الشباب وصراع الإيديولوجيات الثلاث - بريس تطوان - أخبار تطوان

الشباب وصراع الإيديولوجيات الثلاث

الشباب وصراع الإيديولوجيات الثلاث.

يتردد طرح موضوع الشباب بين الفينة والأخرى رغبة في البحث عن مخارج لمعضلة العطالة و التخلص من حالة سوء الاندماج في المجالات التنموية المختلفة تفعيلا لمختلف نصوص دستور 2011 ، إلا أن الأوضاع عموما تتقاسمها ميولات ذاتية وأخرى موضوعية تحاول أن تجد لها سبيلا بين تشققات الإيديولوجيات ( المصالح) التي تؤطر الاستفادة والاحتواء والاستقطاب دون ضمانات واضحة للراغبين في الاندماج والتضحية والاستفادة من فرص تفتق الطاقات وبناء القدرات على أساس برامج تنموية حزبية أو جمعوية أو نقابية لكونها شبه عمومية وفي المقابل هناك ضعف الفرص في مجال التشغيل في مختلف القطاعات سواء في مجال الوظيفة العمومية أو في القطاع الخاص بحكم عدد الشباب العاطل مقارنة بعدد فرص الشغل المتوفرة أو المطلوبة …. وهذا ما يؤثر على ثقة الشباب في المؤسسات والسياسات العمومية فينقسم بذلك الشباب والمواطنين عموما إلى ثلاث فئات أو تيارات أيديولوجية .
الأولى وهي أيديولوجية الدفاع عن توجه الأغلبية انطلاقا من برنامج الحكومة والأحزاب المكونة لها ..بل أحيانا نجد المنتمين لهذا الاتجاه يعارض من داخل الأغلبية وهو ما يتعارض تماما مع منطق الأغلبية ..
الثانية وهي أيديولوجية المعارضة ودورها هو نشر الفكر التيئيسي وتبخيس دور الأغلبية رغبة في الإطاحة بها والقاسم المشترك بينهما هو كراسي الحكومة .
الثالثة وهي التي تحكمها إيديولوجية الفراغ والتي لا تعترف لا بالأولى ولا بالثانية وهي التي تشكل خطرا على البلاد لأنها صامتة أحيانا وهائجة ومعارضة للجميع أحيانا أخرى وقد يكون للشباب فيها وقع سلبي على الوضع في غياب الاهتمام بالشباب من طرف التيارين الأول والثاني.
ونظرا لما ينتاب الشباب من رغبة في تجديد حياتهم فإن الدستور قد أسند للسلطات العمومية وظائف خاليه من التبعية لأية جهة وهي التي يمكن أن توازن بين التيارات التي افلست في التعاطي لقضايا الشباب وادماجهم في الحياة التنموية النشيطة و تحديد معايير موضوعية تعزز ها توفير فرص الشغل بدل مرافق الترفيه والتسلية وهدر الوقت وتجديد مفهوم التشغيل من المفهوم الجامد والثابت كما هو الحال في الوظيفة العمومية إلى مفهوم مرن ومتحرك يتماشى مع قدرات الانتاج و تقوية المبادرات المحفزة والجادة والعمل على استغلال الوقت والشباب ووضعية البلاد المستقرة .

 
 
الدكتور أحمد درداري
أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي
الكلية المتعددة التخصصات بمرتيل
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.