دراسة مونوغرافية عن "مدرسة لوقش" بتطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

دراسة مونوغرافية عن “مدرسة لوقش” بتطوان

 دراسة مونوغرافية عن “مدرسة لوقش” بتطوان
وترك لوقش بتطوان، على قصر مدة ولايته، مدرسة لوقش التي جمعت شتات طلبة  تطاون وقاصديها من الراغبين في تعلم العلم.

فلقد قامت تطاون من أول يوم وأعاد فيه بنائها مهاجرة غرناطة والأندلس بقيادة القائد أبي الحسن علي المنظري، رضي الله عنه، على الدعائم التي لا تقوم مدينة إلا عليها،وأهمها وأشرفها الناحية العلمية ، فلم ينقطع عنها العلم والتعليم والعلماء والمتعلمون في فترة من الفترات مهما كانت عصيبة.
وفي أيام أبناء المنصور السعدي، لما كثرت الأهوال بفاس، قصد تطاون، التي هي في نجوة من الفتن، جله من كبار العلماء من سادتنا بني المجد رضي الله عنهم، وغيرهم.
وكانت دراسة العلم إما بالمساجد أو الزوايا، وأقدم مدرسة بتطاون عرفها التاريخ كانت جزءا من المسجد الأعظم الحالي، فإن السلطان مولاي سليمان، رضي الله عنه، لم يحدث الجامع الكبير وإنما أعاد بنائه ، وضم إليه المدرسة التي كانت تجاوره، وزاد في ذلك بعض الرباع المجاورة . ومن الراجح أن الجامع الكبير، الذي حبس عليه مولاي الرشيد كتبا ينتفع بها الراغبون في التحصيل، هو نفس الجامع الكبير الحالي، وإنما وسعه مولاي سليمان ، وأدخل فيه المدرسة التي هجرت بعد بناء مدرسة لوقش.

بين تطاون وفاس

ويجهل جهلا تاما باني أول مدرسة بتطاون، والظاهر أن مدرسة الجامع الكبير كانت عبارة عن بيوت معدودة ملحقة بالمسجد، على طراز مسايد جامع العيون، فكان الطلبة موزعين، بعضهم يسكن المدرسة، والبعض الآخر يستقر في المسايد الملحقة بالمساجد، فلم يكن مسجد من المساجد إلا وبه بيوت للخزن، ولسكنى المنتمين للصلاح من عباد وطلبة علم، وكانت الدراسة متفرقة في المساجد والزوايا.
وفي الكثير كان العالم يستقل بمسجد أو زاوية لا يشاركه غيره في الدراسة بها، ولا سيما إن كان من كبار العلماء، أما أن لا يجتمع بالمسجد مدرسان في آن واحد فهو ما كان معروفا معمولا به، ورغم أن مسجد القرويين بفاس هو القدوة لبقية المساجد في البلدان المغربية فإن تطاون لم تقلد فاسا في كل شيء فإن القرويين بفاس هي التي تجمع بين الطلبة، فإن كبار المدرسيين والمشايخ يدرسون بها مختلف العلوم ، ويجوز أن تجمع في الوقت الواحد بين عدة دروس، فيكون هذا الدرس في هذه السارية، وذاك في تلك.
أما تطاون فقلما يجمع فيها مسجد بين مدرسين اثنين في يوم واحد، فضلا عن أن يكون في وقت واحد، فالطلبة بتطاون، قبل مدرسة لوقش، لا مركزيون فهم يسكنون في مساكن متفرقة، ويدرسون في مساجد متعددة أما بعد بناء مدرسة  لوقش فإن المدرسة وحدت الطلبة، فمنهم من يسكنها ومنهم من يقصدها للمطالعة وحفظ المتون والاستجمام .
ومهما كان الطالب بتطاون فلا بد أنه متصل بمدرسة لوقش، فالمدرسة المتخذة للسكنى هي التي تربط بين الطلبة بتطاون، لأن مساجد الدراسة متعددة ومقر الطلبة متحد.

وهذا ما تخالف فيه تطاون فاسا : فإن الذي يربط بين الطلبة بفاس هو مسجد القرويين، أما مدارس السكنى فروع.
وفي تطاون توجد مدرسة السكنى بين الطلبة، وتختلف المساجد التي يتلقون بها الدروس. ولهذا فإن لمدرسة لوقش بتطاون مغزى ليس لمدارس السكنى بفاس ، ولكل بلد جوه الخاص وتقاليده الخاصة.

ويزعم بعض التطاونيين أن الحاج محمد بن الفقيه عمر لوقش، رحمه الله وتقبل منه عمله ، إنما بنى المسجد والدور الأول الأسفل من المدرسة، أما الطبقة العليا فمن بناء السلطان مولاي محمد بن عبد الله .
وهذا احتمال يبعده أن المؤرخين ذكروا في معرض الثناء على السلطان مولاي محمد بن عبد الله أنه أمر عامله  على طنجة، القائد عبد الكريم بن أحمد الحمامي الريفي ، بأن ينهض إلى تطوان ويبني برج مرسى مرتيل.
ويطرى المؤرخون هذا العمل، ولو كان مولاي محمد أمر بالدور الأعلى للمدرسة لما تأخروا عن ذكره لأنهم يتعرضون حتى لبناء سقايات الماء وإصلاح الأبواب ولومس السلطان بالبناء المدرسة لاختفت نسبتها إلى لوقش واختفاء كليا.
تقديم د.نادية الرزيني

نشر جمعية تطاون أسمير
بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.