مشاهد من العاصمة (3) - بريس تطوان - أخبار تطوان

مشاهد من العاصمة (3)

La remontada 

 

تملكني إحساس غريب منذ علمت بالمواجهة، أطوارها بين جنبات المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، أحتفظ بذكرى لا تنسى بهذا المرك ، يوم كنا جميعا خلف فريق الأحمر و الأبيض، يوم كانت لنا هبة واحدة، و زحف موحد في اتجاه العاصمة، في أكبر تنقل جماهيري، لنكون خلف فريقنا الذي أحرز حينها أول لقب للبطولة الغالية، أذكر إلياس الرائع  و sprinter  التي توقفت بنا في منتصف الطريق السيار بعد ما نفذ منها الوقود، و ما أذكره مقولة “حنا مع بعضنا” التي أثثت رحلتنا ليوم كامل.

و ها أنا اليوم في نفس المكان، تبدل الحال و تغير الوضع، و صرنا لا نرجو سوى عدم نزل الفريق إلى قسم الظلمات و النسيان الذي قبع فيه عشرات السنين.

لا أخفي سرا إن قلت أن ما يربطني بكرة القدم هو الخير و الإحسان، فلست بالمتفرج المجتهد الذي يحفظ أسماء اللاعبين و زوجاتهم و المدربين و خططهم و الحكام و دياناتهم،هكذا أنا حباني الله نعمة البرود الكروي، قد أٌقفز حين يسجل رونالدو مقصية في مرمى الأسطورة بوفون، بالرغم أني كاطالاني الهوى، و يبقى الأتلتيكو المحلي فوق كل الهوى، رغم أنف المنجمين الكرويين الذين يقوسون لأسابيع على فريق أبرون لينال حظه من النسيان، و بعد ما كاد عقد الفريق أن ” يتفرتت ” يأتي ” الجن ” ابن الدار بالريمونتادا ، علها تشفع و تدحض مقولة أنه لا يطرب.

بين جنبات مركب الأمير مولاي عبد الله، و بين فطرة خزامية و عشق حمائمي، استمتع بالفراجة، تارة في لمسات اللاعبين، و تارة في وجوه شمالية أعرفها و لا تعرفني، أغلبها نفس الوجوه التي تؤثث المشهد الفرجوي بسانية الرمل من لوس ماطادويس و سيمبري بالوما، اللذين رفع عنهما الحصار ليعودا إلى الإمتاع بكثير من التعقل و استنتاج هنات الأمس ، و لأن فريقنا فاز بهدفين ، فلم أسلم من غمزات زملاء العاصمة الفاهمين أكثر للغة المستديرة، و المشككين في الطريقة التي تم بها هز الشباك.
بلال بلحسين/ بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.