"الحــوت خير من الدود" - بريس تطوان - أخبار تطوان

“الحــوت خير من الدود”

 

“الحــوت خير من الدود”

أو،أقصى حالات اليأس !!

 

أحد شباب موسيقى الراي الجزائريين المشهورين، الشاب خالد، نشر مؤخرا ألبوما غنائيا، يتضمن مجموعة من المقطوعات الموسيقية المنوعة التي لاقت نجاحا واسعا في أوساط الشباب بالخصوص،ولا يكاد يمر يوم دون أن تستمع اليه بمختلف الاذاعات العمومية منها والخاصة،أو وسائل النقل العمومي،كسيارات الأجرة،أو أماكن بيع الآقراص المضغوطة والتسجيلات الموسيقية..

مالفت نظري  في هذه الظاهرة ،ولست من المتخصصين في هذا المجال ولا من النقاد الذين يتصدون عادة الى مثل هذه الانتاجات الفنية، هو أن هذا الألبوم الذي يحمل اسم “هي الحياة – سي لافي”، ويتشكل من 11 أغنية، يتضمن أغنية هي التاسعة في ترتيب الألبوم، بعنوان “الحراكة”، تتطرق كلماتها لحالة اليأس التام التي أصابت بعض الناس ودفعتهم الى الاقتناع بأن الهجرة السرية الانتحارية التي يصطلح على تسميتها بالحريق، وتنطق الحريك (بنطق القاف كما ينطق المصريون الجيم)، لآن صاحبها يقوم باحراق اوراقه الدالة على هويته، بمجرد وصوله الى الضفة الآخرى،كناية على قطع كل علاقة له بموطنه، وحتى لا يترك أي فرصة لسلطات الدولة المستقبلة- رغم أنفها- لارجاعه من حيث أتى،، صاحب المقطوعة، أو بالآصح صاحب كلماتها ،يتحدث على بكائه على أولاده ووطنه، ويصل اليأس به، درجة، أفضت به ليجعل من لازمة الأغنية، التي يرددها بين فقرة وأخرى، أن الحوت أفضل من الدود،أي بما أنه لافائدة من العيش وأن الموت لا بد منه، فليكن في أعماق البحر لآنه –كما يردد بالحاح- خير له أن ياكل الحوت جثمانه على أن ياكله الدود برا،

ما ساءني في غناء التيئيس هذا، والذي ينتشر في أوساط الشباب انتشار النار في الهشيم، يرددونه ذكورا واناثا ويتغنون بكلماته،شعوريا ولا شعوريا الى أن ينتهي الى أعماق وجدانهم، فيفعل فعله في اختياراتهم وميولاتهم، أن هذا الألبوم الذي جعل الشاب خالد يصل الى أقصى حالات شهرته ويلج النجومية من أوسع أبوابها، تم انتاجه ووضع الحانه، من طرف المنتج والملحن العالمي الأول، “ريد وان” ، أو نادر الخياط ابن هذه المدينة ، الذي لا يزال صدى شغبه الموسيقي يتردد في جنبات شارع 10 ماي في الانسانشي، حيث ولد وترعرع، كماأن تسجيل الألبوم،تم في الاستوديو المتطور والفريد من نوعه الذي أقامه نادر بالمنطقة الصناعية بتطوان، في نفس المبنى الذي كان شقيقه قد أسس به أول معهد لتكوين المبصاريين بالمغرب ،(معهد ايزوبيه)، صحبة شركائه في هذا المشروع الرائد الذي كان أسسه مع نهاية القرن الماضي، لكنه لم يصادف أسباب النجاح، لدواعي لا داعي للخوض فيها..

غير أنني وبعد البحث في الموضوع، وجدت أن المنتج كتب على القرص المدمج أن كل المقطوعات من انتاجه باستثناء قطعة الحراكة هاته التي حرص المغني –على ما يبدو- على وضعها ضمن الآلبوم على مسؤوليته ! وهذا ما جعلني أطمئن الى أن والد نادر الأستاذ والمربي والوطني الغيور، وأحد مؤسسي جمعية المتقاعدين الماهدين بالمغرب ،الصادق الخياط،، يستقر مطمئنا- ان شاء الله- في مثواه الأخير، وقد تأكد على أن فلذة كبده ليس من دعاة التنكر للوطن والارتماء في مغامرات بلهاء لا طائل من ورائها،،

 ولعل شبابنا يقتنع مرة واحدة ونهائيه أن مستقبله وعزته وكرامته،توجدبين أحضان وطنه، الذي يتقاطر عليه الأوروبيون ، وخصوصا الاسبان والفرنسيون منهم، مؤخرا، للبحث عن فرص العمل والاستثمار به ، في الوقت الذي يلقي فيه أبناؤه بأنفسهم في البحر جفاء ونكرانا،،هربا منه.               

وقديما قال الشاعر ،،

           وطني وان جار علي عزيز        وأهلي وان ضنوا علي كــرام

م.ز.الحسيــني

10 فبراير 2013
 
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.