لهاته الأسباب أصول الدين توصف بكلية الأموات بتطوان!!! - بريس تطوان - أخبار تطوان

لهاته الأسباب أصول الدين توصف بكلية الأموات بتطوان!!!

 

 لهاته الأسباب أصول الدين توصف بكلية الأموات!!!

الكلام عن كلية أصول الدين اليوم  جاء في سياق ما كتب وما يكتب عن هذه الكلية وعن المسئول عنها ، للأسف الشديد منذ تحمله مسؤولية هذه المؤسسة والكتابات والشكايات التي نشرت على صفحات الجرائد المحلية والجهوية والوطنية لم تتوقف ، والمتتبع لهذه الكتابات سيلاحظ الإجماع حول هذه الشخصية رغم اختلاف مشارب وبيئة كل من تصدى للكتابة .

منذ توليـة العميد الحالي مسؤولية هذه الكلية والمؤسسة في تراجع مستمر وعلى كل المستويات ، كانت المؤسسة تعرف إقبالا كبيرا وتحضى باحترام الجميع سواء على الصعيد الجهوي أو الوطني ، وكانت مكانة خاصة في نفوس الناس سواء في أوساط الفئة المتعلمة أو بين عامة الناس ، صداها يصل إلى الجميع ، و محط احترام القاصي قبل الداني ، ساطعة يوم كان التلاحم والتآلف والتآزر والألفة بين عميديها الأولين المرحومين : سيدي التهامي الوزاني والمناضل الشهم محمد حدو امزيان وبين طلبتها ومحيطها حيث سهرا عليها وضحيا بالغالي والنفيس من أجلها بما أوتيا من قوة وحلقا بها عاليا حتى أضحى اسم الكلية متداولا بين الجميع ومألوف عبر ربوع الوطن بعد أن كان حبيس مدينة تطوان .

 مع قدوم العميد الذي نتحدث عنه – للأسف – تخلفت المؤسسة عن دورها الطلائعي المنوط بها حيث أصيبت في الصميم ودب الضعف والوهن إلى أوصالها ومرافقها وأصيبت بنكسة أوصلتها إلى مرحلة الاحتضار، والمؤسف أن هذا المسئول لا يعير هذا التدهور أي انتباه وكأننا به يريدها ضربة قاضية قبل رحيله عنها مباشرة ….

في فترة من فترات تاريخ المؤسسة وخاصة فترة توفرها على سلك الثالث كان السيد العميد في قمة نشوته ، والصحافة الوطنية سبق لها أن تعرضت لهذه الفترة في حينها ، مرحلة تواجد الخليجيين بالسلك الثالث والدكتوراه ، كانت الأسبقية للخليجيين على حساب أبناء وطنه لأسبابه الخاصة لا داعي للتعرض إليها ، حتى أن أحد الطلاب الخليجيين كتب يوما على أعمدة صحافة بلده أنه إذا أردت الحصول على دبلوم الدراسات العليا- السلك الثالث – أو الدكتوراه من المغرب فعليك بكلية اصول الدين بتطوان وإقامة الولائم وتقديم الهدايا والمكرمات. والظاهر أن هذه الكتابة وصلت إلى مسامع المسئولين بالرباط فاتخذت اللازم وتدخلت لدى المؤسسة وولي أمرها لمنع تسجيل الطلبة الخليجيين بها وهو ما حصل فعلا.

أما علاقة السيد العميد بالأساتذة فهذه مصيبة أخرى علاقة لم تكن أبدا متكافئة ، فالعميد يعرف من أين تؤكل الكتف كما يقال ، كان لكل من الجانبين العميد والأستاذ مصالحه الخاصة لدى الآخر ، فالعميد وبحكم خبرته التي خبرها وأسلوبه يمضي عقـدة  الترخيص للأستاذ بحكم إحالته على التقاعد ليضمن ولاءه وصمته في مقابل حصول الأستاذ على العقدة أو تسجيل ابنه أو ابنتـه أو أحد معارفه بسلك الدراسات العليا  أو الدكتوراه ، كان هناك زواج المصالح بين العميد وجل الأساتذة – وخاصة المحالون على التقاعد – كانت المصالح الذاتية والشخصية هي التي تتحكم في هذه العلاقة ضمن واقع معين يتعايشون معه لا يمت بصلة إلى المسؤولية وروحها المقدسة كأننا حيال سوق يتجاذب فيه العرض والطلب .

 أن تصل العلاقة بين عميد الكلية والأستاذ إلى هذا المستوى الرديء وتتسع الهوة الفاصلة بين الفريقين وواقعهما المفروض القيام به وواقعهما الذي يتخبطان فيه فهذه مصيبة كبيرة تعني الكير.

 وما وقع أخيرا بمناسبة اجتياز امتحان الماستير لهذه السنة دليل كبير عن سوء العلاقة التي تربط العميد بالأساتذة واحتكار العميد لكل القرارات والصلاحيات والتخصصات ، فالملاحظ وحسب وجهة نظر الأطر التربوية فإن جميع بنود الإصلاح التي نادي بها المخطط الإستعجالي لم تفعل نهائيا حيث يقوم العميد بكل التخصصات في غياب أي شراكة مع الأساتذة ، وكلما طلب الأساتذة منه احترام القانون يصيح في وجوههم : ” أنه هو القانـون ” وكأننا بقذافي ليبيـا يصيح : ” أنـه هو المجـد ” ، فالعميد للأسف غيب كل الإصلاحات وانفرد بالتسيير رغم إلحاح الأساتذة بالمشاركة .

في السنة الماضية ومع بداية السنة الجامعية تقدم مجموعة من الأساتذة للسيد العميد بملتمس إعفاء أستاذ من تدريس طلبة الماستير بحكم تخصصه البعيد كل البعـد عن تخصص الماستير فما كان منه – أي العميد – إلا أن شطب على كل الأساتذة من التدريس بسلك الماستير وإسناد التدريس لأساتذة متمرنين وتمكين الأستاذ الغير المتخصص من تدريس مادتين ضدا على الملتمس المقدم من طرف الأساتذة ، وهذا تحدي كبير للأساتذة الذي زاد الهوة اتساعا بين العميد وبين الأساتذة الذين كان أسند إليهم المواد المقررة ضمن استعمال الزمن الأسبوعي الذي تم نشره على سبورة الإعلانات الخاصة بسلك الماستير ، ومن يومها وهذه العلاقة تزداد تفاقما وترديا وتأزما إلى أن انفجرت مع الدخول الجامعي الحالي .

ومع انطلاقة السنة الحالية عرفت الكلية انقطاع التيار الكهربائي الذي دام ما يقارب الأسبوعين ، تعطلت مصالح الطلبة مما أثر سلبا على السير العادي للمؤسسة  وخلق فوضى على صعيد مرد ودية المصالح التابعة للكلية ، وحيال هذا الوضع وهذه الوضعية الفريدة تساءل الناس عن الأسباب والمسببات وتناسلت الأجوبة قبل الأسئلة وكثر القيل والقال ، واختلط الحابل بالنابل بل وحشر الجميع انفه في أمور بعيدة عن واقعه بالتساؤل عن مصداقية تسيير المؤسسة ومواردها المالية وكيف لهذه المؤسسة أن تعرف هذا المآل سيما ولها ميزانية محددة وأبواب ثابتة تصرف من ميزانية الدولة ؟ أهو سوء التدبير ؟ هل هو سوء التسيير ؟ أم هذه العناصر مجتمعة ، لا أحد بإمكانه الإجابة عن هذه التساؤلات ولا أحد بوسعه إلقاء الضوء على هذه النازلة إلا من يمتلكون خيوط الحادثة ومفاتحها ، لكن قد يتساءل المرء كيف أمكن الوصول لهذه النتيجة وهذه الوضعية التي تنم عن أشياء يستحيل معرفتها وأنت خارج دائرة التسيير. 

 يتساءل المرء أخيرا وليس أخرا: إذا كانت هذه هي حال المؤسسة وهذا واقع علاقة العميد بالأساتذة كيف يمكن تصور العلاقة بين العميد والموظفين ؟

 من الصعب الإجابة عن هذا السؤال ومن الصعب الإحاطة  بخلفياته لأن علاقة من هذا النوع يلفها غموض كبير يستحيل معه الإجابة تحت أي صيغة من الصيغ، لكن الملاحظ والبديهي أن هناك فئة محضوضة تحضا يرضى العميد متمتعة بكل الصلاحيات والفئة – لا أقول المغضوب عليها- التي على هامش اهتمامه وتفكيره

ولنا عودة للموضوع قريبا لتسليط الضوء على حيثيات أخرى.

 

 المرابط  محمد – طنجة –

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.