الدكتور يونس وهبي لبريس تطوان : - بريس تطوان - أخبار تطوان

الدكتور يونس وهبي لبريس تطوان :

“السيدا والعلاج المنتظر”
بقلم : الدكتور يونس وهبي

 

لقد عرف الإنسان الأوبئة منذ نشأته على الأرض، فعلى مر الأحقاب والعصور كانت الأم دائما تنذر صغارها من مغبة بعض الأمراض المتنقلة. كما أن التغييرات الكثيرة الحاصلة في العناصر الأربعة: الماء -الأرض- الهواء – النار أو عن طريق التفكير، من شأنها إحداث تقلبات في البدن، فيعج الجسم بالأمراض والتعفنات فتتصاعد منه أبخرة عفنة أو ما سمي بالفيروسات فتنتشر في الجو آخذة معها المرض إلى أماكن أخرى وأشخاص آخرين.

 

الأوبئة كانت أشد دمارا من الحروب

شهد التاريخ نكبات كثيرة من خلال انتشار الأوبئة الخطيرة، فعبر الرحلات البحرية والاكتشافات الجغرافية كانت السفن تحمل معها أمراضا وأوبئة جد خبيثة .. فلقد اصطحب بحارة بعض السفن التجارية إلى ضفة المحيط الهادي أمراضا قضت على مناطق آهلة بالسكان: لقد كان مرض الحصبة. كذلك عند غزو الأسبان لأمريكا الجنوبية والمكسيك، فقد قتلت أوبئتهم التي حملوها أكثر مما قتلت سيوفهم في مواجهة السكان الأصليين .

الطاعون الأسود الذي اجتاح أوربا عام 1348 قضى على 25 مليون من السكان في ظرف 52 سنة.

ومن الصعب  علينا أن نتخيل اليوم ما يحدثه وباء الكوليرا مثلا بينما نقرأ في بعض الصحف عن الحروب الكيميائية والذرية لدرجة أن الموت يلحق فردا في صحة جيدة خلال ثواني معدودة. ويجب علينا أن لا نستبعد الأمراض والمصائب الأخرى فمثلا: إن الموت عند ضحايا السرطانات ومرضى القلب والمنتحرين وأصحاب حوادث السير يحصد مئات الآلاف كل سنة كما أن مرض الملاريا وحده يقتل 4 ملايين شخصا كل سنة، أما المجاعة فيذهب ضحيتها أربعون 40 ألف طفل يوميا.

 

  الجنس والأمراض الجنسية

 

الجنس:

في عام 1975 أصبح الجنس في الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية مطابقا للعادات الجارية :نوعا من (الموُضة)؛ فالكل يبحث عن الجنس، علاقاتهم لا تقتصر على شخص واحد؛ فعلى لسان بعضهن.

– ” إن نوع الجنس الذي يروق لي يكون مع الكثرة، إني لست متحيزة مع العلاقة الجنسية لليلة واحدة وإنما تشدني العلاقات القصيرة المدى ومع أشخاص عديدين “.

– ” إذا كنت ترغب في الجنس فإنك ستضطر للخروج بحثا عنه رغم أنك على علم بإمكانية إصابتك بالأمراض الجنسية أو السيدا، هذه هي كل المسألة “.

– ” اليوم من يريد الجنس عليه أن يدفع الثمن “.

– “ا لجنس السليم هو الاستمناء “.

هذه الثورة الجنسية نتجت عنها أمراض خطيرة خاصة عند الشباب الذين ينتمون إلى شرائح اجتماعية خاصة، حيث بدأت تنتشر خارج المدن الكبرى.

فلقد تجاوزت الأمراض الجنسية عشرون مرضا وكل ثانية يصاب أربعة أشخاص.

في سنة 1987 بدأت تتراجع هذه الثورة وخاصة بظهور الأمراض الخطيرة وعلى رأسها السيدا، إلا أنها لم تقاطع عند البعض حفلاتهم الجنسية، وإنما بدأت تتعدل نوعا ما ليس بدافع الأخلاق وإنما بدافع الخوف.

  * فالبعض لم يبال: فلذة الجنس عندهم تغلب خطورته.

  * البعض الآخر مطلع على خطورة الوضع.

   * فئة قليلة بدأت تحتاط.

 * آخرون يعتقدون بأنها خطة لإحباط حرياتهم. 

#  إذا رقدت مع شخص قصد الجنس فكأنك نمت مع كل الأشخاص الذين كانوا على اتصال جنسي معه ولفترة تتراوح بين 5 و7سنوات؛ وحتى إذا استطعت الحكم على هذا الفرد فلن تستطيعه على أولئك الأشخاص #.

 

ولعل كلمة السيدا أصبحت اليوم أكثر دلالة على حتمية المصاب به،كما أصبحت أكثر الكلمات رعبا في القاموس الطبي بينما كان يترأسها السرطان ومرض القلب…إنه الداء الذي شق طريقه إلى كل الفئات في كل المجتمعات ليشغل بال الإنسانية، لقد أصبح مشكلا عاما وموضوع الحديث ومصدر الخوف عند العامة والخاصة على السواء وأصبح قضية لها آثارها على المجتمع العالمي.

فالسيدا: هي حروف مختصرة لعبارة بالفرنسية  SIDA  أي:

Syndrome d’Immuno Déficience Acquise

أو الإيدز: اختصار لعبارة إنجليزية AIDS أي:

Acquired Immuno Deficiency Syndrome

إنه مرض فقدان المناعة المكتسبة وبعبارة أخرى هو مرض المنظومة المناعية للجسد ناتجة عن حمة أو فيروس Virus خاص. فهو ليس بمرض وراثي وإنما مرض مكتسب، وفقدان مناعة الجسم يجعل بعض الميكروبات والجراثيم الانتهازية تغتنم هذه الفرصة فتغزوا الجسم من دم وأنسجة لتتوالد وتنتشر، علاماته السريرية لا تظهر في مهاجمته للنظام المناعي للجسم وإنما في الإنتانات والسرطانات التي تمثل الإطار السريري للمرض وتحدد مدى خطورته بينما السبب الحقيقي هو مهاجمة النظام المناعي.

ومنذ سنة 1981 عندما عثر على الحالات الأولى للسيدا تضاعف عدد المصابين بالفيروس والمرضى والموتى مئات المرات فقد وصل عدد الموتى سنة 2010 جراء المرض إلى أكثر من 25مليون شخص، 14.8 مليون يتيم في إفريقيا وحدها.

– ففي كل دقيقتين تظهر 7 حالات سيدا.

– كل دقيقة يصيب فيروس السيدا ستة أشخاص من الشباب لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة.

– كل دقيقة تصاب امرأة.

تحصى 16 ألف حالة إصابة جديدة في اليوم أي بمعدل1  حالة كل 5 ثواني.

–  كل حالة سيدا تعادلها 66 حالة إصابة بالفيروس.

 

وأمام غياب أي علاج فعال سواء لقاحا أو مضادات فيروسية … ضد فيروس السيدا HIV وأمام ضعف الإمكانيات عند أغلب الدول الفقيرة. فمحاربة هذا الداء يحتاج إلى قوة وتعاون لكل الجهات المعنية: الفئات المصابة، المحترفون والعلماء، هؤلاء بمقدورهم القضاء على هذا الداء وإذا ما همش الواحد الآخر فلن يتوصل إلى أية نتيجة مرضية . وتتمثل استراتيجية العلاج في:

 

– محاربة نتائج الإصابات و أورامها- إيقـاف تدهور منـاعـة الجسم والرجوع بها إلى حالتها الطبيعية- القضاء على فيروس السيدا- الرفع من معنويات السيكولوجية للفرد المصاب. وعلى الرغم من ذلك تبقى الوقاية والنصائح الوسيلتان الفعالتان لإيقاف زحف المرض.

 

النصائح: 

– يجب الحذر من الأدوات المستعملة حتى لا يجرح الشخص نفسه.

– تحاشي الجروح المفتوحة للمريض وكل ما يخرج منها .

– في حالة الخوف من تلوث اللباس، من الأحسن لبس بذلة خاصة.

– بعد إزالة القفاز والبذلة يجب غسل اليدين بعناية إذا تلوثا بالدم قبل مغادرة غرفة المريض.

– وضع لصيقة على الزجاجة التي تحمل الدم أو بعض العينات المتوفرة على الفيروس؛ إذا كان ظهر الزجاجات مُلَوّث ينصح تطهيرها مثلا بماء الجافيل، ولنقل هذه العينات يستحسن وضعها كلها في علبة ثانية مقفولة بإحكام.

– وضع الأشياء الملوثة بالدم في كيس مقفول، عليه لصيقة إنذار قبل إرسالها للتطهير أو الرمي… كما يمكن وضعها في كيس ملون متفق على لونه كشيء خطير.

– حرق الأشياء الغير المرغوب فيها، تطهير وتعقيم الأدوات التي سيعاد استعمالها.

– تحاشي طي الإبر بعد استعمالها كما يجب وضعها مباشرة في صندوق مقوى خاص لهذه الأدوات حتى لا تثقبه وتؤدي أحدا.

– عدم إعادة الإبر في أكياسها قبل رميها، هذه الطريقة تسبب في جرح الكثيرين.

– من الأفضل استعمال الحقن والإبر التي ترمى، وإذا كان المستشفى يحتم إعادة استعمالها لأسباب، فيجب حينذاك تعقيمها أولا ثم تطهيرها بعد ذلك.

رخص لنوع من الحقن الجديدة التي قد تكون لها فوائد عديدة في كثير من المجالات، هذه الحقن تستعمل لمرة واحدة فقط بحيث عند دفع السائل الموجود بها فإن الشوكة تدخل في السدادة تلقائيا مما يحول دون استعمالها للمرة الثانية ودون التناوب عليها من طرف مدمني المخدرات بالحقن.

– استعمال القفاز ضروري عند نقل ومعالجة الدم، البول، الإفرازات، الأملاح، المواد البيولوجية الأدوات الملوثة بهذه المواد، لتنظيف الأوساخ العضوية، عند ملامسة الجروح الجلدية أو الأغشية المخاطية، كما أن لبس القفاز لا يعفي من غسل اليدين قبل وبعد أي اتصال مباشر بمريض معدي.

– على المولدات والقابلات أن يلبسن قفازا أثناء ممارسة أعمالهن خاصة عند معالجة المشيمة.

– أثناء التدليك الطبي ليس هناك أي خطر من لمس جلد سليم للمريض أما إذا كانت هناك جروح فيجب لبس قفاز.

 

في المختبرات:

من الاحتياطات التي يحتم على الطاقم الصحي أن يتخذها في المختبرات عند دراسته وتحليله للعينات يجب أن تكون جد حَذِرة.

– استعمال الأدوات الخاصة عند امتصاص السوائل البيولوجية، عدم لمس المَاصَّة بالفم.

– اتخاذ الاحتياطات باستعمال الحقن والإبر.

– عدم فتح الطاردة Centrifugeuse: آلة فَصْل خَلائِط الجُسَيْمات في السوائل إلا بعد تَوَقُّفِها لتحاشي نَبْذ المواد الخطيرة.

– لبْس البذلة الكاملة للعمل في المواد الملوثة والتخلص منها قبل مغادرته حسب قانون العمل الجاري في المختبرات.

– استعمال معطف إضافي، قناع، نظارات في بعض الحالات الأكثر عرضة للإصابة بالدم والسوائل البيولوجية، عند خطر تدفق وقذْف الدم، الفحص الداخلي، قسم العمليات والتوليد…

– وضع الأدوات المستعملة داخل موصدة لتعقيمها.

– غسل اليدين جيدا قبل مغادرة المختبر وبعد إنهاء جميع الترتيبات السابقة من إرسال الألبسة إلى مكان التطهير…

– ليس هناك أي خطر على المنظفين أثناء ممارسة أعمالهم في حجرات المرضى، وما يجب هو تحاشي الأدوات الحادة الملوثة في حالة وجودها مرمية.

– عزْل المرضى من خطر إصابة الآخرين غير ضروري إلا في بعض الحالات القصوى ” الإسهال، الخلل السيكولوجي…” ولكن قبل هذا يجب إخبار المريض وإقناعه بالأسباب إلا أن مرضى السيدا يجب عزلهم عن خطر إصابتهم ب BK

 

أجسام الأموات:

هناك إشاعات تردد على أن جثت موتى السيدا تحرق وترمد إلا أن الحقيقة بعيدة عن ذلك تماما. فجثث موتى السيدا تطبق عليها نفس الترتيبات الجاري بها العمل في المستشفيات كسائر الجثث الأخرى.

عند تشريح الجثة يجب لبس معطف غير منفذ للسوائل زوجين من القفاز، قناع ونظارتان.

 

وقوع حوادث أثناء العمل:

من حين لآخر تقع حوادث في مراكز التطبيب، المستشفيات، العيادات، أقسام الجراحة، أقسام التنظر الباطني، الطب الإشعاعي، المستعجلات المنزل…حيث تكون ناتجة عن طي الإبر وإعادتها في أكياسها عدم جمع المخلفات الملوثة بعد استعمالها، لمس الدم لمدة طويلة بدون قفاز أو أثناء قذف سوائل بيولوجية ملوثة في الفم أو العين.

* عند وقوع حادثة كجرح مثلا يجب معالجته: تنظيفه بسرعة ثم استعمال مطهر: الكحول 70 درجة ، ماء الجافيل 12° مخفف إلى العُشر.

* في حالة قذف مادة في العين يجب غسلها: فتح الجفن تحت الماء لمدة 10 دقائق.

* إبلاغ بالحالة خلال 48 ساعة.

* القيام باختبار مصلي وإعادته بعد 3 أشهر ثم 6 أشهر.

 

 العلاقات الجنسية:

* الانتقال عبر العلاقات الجنسية يشكل طريق العدوى.

* السيدا مرض متنقل جنسيا رغم غياب العوارض على الأجهزة التناسلية.

 

كيف يتم الانتقال عبر الجنس؟

تكمن الإصابة بفيروس السيدا HIV في الكريات البيضاء الموجودة في المني أو الإفرازات المهبلية التي تمر عبر جرح للمستقبل، هذا الجرح يكون ناتجا عن ليونة الغشاء المخاطي التناسلي.

فكيفما كان نوع الاتصال الجنسي سواء مثلي أو غيري فإنه يتسبب في نقل الفيروس، وكذلك الشأن في العلاقات الجنسية التي تحدث جروحا فقد تكون معرضة للإصابات.

الاتصال عبـر المستقـيـم يعتـبر أكثـر مُعاداة من غـيره مـن  الاتصالات، لأن الغشاء المخاطي للمستقيم لين جدا إضافة على أن هذه المنطقة تكون معرضة دائما للتشقق والجروح تلقائيا وقد أثبتت الإحصائيات أن  70% من رفقاء الجنسين الحاملين للفيروس قد أصيبوا هم كذلك، فكلما زاد عدد العلاقات زاد احتمال الإصابة.

بالنسبة للعلاقة الجنسية الغيرية فلا توجد لحد الآن أرقام ثابتة تقارن بين إصابة الرجل للمرأة وإصابة المرأة للرجل إلا أن الشيء الثابت هو أن كل واحد منهما ينقل الفيروس للآخر. لذا يعتبر العازل الطبي لحد الآن السلاح الناجع ضد انتقال الأمراض الجنسية .

 

هل القبلة واللعاب ينقلان المرض؟     

أثناء قبلة في الفم يتم تبادل 9 مغ من الماء، 0.7 غرام من الزلال، 0.18  مغ من المواد العضوية، 0.71  مغ من المواد الذهنية و 0.45 مغ من الأملاح، كما تنتقل 250 بكتيريا من فم لآخر.

بالنسبة للعاب فإنه أثناء الاتصال الجنسي يكبر خطر الإصابة عندما يحدث التماس كثيف له بالغشاء المخاطي للفم أو الأعضاء التناسلية، إلا أنه لحد الآن لم تسجل أية حالة من هذا القبيل.

يقول الدكتور Amit Pandya بجامعة تكساس بأن الهاتف إذا لم يمسح بالكحول فأنه يسبب حب الشباب. وأحيانا قد يظل لعاب شخص مصاب على السماعة إلا أن هذا لا يشكل أي خطر على الإطلاق في حالة السيدا.

 

كيف ننقص خطر الانتقال المرض عبر الجنس؟

نصائح عن الأمراض الجنسية:

النصائح التي سنطلع عليها ليست بتشجيع على الاستمرار في العلاقات الجنسية الممقوتة أو الزنا كما قد يظنه البعض، وإنما هي نصائح عامة قد تهم كل شخص قريب أو بعيد عنها. شيء آخر جد مهم، هو أننا في مجتمعنا نتهم كل شخص مصاب بهذا المرض أو غيره من الأمراض الجنسية بالشذوذ الجنسي أَوْ له علاقات جنسية متعددة أو يتعاطى للمخدرات عن طريق الحقن فهناك جانب آخر من الإصابة التي كان ضحيتها آلاف من الأبرياء نتيجة أخطاء أو إهمال: التداوي بأدوية مشتقة من دم ملوث بالفيروس، عن طريق حقن الدم، أو بحادثة…

-في حالة الشك أو التعرف على مرض من الأمراض الجنسية يجب اللجوء إلى طبيب وإشعار الرفيق الجنسي قصد العلاج، ولا يجب الانتظار لكي يختفي المرض وحده، فذلك يزيد استفحالا للوضع .

 

كيف نتجنب الأمراض الجنسية المتنقلة؟

* تحاشي التطيب الذاتي، إتباع إرشادات الطبيب وإتمام   الدواء.

* استعمـال الـواقـي تجنبـا لإصابـة الآخـرين أثنـاء الاتصال الجنسي.

* التصرف المسؤول: تحاشي البغاء وتعدد الرفقاء الجنسيين: إنه العامل الرئيسي للعدوى.

* الإخلاص في العشرة الزوجية.

* الأقراص ضد الحمل لا تحمي من الأمراض الجنسية.

* مبيدات المني المستعملة داخل الرحم قد بينت فعاليتها اتجاه HIV  فـي المختـبرات فقط، وإلى يومنـا هـذا لم تثبت هذه الطريقـة أثنـاء الاتصالات الجنسيـة، فبالإضافة إليها يجب استعمال الواقي.

* ليس هناك خجل بأن ينهض شخص بعد الاتصال الجنسي ليتبول ويغسل .

* النظافة قبل وبعد الاتصال الجنسي جد ضرورية.

* العلاقة الواحدة لا تشكل أي خطر.

* كل الأمراض الجنسية تعرض صاحبها إلى ما هو أخبث من ذلك: السيدا.

* إن الأمـراض الجنسيـة موضوع غـير مرغوب نقاشه من طرف العائلـة، إذا تلاشت هـذه الفكرة فإن نتائجَـها ستكون لصالح الآباء والأبناء.

* تحاشي تبادل شفرات الحلاقة عند المشكوك فيهم.

* تحاشي الاتصالات الفاهية للإفرازات التناسلية.

* الأمراض الجنسية معدية إلا أنها قد تعالج إذا اكتشفت مبكرا.

 

استعمال العازل ينقص الخطر:

يعتبر استعمال الواقي طريقة فعالة بحيث يمنع الاتصال بالغشاء المخاطي ويحجب المني عن السيلان. فعاليته برهنت في كثير من الإصابات الفيروسية المماثلة مثل فيروس مجموعة الهربس، أي أنه ينقص من احتمال حدوث إصابات إذا استخدم بطريقة صحيحة وأن يكون قد مر باختبار الرقابة والجودة قبل طرحه في الأسواق.

 

هل يشكل البغاء خطرا حقيقيا؟

إن التردد على المومسات اللواتي يعشن على الاختلاط يشكل خطرا بحيث أثبتت بعض الإحصائيات أنه ما بين 5 و 10% من المومسات لهم اختبار إيجابي للأجسام المضاد ضد الفيروس  هذه النسبة تصل إلى 80% في بعض العواصم الإفريقية.

 

الانتقال عند تحقين الدم والطرق الوقائية:

من خلال التحليلات الطبية للسيدا عام 1981 ظهر على أن 70% من المرضى هم رجال لوطيون أو جنسيون ازدواجيون وأن 15% منهم جنسيون متعددون ومدمنون للمخدرات، ولوحظ كذلك على أن أغلب هؤلاء مصابون بفيروس للكباد Virus de l’hépatite B هذا الفيروس ينتقل عبر الدم. فشك على احتمال انتقال فيروس السيدا على هذه الطريقة وقد تمت الملاحظات الأولى عام 1982 عند بعض الناعوريين الذين يحقنون ببعض مركبات البلازما وكذا الذين تلقوا دما أثناء تحقينهم ، فتأكد هذا الشك بحيث أن السيدا ظهرت عند أشخاص آخرين لا ينتمون إلى المجموعة الجنسية وأنهم تلقوا في السنوات الخمس جرعات من الدم أو مشتقاته قبل بداية فحصه في بنوك الدماء ومستحضراته.

فمن بين 10 ألف حالة في الولايات المتحدة في ماي 1985 عثر من بينها على 71 ناعوري و 149 حالة تلقت دما لأسباب أخرى، أي ما يمثل  2.2% من مجموع المصابين في أمريكا. وفي أوربا تمثل هذه النسبة 8.3 من بين 1226 حالة في يوليوز من نفس السنة وفي 18 دولة…هذه الأرقام تبين بوضوح المكانة الضعيفة التي يحتلها انتقال الدم عبر التحقين من بين العوامل الأخرى المسببة للسيدا، وأنه باتخاذ الإجراءات الوقائية الحديثة على المتبرعين بالدم وعلى المواد المشتقة منه أصبح من خلالها احتمال انتقال الفيروس جد ضئيل إذا لم يكن منعدما.

 

كيف ينتقل الفيروس عبر الدم ومشتقاته؟

لقد أصبح جد واضحا على أن الفيروس يمكن أن يوجد في البلازما والخلايا الدموية لشخص سليم، هذا الشخص قد يتأخر ظهور المرض عليه أو قد لا يظهر عليه المرض بتاتا رغم إصابته بالفيروس. فظاهريا يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يتبرعوا بدمهم وذلك لِجَهْلِهم بإصابتهم إلا أن تحقين هذا الدم لإنسان آخر سليم سينقل له الفيروس وهكذا سيحمل هذا الشخص هذا الفيروس الذي قد يسبب له الأعراض المتطورة أو البطيئة أو قد يبقى مثل الشخص الذي أعطى له الدم أي لن تظهر عليه أية حالة أعراض.

 

التناوب على شفرات الحلاقة، فرشة الأسنان، ميزان الحرارة.

* إن احتمال الإصابة عن طريق التناوب على شفرات الحلاقة جد ضئيـل وذلك راجع إلـى أن عدد الكريـات اللمفاويـة وعدد الفيروسات التي تبقى على الشفرة إذا كانت قد أحدثت خدوشا قليل جدا، فالإصابة تحتاج إلى عدد كبير من الفيروسات وأن لا تتعرض نقطة الدم إلى الهواء طويلا وأن تدخل في اتصال مع دم الشخص الآخر مباشرة لذا فالإصابة على هذا الشكل قليلة الاحتمال ولكن ليست مستحيلة.

* فرشة الأسنان وميزان الحرارة الطبي ينهى التناوب عليهما.

* إذا سلمنا بوجود الفيروس في أواني الطعام فإنه يكفي غسل هذه الأخيرة بماء ساخن وصابون .

 

الوشم وثقب الأذن:

بعض الفئات مولعة بثقب الأذن أو وشم بعض الرسوم على بشراتها هذه الفئات إذا كان أحد أفرادها حاملا للفيروس فإن إصابة الأشخاص الباقين على هذه الطريقة جد محتمل نظرا للتناوب على نفس الأدوات دون تعقيمها.

 

خطر التلوث عند التحقين:

يعود خطر التلوث من جهة إلى عدد الأشخاص المتطوعين الملوثين ومن جهة أخرى إلى عدد المرات التي حقن الشخص من خلالها بالدم. الشيء المهم هو أن الشخص السليم الذي لم يصب قط بالفيروس لن يُعْدَى أبدا إذا تقدم للتبرع بدمه، فالأدوات المستعملة جد معقمة وذات الاستعمال الواحد فليس هناك أي خطر عليه.         

 

هل هناك خطر لانتقال الفيروس عبر الزلال والجذيعات الدموية المناعية؟

الزلال والجذيعات الدموية المناعية منتوجات مُشْتقة ومستحضرة من بلازما الإنسان؛ فالزلال يستعمل للصدمات والحروق أما الجذيعات الدموية المناعية فتستعمل لوقاية أو علاج بعض الإصابات والأرجيات. وما من أحد من هذه المنتوجات تنقل الفيروس لأن مدة استحضار الزلال تحتم 10 ساعات على حرارة 60درجة، مئوية هذه الحرارة كافية لقتل الفيروس.

وبالنسبة للجذيعات الدموية المناعية فإن تحضيرها يتم ببعض المواد الأخرى كالكحول وهذا الأخير يقضي كذلك على الحِمة.

 

كيف نوقي خطر التلوث الفيروسي عند تحقين الدم؟

هناك إجراءات عديدة اتخذت للحيلولة دون انتقال الفيروس عند تحقين الدم منها:

* منع الأشخاص الذين ينتمون إلى فئات ذات التعرض من التبرع بدمهم من متعاطي المخدرات واللوطيين والرفقاء الجنسيين للرجال والنساء….

* البحث عن الأجسام المضادة باختبار إليسا للكشف عن الأشخاص المصابين والتخلص من دمهم، والنتائج الإيجابية للكشف يجب أن تؤكَّد مرة أخرى بطرق مختلفة، ومن ثَم إخبار المتطوع إذا كان مصابا.

قد يقع تلوث في بعض الأحيان نتيجة عدم فعالية الاختبار بحيث تكون نتائجه سلبية بينما يحمل الشخص الفيروس إلا أن هذه النسبة ضئيلة جدا  .

* إبطال مفعول الفيروس عند استحضار منتوجات التخثر: فلقد طبقت هذه الطريقة قبل اكتشاف السيدا في أمراض كثيرة ثم عممت فيما بعد التأكد من نتائجها وأصبحت اليوم ضرورية رغم المردود القليل الذي يمثل 15% .

ونظرا للخوف الذي انتشر بين المتطوع والمحتاج للدم فلقد أحدثت في بعض الدول نوادي خاصة لمنح المرضى والمحتاجين في العمليات دما سليما من أشخاص أصحاء. والحقيقة أن هذه الطريقة الجديدة خطيرة وخاطئة بحيث أن هذه النوادي ليس في استطاعتها أن تضمن تلوث هذه الدماء أكثر مما توجد في المستشفيات العمومية الأخرى كما أن القيم الإنسانية للتبرع بالدم ستنقص نظرا لشراء هذه النوادي للمتطوعين.

 

الدم الاصطناعي:

هناك محاولات عديدة لتغيير تحقين الدم الطبيعي بآخر اصطناعي. فالدراسات التي تجرى اليوم على منتوج اليحمور L’hémoglobine والفلييوروكاربور لتعويض وظائفهما كنقل الأكسجين… هذه الدراسات لم تنته بعد ومازالت أمامها سنوات أخرى من البحث والتجربة.

 

الانتقال عبر السوائل العضوية:

لقد وُجِد فيروس السيدا في البداية داخل الكريات اللمفاوية، ثم بعد ذلك عُـثِـر عليه في العُقد، المني، البلازما، الدماغ، خلايا النخاع العظمي وأخيرا وجد في الدموع واللعاب…فكل سائل إذاً قادر على الاحتكاك بالكريات اللمفاوية قد يحمل الفيروس، ونشير أنه في حالة الدموع واللعاب فإن وجود الفيروس غير ثابت وتركيزه ضعيف. فلم يعثر على أية حالة عدوى منهما في 46 ألف حالة سيدا في العالم، فهذين السائلين لا يعتبران من السوائل المعدية كثيرا.

ونذكر هنا أنه لكي يصاب شخص ما فيجب أن يمر الفيروس إلى كرياته اللمفاوية وأن يحل بدورته الدموية وهذه الحالات لا تنطبق على الدموع واللعاب. كما برهنت الدراسات على أنه لم يعثر على حالة إصابة عن طريق اللعاب والدموع بين الفئات الاجتماعية العادية، فهناك أشخاص يعيشون مع آخرين مصابين تحت سقف واحد إلا أنهم لم يعدوا. والوقاية الوحيدة التي يجب أن يقوم بها الشخص هي تجنب اتصال هذه السوائل بالجروح، سواء جروح في الغشاء المخاطي أو جروح جلدية.

بالنسبة للرجل يتواجد الفيروس في الإفرازات المنوية والبروستاتية التي تسبق القذف؛ أما عند النساء فتوجد تلك الإفرازات في عنق الرحم.

تطبيقيا تكون العدوى نتيجة اتصال هذه الإفرازات بالأغشية المخاطية ( الغشاء المخاطي للفم، أو الجهاز التناسلي أو الشرج ) إلا أن الفيروس لا يتخلل الجلد السليم.

الاتصالات الجنسية المعدية تكون نتيجة اختراق وإدخال غير محمي في المهبل والشرج أكثر منه في الفم بسبب الجروح والخدوش التي تحدث بهما…

 

السيدا لا تنتقل عبر:

      + القبلة

      + الهواء الذي نتنفسه

      + حوض السباحة

      + الاتصال بالجلد كالمصافحة

      + عطسة شخص مصاب

      + الرشاشات، الحمامات العامة والمراحيض

      + الأغطية والملابس

      + الأكل في نفس الصحون

      + في أماكن العمل والدراسة

 

هل ينتقل فيروس السيدا إلى الحيوانات الأليفة؟

إن فيروس السيدا الارتجاعي يختار بعناية الأنواع بحيث يصيب فقط الإنسان وقرد الشمبانزي وحتى هذا الأخير يتحمل الإصابة ولا يتطور عليه المرض. لذا ليس هناك أي خطر لاِنتقاله إلى الحيوانات الأليفة أو المنزلية كالقطط والكلاب والطيور… وبما أنه ينتمي إلى عائلة من الفيروسات القادرة على إصابة الخيول والأبقار والخرفان… إلا أنها بعيدة عنه ولا يصيبها بتاتا. كذلك عزل فيروس من نفس المجموعة عند القرد الأخضر الإفريقي إلا أن هذا الفيروس يبقى نسبيا بعيدا عن فيروس الإنسان.

 

النقط العشرة المهمة في السيدا:

 1- السيدا مرض مُتَنَقِّل قليل المعاداة يسببه فيروس خاص HIV  هذا الفيروس كان مجهولا من قبل. إلى أن ظهر الوباء.

2- ينتقل بالدم ومشتقات أخرى مستحضرة منه (وباتخاذ الإجراءات اللازمة نقصت طريقة الانتقال هذه).

3- ينتقل عبر الاتصالات الجنسية: فالأشخاص الجنسيون ورفقاؤهم الذين لا ينتمون إلى فئات ذات التعرض يجب أن يدركوا بأن احتمال الإصابة عندهم جد عالي.

4- في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا تنحصر فئات ذات التعرض في:

       * اللوطيون

       * مدمنو المخدرات الذين يستعملون الإبر.

       * النـاعـوريـون الذيـن تلقـَوْا مـواداً دمويـة قبل قيام الجهات المسـؤولـة بالاحتياطات الوقائية اللازمة من مراقبة الدماء و المصول و…

       * الرفقاء الجنسيون للفئات ذات التعرض.

5 – مثل باقي الأمراض الجنسية، هناك وسائل عديدة تنقص من انتشار الفيروسات كاستعمال العازل وبعض السوائل المتوفرة في الصيدليات.

6 – بالنسبة لمدمني المخدرات: استعمال الحقن والتناوب عليها بين المصابين والغير المصابين يشكل نسبة تعرض كبيرة جدا.

7- الشخص الذي يحتوي على الأجسام المضادة ضد الفيروس يعتبر شخصا مصابا بالفيروس حاملا إياه .

8- الاتصالات العادية في الحياة الاجتماعية لا تشكل أي خطر للعدوى، فالشخص الحامل للفيروس يمكنه أن يزاول أعماله وأن يعيش حياة عادية.

9- بالنسبة للحياة الجنسية يجب على الفرد أن يعمل ما في وسعه لتجنب الاتصالات الجنسية سواء الجنسية المثلية أو الغيرية وأن يتجنب السوائل البيولوجية كالدم والمني…

10- عدة علاجات السيدا مازالت قيد الدراسة إلى يومنا هذا ولم تثبت جدارة وفعالية أي علاج، فالوقاية والإعلام هما المنفذان الوحيدان إلى الخلاص في انتظار لقاح أو دواء.

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.