الحب عبر الأسلاك العنكبوتية - بريس تطوان - أخبار تطوان

الحب عبر الأسلاك العنكبوتية

الحب عبر الأسلاك

الناس في العلاقات الغرامية العنكبوتية صنفان بين المؤيد والمعارض ولكل وجهته ونظرته الخاصة في الموضوع، غير أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الجنوح إلى الرأي المؤيد والتعاطف معه لأن الأمر أضحى يبرز العكس، ولعلي في هذا الركن سأبرز كيف ولماذا العكس ؟ وإن كان هذا الركن غير كاف للإحاطة الشاملة بالموضوع فالحب عبر الأسلاك قضية بحث طويلة وكبيرة ولها تشعبات لكننا سنحاول قدر الإمكان ذكر بعض الفلاشات اللامعة في الموضوع.

فالحب المعاصر مقارنة مع السابق قد فقد الكثير من رومانسيته بحيث تحول في معظمه إلى حب إلكتروني معلب، وما نشاهده في الآونة الأخيرة من تنامي ظاهرة العلاقات الغرامية عبر الأنترنت والتي اتخذت لها عدة مسميات من قبيل؛حب الأنامل والحب الممغنط والحب السلكي وغيرها من المسميات الحديثة، لخير دليل على كون الحب انسلخ من لباسه القديم والنقي ليلبس لباسا آخر أقل ما يقال عنه أنه فاضح، و ربما الكثير منا مر بتلك التجارب العنكبوتية بشكل أو بآخر حتى نكاد نسمع كل يوم حكاية ورواية جديدة أبطالها من خاضوا التعارف في عتمة الليل صوتا وصورة ليتجاوز الأمر حدود اللامعقول ظناً من كلا الطرفين بأنه حب حقيقي والحقيقة غير ذلك.
وكما هو معلوم أن كل من يخوض تلك الدهاليز المعتمة يخفي جانبا كبيرا من شخصيته الحقيقية ولا يفصح عنها، حاجة في نفس يعقوب.
ولنفرض جدلا أن الأمر عبر الأسلاك تطور إلى الأحسن وتوج بالزواج فهل سيدوم ويحقق السعادة والغاية المنشودة التي هي العفاف والإحصان؟ علما أن أغلب من يجلسون وراء شاشات حواسيبهم يكون الكذب والالتواء سيد موقفهم وكلنا يسمع عن الكوارث التي تحدث بسبب الكذب والنفاق المنتشر في الشبكة العنكبوتية ولعل قصة الزوج الذي طلق زوجته وتعارفا فيما بعد عبر أحد غرف الدردشة دون علم أحدهما بالآخر إلا عندما التقيا، تبرز لنا حجم الكذب والتستر في البوح بالمعلومات الحقيقية عبر الشبكة إذ أثناء تعارفهما لم يبوحا بأية كلمة حق كما صرحا بذلك، بل حتى قضية الاسم الشخصي يفضل الأغلبية تسمية أنفسهم بأسماء مستعارة لعدم ثقتهم المسبقة بمن يتواجد داخل هذا الصندوق العجيب.
وحتى لا أكون ميالا إلى فئة دون أخرى يجب على كل شخص وخصوصا المدمنين عدم المجازفة وعدم الثقة الكلية بالمشاعر السلكية لأن الإنسان مهما بلغت مشاعره لا يمكن أن يهبها لشخص لا يعرفه إلا من خلال شاشة صغيرة إذ يبقى التعامل المباشر هو الأساس والسلكي ما هو إلا سبب من أسباب التعارف.
مامطفرنهاشي حتى مباشرة عاد عبر الأسلاك بهاته الكلمة ينهي أغلب العشاق مشوارهم العشقي عبر سنوات من الدردشة خلف الحواسيب.

 

بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.