة، ظهر فيلمه الأخير “على جثتي”، والذي سيعرض خلال الدورة الحالية من مهرجان تطوان.

وإلى جانب تألقه في الأفلام الروائية، أدى حلمي أدوار البطولة في ستة مسلسلات هي “ناس ولاد ناس”، و”دمعة على خد الزمن” و”حلم العمر كله” و”السندريلا” و”الجماعة” و”خليك جرئ”.

أما الوجه الثالث من ضيوف المهرجان، المكرمين في دورته الحالية، فهو ابن القيروان، المخرج التونسي رضا باهي، ويأتي تكريمه اعترافا بما قدمه للسينما المغاربةي والعربية، منذ ما يزيد عن 40 عاما، منذ فيله الأول “العتبات الممنوعة”، سنة 1972، مرورا بـ”شمس الضباع” سنة 1975، و”الملائكة” سنة 1983، و”شامبانيا مرة”، سنة 1986، و”السنونو لا يموت في القدس” 1994، و”صندوق عجب” سنة 2003، الذي عرض في الدورة السابقة من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، بمناسبة تكريم سينمائي تونسي آخر، أدى بطولته، وهو الممثل البكير هشام رستم. على أن جميع أفلام رضا باهي تلتزم بقضايا المجتمع والإنسان والحرية، وهي طافحة بسخرية سوداء، وبدلالات ورمزيات كثيرة، مثلما يحضر الآخر في سينما الباهي، لتتعدد الأصوات والثقافات والنظرة إلى الحياة، في سينما حوارية بامتياز، وهو ما راهن عليه بتفوق وتألق في فيلمه الأخير” ديما براندو”، الذي توج بجائزة أحسن فيلم في الدورة الأخيرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم المتوسطي، ليحل ضيفا تونسيا مكرما في مهرجان تطوان للسينما المتوسطية.

ومن تونس، تحديدا، كانت النجمة المغربية ثريا العلوي قد عادت بجائزة أحسن دور نسائي، في مهرجان قرطاج الدولي للسينما، سنة 2006، عن دورها الاستثنائي في فيلم “طرفاية باب البحر” للمخرج داود أولاد السيد. واليوم، تبقى ثريا العلوي من الوجوه المألوفة، ومن الممثلات الأكثر حضورا، والتي فرضت نفسها على كبار المخرجين المغاربة، حيث شاركت في أعمال سينمائية وتلفزيونة كثيرة، مثل “الفرح الصغير” و”الطريق إلى مراكش” و”النور في قلبي” و”مياه سوداء” و”مي هنية” و”الأخطبوط” و”الطريق الصحيح”، منذ اكتشفت أن فن التمثيل هو طريقها الصحيح، وهي تؤدي دورا خاصا في فيلم “نساء ونساء” للمخرج المغربي سعد الشرايبي. سعد الشرايبي الذي سيتوج لائحة السينمائيين المكرمين في الدورة الحالية من مهرجان تطوان.

المبدع المغربي سعد الشرايبي، الذي درس الطب، قبل أن يحترف السينما، هو “طبيب السينما المغربية”، الذي عالجها بالكثير من التقنيات والفنيات التي يتقنها، فضلا عن عشقه الأبدي للسينما، منذ كان شابا وقف وراء تأسيس أول ناد للسينما في زمن السبعينيات الجميل، وكان ذلك بمدينة الدار البيضاء، سنة 1973، والذي أداره طيلة عقد من الزمن. وهو المخرج الذي توج سبعينيات السينما المغربية بفيلمه الأول “من حياة قرية”، ثم ظهرت أفلامه الروائية الجميلة، مثل “غياب” و”عطش” و”جوهرة بنت الحبس” و”نساء ونساء”، الذي عرض في خمسين مهرجان سينمائي عبر العالم، وتوج بأزيد من عشر جوائز في هذه التظاهرات، ثم فيلم “الإسلام يا سلام” وفيلمه الأخير “نساء في المرايا”.

تنتصر أفلام سعد الشرايبي للقضايا الإنسانية الجوهرية، من قبيل قضية المرأة والدين والآخر، لأن الأمر يتعلق بمخرج مثقف، منشغل بقضايا الإنسان، مثلما هو منشغل بقضية السينما، فسعد الشرايبي هو كاتب مقالات حول السينما، في العديد من المجلات المتخصصة، ظلت نصوصا مرجعية بالنسبة إلى التفكير في السينما المغربية. وهو فضلا عن ذلك، مثقف مناضل، وصاحب مواقف إنسانية مشهود لها، وهو يقف إلى جانب كل القضايا الإنسانية العادلة، مثلما ظل الرجل إلى جانب كل السينمائيين المغاربة، متى تعرضوا إلى محن أو أزمات.

عن إدارة المهرجان
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.