رسالة شديدة اللهجة من الشيخ الفيزازي إلى محرر جريدة الأحداث المغربية - بريس تطوان - أخبار تطوان

رسالة شديدة اللهجة من الشيخ الفيزازي إلى محرر جريدة الأحداث المغربية

 
 
 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

من الشيخ الفزازي إلى محرر جريدة “الأحداث المغربية”:

لهذه الأسباب لن تستطيعوا إرجاعنا إلى السجن

في البداية أقول لكم معشر القائمين على تحرير جريدة “الأحداث المغربية”: اتقوا الله.
أما ما جاء في جريدتكم عدد 4588 ليومه الخميس 23 ربيع الأول 1433 الموافق 16 / 02 / 2012 في ركن [من صميم الأحداث] فالرد عليه بما يلي:
لقد بنيتم كلامكم كله على سؤال منقول عن جريدة “المساء” عدد: 1678 وهو [الفزازي يتساءل: لماذا تصلح إمارة المؤمنين إذا لم تطبق شرع الله؟] وهو ما لم أقله (انظر جريدة هيسبريس الإلكترونية) اليوم، ومن هنا فإن ما بنيتم عليه كلامكم باطل لأنه بني على باطل. وما بني على باطل فهو باطل.
ما ذكرتموه عن مصر لا يعنيني هنا في شيء. والمقارنة بين مصر والمغرب تنبئ إما عن هشاشة في التحليل وضحل في الحِرَفية، وإما عن سوء نية مبيتة بليل…
إن جوابكم عن سؤال [لماذا تصلح إمارة المؤمنين إذا لم تطبق شرع الله] يرضيني غاية الرضى، وإن كان جوابا على سؤال لم أكن أنا من طرحته. ولفرط إعجابي به أعيده بالحرف: [إمارة المؤمنين في المغرب اليوم تصلح أساسا لحماية الدين الإسلامي من الفتنة التي يريد البعض زرعها في البلد، وهي تصلح أساسا لتطبيق شرع الله وفق التصور المغربي للإسلام السمح الوسطي المعتدل، وهي تصلح تاجا على الرؤوس يعترف به الجميع لتوحيد البلد والهروب به من الفتنة التي يريدها الكثيرون، وهي تصلح ختاما لكي تكون المساعد الرئيسي للمغرب والمغاربة على تكريس الاستثناء وسط عالم عربي لا يعرف اليوم إلى أين هو سائر لفرط كثرة المتحدثين فيه باسم هذا الدين العظيم المبتلى ببعض أبنائه الجاهلين] انتهى
أقول: هذا جواب يرضيني وأتبناه وأومن به وأدعو إليه، لكن بعد شطب المتناقضات والمغالطات التي يزخر بها.
فالقول عن إمارة المؤمنين: [وهي تصلح تاجا على الرؤوس يعترف به الجميع لتوحيد البلد والهروب به من الفتنة التي يريدها الكثيرون ] قول فيه الشيء ونقيضه، [يعترف به الجميع] [ الفتنة التي يريدها الكثيرون ]
ياطاقم التحرير! أنا ممن يعترف بإمارة المؤمنين، أي من الزمرة الأولى التي تكون الأغلبية الساحقة، لكنَ آخرين أشك في كونهم كذلك، وأجزم أنهم مع الفتنة التي يريدها الكثيرون، على حد تعبيرك. ومنهم بعضكم في جريدة “الأحداث المغربية” ذلك لأنكم عندما تنشرون عقائد الكفر المبين على لسان المدعو “العفيف الأخضر” التونسي، مثلا، من أن “معظم عقائد المسلمين وشعائرهم منحدرة من الديانات الوثنية القديمة”، وهو ما أقره الأستاذ عصيد وشهد على رؤوس الأشهاد أنه حق، وذلك في المناظرة التي جمعتني به الإثنين الماضي بالرباط… وهذا نموذج في نشركم للعقائد التي تناقض عقائد المغاربة المسلمين وتضرب في القرآن والسنة وما أجمعت عليه الأمة، وتخرم ما توافق عليه المغاربة في الدستور المغربي الذي يجعل من الإسلام دين الدولة الرسمي. ولن أعرج على الإباحية والرذيلة والتفسخ الخلقي وخدش الحياء العام وما إلى ذلك سواء عبر ما تسمونه [الساخنة] أم عبر غيرها مما لا يخلو من ذلك أي عدد من جريدتكم – الإباحية – عندما تفعلون ذلك، تكونون فعلا ممن يسعى إلى الفتنة في هذا البلد الآمن…
ولذلك أنا سأنصحكم الآن نصيحة رجل مشفق وغيور على هذه البلاد العزيزة وعلى أمنها، وأقول:
إنكم تساهمون في صنع التطرف في بلدنا العزيز بنشر عقائد الضلال البواح، وإشاعة الفاحشة في مواطنينا… لأن تسيبكم وتطرفكم في الانحلال والإباحية، يولد تطرفا آخر ورد فعل غير ممدوح في جهة بعض المتدينين… الجاهلين الذين يريدون تطبيق الأحكام الشرعية بأيديهم وكيفما اتفق… وهو ما أنكره بشدة. أنكر تسيبكم، وأنكر تطرفهم سواء. فمتى تدركون أنكم أحد صناع الإرهاب؟
إذن، اعترافي بإمارة المؤمنين صراحة ودون مواربة، وبراءتي من الإرهاب وأهله، وبراءتي من الدعوة إلى العنف بكل أشكاله، وبراءتي من تكفير المجتمع والمؤسسات… بل عزمي الأكيد على ولوج عالم السياسة وخوض غمار الانتخابات بعد أن أصبح هذا متاحا في مغرب لم يعد لكم وحدكم…
وزارة العدل في عهد الراحل بوزبع والتي أصرت على إدانتي وإدانة آخرين كثيرين لم تعد هي وزارة العدل في عهد الوزير الحالي مصطفى الرميد، الذي كان من أشد المدافعين عن براءتنا، وقد كان محاميا فعليا لبعضنا… بل إن المغرب الجديد والمتجدد نحو الأفضل لم يعد قابلا لتلك التعسفات التي أقر عاهل البلاد لجريدة البايس الإسبانية سنة 2005 أن الملف المعلوم عرف تجاوزات…
اليوم المغرب كله يعلم ببراءتنا، ويتحسر متأسفا على ظلمكم لنا، وكل الجمعيات الحقوقية في الداخل والخارج بدون استثناء طالبت بالإفراج عنا لبراءتنا مما نسبتموه لنا ظلما وعدوانا… لا بل إنكم أنتم أنفسكم تقرون الآن بهذه البراءة وفي نفس العدد الذي هو محط هذا الرد، وفي نفس الصفحة حيث قال حكيم بلمداحي في ركنه [على مسؤوليتي] [لقد حمَلت شريحة عريضة من المجتمع، شيوخ السلفية الجهادية وجهات إسلاموية أخرى المسؤولية المعنوية للعمل الإجرامي الذي ضرب المغرب في مقتل في 16 ماي المشؤوم]  الآن، ما شاء الله تكتفون بتحميلنا المسؤولية المعنوية فقط بعد أن أدنتمونا إدانة كاملة… طبلتم لها كثيرا وزمرتم ؟ والجهات “الإسلاموية” الأخرى لا يجهلها أحد، لكن لم يعد للكاتب من الشجاعة ما يجعله يفصح عن ذلك، وأنا أنوب عنه. إنه حزب العدالة والتنمية الذي ملأتم الدنيا ضجيجا بتحميله هذه المسؤولية المبتدعة لعلكم تفلحون في حله… فانقلب السحر على الساحر، والغول على راكبه. فأصبح “الشيوخ” طلقاء بفضل الله أولا، ثم بفضل عاهل البلاد ثانيا، ثم بفضل نضالات المناضلين على اختلاف شرائحم ثالثا… وأصبح العدالة والتنمية [الإسلاموي] يرأس الحكومة وله ثلث الوزارات…
هل تفهمون هذا؟
لهذه الأسباب كلها أصبحتم فعلا تغردون خارج السرب وتصطادون في الماء الصافي وليس العكر كما كنتم تفعلون من قبل. وتضربون على حديد بارد، أسباب تجعلكم عاجزين تماما عن إرجاعي إلى السجن. ومن يدري؟ لعل الدور هذه المرة يكون عليكم وهو ما لا نرضاه لكم. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات…
وكتبه محمد الفزازي / طنجة. الخميس 23 ربيع الأول 1433 الموافق 16 / 02 /
 

محمد الفزازي
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.