هل انتهى عهد الأحزاب السياسية؟ - بريس تطوان - أخبار تطوان

هل انتهى عهد الأحزاب السياسية؟

هل انتهى عهد الأحزاب السياسية؟
أم انتهى عهد الوطنية؟ وما العمل إذن؟

 

كانت الأحزاب تؤسس ايديولوجيا على أساس الرعب الذي قسم العالم إلى ثلاثة أجزاء الشرق أي الاتحاد السوفياتي ومن والاه والغرب أي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ثم دول عدم الانحياز الحلف الرافض لأن يتبع لأحد منهما … وتم تمويل التآمرات في كثير من الدول أسقطت أنظمة حكم قائمة في كثير منها و نفذت عمليات انقلاب عسكرية وتم اغتيال بسببها الكثير من الزعماء والرؤساء والقادة …. ووقعت حروب تبعتها مجاعة وأمراض وتدهور للحياة العامة للشعوب …ومنها من كانت نووية ومنها من كانت على وشك الوقوع كخليج الخنازير … و العالم اليوم ماهو بالأول ولا بالثاني ولا حتى بدول عدم الانحياز بل أصبح عالم خاضع للمال فهل المال أفسد كل شيء ؟
ليس هذا هو المطلوب من السياسيين أو الأحزاب السياسية بنوعيها سواء الحزب الوحيد في الدول الاشتراكية اوالتعددية الحزبية في الدول الليبرالية …

بل المطلوب هو أن تكون الأحزاب كمجموعة من المواطنين تهدف إلى إحداث تنمية وتحمل مشروعا مجتمعيا ويعتمد على تقنين العلاقة والفصل بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة دون الافراط في التعاطي لأي منهما لكي لا يتسبب ذلك في ارتفاع الضغط الشعبي وحدوث أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية … وهذا يفرض على الدول وضع خارطة طريق تختلف من بلد لآخر بحسب ثقافة الشعب وهويته، ومحاسبة الفاسدين والمختلسين للأموال العامة بالخصوص، والمتناقضين بين ما يقولونه للشعب وما يتمتعون به بطرق مختلفة والذين يستنزفون ثروة البلد وممتلكات الخواص على حد سواء .
عالم المقاولة أو المال والأعمال القائم على الربح والخسارة أفسد عالم الثقافة والفنون وادب المعاملات والاخلاق والقيم الخالدة التي تحدد قيمة الإنسان و تخلو من الخسارة بالمفهوم المادي. فما كان غير مسموح به ادبا وأخلاقا أصبح مشروعا في الممارسة السياسية و لهذا أصبحت الشعوب تائهة بين دروب الربح القليل والخسارة الكثيرة في عالم المقاولين السياسيين، والضحية في جميع الأحوال هو الوطن والمواطنين لأن الواجب اتجاه الوطن من قبل بعض السياسيين مسموم وأحيانا قليل أو بمقابل أو قمار واتجاه المواطنين ابقاهم بلا صحة ولا تعليم ولا شغل ولا نظام اجتماعي … ونشر ثقافة الإحباط بالمثقفين السياسيين احيانا وبين ثنايا اختيارات المواطنين واذواقهم افقدتها نكهة أي منتوج فكري أو مادي أو سياسي لأنه لا يقوم على أي مجهود بدون جشع على حساب المواطن وأصبحت عملية الاختيار روتينية لا قيمة لها وهذا الأمر يتطلب من الأحزاب والنقابات أن تراجع أدوارها والا فهي تقتسم الأدوار من أجل عدم القيام بأي دور يليق بها كما حدده الدستور ..
فهل انتهى عهد الأحزاب السياسية؟ أم انتهى عهد الوطنية؟ وما العمل ؟ وهل الحزب الفرد كاللامنتمي من بين الحلول عسى أن يظهر من يهتم احسن بالشأن العام ؟
إذا كان القيام بالواجب اتجاه الوطن والشعب يتم عن طريق الأحزاب السياسية فقياسا على واقع الحال الامر يسيء إلى هيبة الدولة وحرمتها . وهل يكفي الاعتماد على الأشخاص بلا مؤسسة ؟ وهل المواطن اذا بقي خارج الاحتواء العقلي والمنطقي سيضيف قيمة لهذه الأحزاب؟
الدكتور أحمد درداري/ بريس تطوان

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.