بريس تطوان في حوار مع عمر الحدوشي بتطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

بريس تطوان في حوار مع عمر الحدوشي بتطوان

الحدوشي : السلفية ليست جماعة إنما السلفية منهج بمعنى أن يفهم الإنسان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح.
 
**********

بريس تطوان: بداية حبذا لو نقف على تعريف لمصطلح السلفية الجهادية .الحدوشي : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أولا أشكركم على ثقتكم بي ، ثانيا هذا المصطلح عندما بدأ كان قد حاورني أحد الصحفيين فبينت أن هذا الإسم ابن زنا لايعرف له أب ولا أم، إلا أن يكون ولد في مخافر الشرطة ودهاليز المخابرات،  لأن هذا الاسم أول ما انحدر إلينا انحدر من أمريكا إلى المغرب العربي بدءا من الجزائر لما وقعت هناك تصفيات لبعض ميليشيات الجنود، وكانوا يصفون الشعب باسم أن المسلمون هم الذين يقاتلون، ولكن في الأخير انقلب السحر على الساحر ففضحوا بعضهم بعضا، ثم انتقل هذا الاسم إلى المغرب لأنه في الحقيقة تناسخ أو نسخ  من دول أخرى ويراد به الضرب؛ ضرب المسلمين والزج بهم في غياهب ودهاليز السجون ، أما السلفية؛ فهي ليست جماعة إنما السلفية منهج بمعنى أن يفهم الإنسان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح، وفي هذا أحاديث كثيرة منها حديث الطائفة المنصورة لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايظرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ، ومنها حديث العرباض بن سارية الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.بريس تطوان: هل لك أن تحدثنا عن الفترة التي قضيتموها في السجن ؟الحدوشي : لايمكن أن نختزل ما وقع لنا في السجن في هذه الجلسة المختصرة، فباختصار يوم الجمعة كنت خارجا لأداء صلاة المغرب بالمسجد والآن المسجد للأسف أغلقه المخابرات، حينها جاء عندي رئيس شرطة بعين خباز وعميدها وجاء عميد من المخابرات وضابط آخر من المخابرات قالوا : ( يمكن نحتاجوك خمس دقائق) ، خمس دقائق في المغرب تساوي ثلاثون سنة ، ذهبنا إلى مخفر الشرطة بعين خباز وصليت المغرب ثم قالوا لي بأنني مطالب بالدار البيضاء بالمعاريف، ذهبت مقيد مصفد العينين وبقيت هناك بالدار البيضاء مدة مرت فضيعة، إذ علقوني كما تعلق الشاة وعذبوني عذابا فضيعا بحيث فقدت عيني اليسرى تحت التعذيب وتحت الضربات العشوائية، حتى أغمي علي ثلاث مرات وجاء الدكتور وحذرهم من الضرب آنذالك توقفوا عن الضرب، قضيت مدة تسعة أيام تحت التعذيب الجسدي والنفسي ثم بعد ذلك مخافر الشرطة المعروف عنها أنها لاتعوزها الأسماء ولا المحاضر التي كانت مهيأة، فوقعوني على المحضر، طبعا معصب العينين ، ثم انتقلت إلى سلا  طبعا كان هناك  أنواع أخرى من التعذيب يتفننون في صنوف العذاب، ويجردون كل واحد جاء تحت عنوان كما يسمى بوليسيا: سلفية جهادية إلا ويجرد من ثيابه كما ولدته أمه، حتى السروال الداخلي (التبان) يجرد منه، يبقى كما ولدته أمه ثم يطلب منه أن يركع أن يفعل على هيأة الراكع فيعبثون في عوراته ويفتشونه وهم يضحكون، طبعا كان هناك أطياف كثيرة بالسجن كان هناك مكتب للمخابرات وكان هناك الدرك حتى العساكر يعني كان هناك جميع الأطياف كانت متواجدة هناك، ثم عندما يزج بك في زنزانة انفرادية ممنوع الكلام مع زنزانة أخرى التي بجانبك أو تقابلك، وممنوع الدخول إلى المرحاض إلا بإذنهم وحتى إذا دخلت تخرج يدك اليسرى ثم الأضواء مسلطة عليك ، ثم أضف إلى هذا الشرطي يمر كل مرة و يضرب بحذائه في الأرض حتى لا تنام والأضواء مسلطة عليك والغطاء ضعيف جدا يعني بطانية وحيدة رقيقة جدا …بريس تطوان: كم وأنتم على هاته الحالة من التعذيب.الحدوشي : بقينا على هاته الحالة ما يقارب أربعة أشهر ممنوعين من العلم والقلم حتى المصحف ممنوع وممنوع من الزيارة وممنوع من المحامي وممنوع من كل شيء ، فصلنا فصلا نهائيا عن العالم الخارجي .ألم تتحرك حينها بعض الهيئات الحقوقية في هذا الشأن ؟
 الحدوشي : الهيئات الحقوقية ولا الصحافة لا نضحك على ذقوننا بل حتى الأحزاب التي تقول هي هي لا تستطيع أن تتكلم آنذاك كان ( بعبع) اسمه قانون الإرهاب فالكل كان يخاف بما فيهم المنظمات الحقوقية والصحافة …كلهم . لا أحد يستطيع أن ينبس ببنت شفة.بريس تطوان: سمعنا بأنه تمت محاورتكم من قبل بعض العلماء داخل السجن فهل هذا صحيح؟الحدوشي : ما أظن أنهم عندهم علماء في المستوى من أجل أن يحاورواأولا لم يكن هناك علماء، ثانيا: على ماذا يحاورون ، هم لفقوا  التهم وأحكام جاهزة، والمسرحية تمت حتى الحكم عندنا واحد لااستئناف ولا نقض الأحكام ماراطونية بسرعة على أساس لايكون عندك حق في الإستئناف أما يجيء علماء فهذا مستحيل لايوجد علماء ولا هم يحزنون .لايوجد أحد من العلماء عنده شجاعة يأتي ويقول أنا أحاجج وأناظر، على ماذا يناظر وعلى ماذا يناقش ؟ يناقش على المبادئ بمعنى أنه يناقش على الضروري.بريس تطوان: هل كنتم تتوقعون معانقتكم للحرية في هذا الوقت تحديدا ؟ ماذا أقول لك؟ يعني أنا لافرق بيني وبين بيتي في الحقيقة إلا الحرية ، لأني في البيت لا أخرج كثيرا إلا للصلاة وإذا كان عندي محاضرة أو درس، أو لشراء الكتب. وهنا بمنزلي عندي مكتبة بالأسفل ألازمها وكذلك في السجن كنت ألازم مكتبتي ، كما كنت أكتب وأعلق وأنظم الشعر إلى آخره .بريس تطوان: كيف تقرأون العفو الملكي ؟
الحدوشي : هذا تصحيح للأخطاء القضائية، التي اتفقت جميع المنظمات الدولية والداخلية على أنها كانت أخطاء قاتلة ، وحتى أعلى سلطة في البلاد اعترفت على أنه كان هناك خروقات وأخطاء و و و  إلى غير ذلك .و الكل كان يتحدث عن هذا .
بريس تطوان: ما هي المشاريع التي تطمحون إليها في الوقت الراهن ؟الحدوشي : طيب، نحن من أهل العلم نحن مشاريعنا هي رفع الجهل عن الناس ونشر العلم ودعم الأخلاق الفاضلة وتبليغ دين الله عزوجل ، ونشر العدل والفضيلة.
 بريس تطوان:هل تنوون الانضمام للحركة السلفية من أجل الإصلاح ؟
الحدوشي : ما أدري صراحة هذا الاسم سمعته للمرة الثانية.
 بريس تطوان: هل تفكرون في إنشاء حزب سياسي ؟الحدوشي : أنا لا أفكر في شيء، أنا الآن أفكر في كتبي وفي أبنائي.
بريس تطوان: ما رأيك في الشيخ الفزاي ؟الحدوشي : الشيخ الفزازي هو حر في أفكاره وأنا أحب أن ألام وأناقش من أجل أفكاري وأحب أن أسجن من أجل أفكاري، والشيخ الفزازي إذا ظهر أن له نظرة أخرى فهذه شجاعة منه، أما نحن فليس بيننا وبن الحق حجاب فلو كنت رأيت عندي  أخطاء فلا أمانع أن أعلن مراجعتي، لكني ما عندي خطأ .بريس تطوان: قلتم بأنكم دخلتم السجن أسودا وعشتم فيه أسودا وخرجتم أسودا ما حقيقة هذا القول ؟الحدوشي :  العبارة التي قلتها لعل لها سببا لاتعرفونه، والسبب أنني كنت في  سجن (غوانتانامو ) سلا . كان هناك تضييق شديد عندما حوكمنا بأحكام ثقيلة والتي كانت جاهزة. بحيث لا تعوزهم الأحكام ولا الأسماء ولا إلى آخره… ، فكنت ألقي الدروس إذ كنا ممنوعين من الكتب، وبما أن الله تبارك وتعالى أكرمني بالحفظ ، كنت ألقي الدروس في العلوم الشرعية (في النحو وفي الفقه وفي أصول الفقه وفي علم الحديث ومصطلحه…)، وكنت أدرس لهم صحيح البخاري كتاب الوحي وكتاب الإيمان ارتجالا، وكنت أخطب فيهم الجمعة، وكان يأتيني واحد من الشرطة وواحد من المخابرات ويمنعني وكانوا يهددوني، فكنت أقول أن الناس يخافون من السجن ، والسجن نحن فيه، وقال لي إذا لابد أن تمتنع عن الدروس؟، وقلت الحمد لله نحن أسود، دخلنا السجن أسودا وسنبقى أسودا وسنخرج منه أسودا هذا هو السبب.
بريس تطوان: كيف تمت معاملتك عندما نقلت لسجن تطوان.؟
الحدوشي : الحمد لله كنت جيدا الموظفين هناك يحترمونني ويقدرونني وكان الحمد لله لي مكتبة، وجهاز كمبيوتر وكنت أكتب وأؤلف، حتى إنني ألفت داخل السجن ما يقارب خمسين مجلدا .هل لك أن تحيلنا على بعض عناوين الكتب؟•    قناص الشوارد الغالية، وإبراز الفرائد الحديثية ” في 800 سفحة.•    شفاء التبريح في شرح ألفاظ التجريح. 700 صفحة•    دليل الفلاح في شرح بعض ألفاظ المصطلح ” 100 صفحة ونيف.•    مجموعة الرسائل في أهم المسائل ” 500 صفحة ونيف.•    نظم العبير في شرع قواعد التفسير •    إمداد السقاة بدلو الرواة.•    إعلام الخائض بجواز مس المصحف للجنب والحائض.•    كيف تفهم عقيدتك بدون معلم.•    وعندي كتاب: “ذاكرة سجين مكافح” في 7 مجلدات بريس تطوان: رأيكم في الحكومة الجديدة ؟الحدوشي : الحكومة الجديدة نطلب من الله عزوجل أن تبرهن على نواياها التي صرحت بها، وأن تخدم البلاد والعباد وتقدم لهم ما يطمحون إليه بإذن الله، وإن كان ليس لديهم العصا السحرية، ولكن بإذن الله سيخدمون لأنه عندهم مبادئ، وأنا أعتقد إن شاء الله سيطبقون كثيرا من المسائل، يعني فيما يتعلق بالمسائل الدنيوية وتخفيف بعض الشر لأن بعض الشر أهون من بعض، والحمد لله فيهم ناس لهم إلمام وعندهم علم ولهم دراية، فإذن يقارنون بين المصالح والمفاسد، وأظن سيعطون شيئا كثيرا بإذن الله. بريس تطوان: كلمتكم الأخيرة .
الحدوشي : ندعوا الله للجميع بأن يلتزموا بدينهم وأن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  والقصد القصد يبلغ، وأن يتقوا الله عزوجل وأن لا يكون هدفهم نشر القلاقل والبلابل وأن لا يكون أيضا هدفهم الفوضى ، ويكون هدفهم رفع الظلم .

حاوره من تطوان : عدنان تليدي
 
 

 

 
 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.