سؤال للانفصاليين - بريس تطوان - أخبار تطوان

سؤال للانفصاليين

سؤال للانفصاليين: لنفترض قامت جمهورية الصحراء الغربية
 
 
نعم لا شك أن المغرب تخبط في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، بعد أن تأكد من سياسة الوجهين الأمريكية: وجه الأمم المتحدة ومجلس أمنها اللذين ينفذان مخطط التقسيم والتفتيت بين المغرب والصحراء بفرض توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان ورفع تقارير خبيثة تفرض الاستفتاء ومن تم الانفصال..
 
ومن جهة أخرى وجه خارجيتها وبينتاكونها ولوبياتها التي تنكر دائما علمها بتلك القرارات كي تستمر في الاسترزاق من مال وثروات المغرب باسم الدفاع عن مصالحه! نعم تخبط المغرب كثيرا في الأسابيع الأخيرة وهو يحاول إيجاد ظهر يستند عليه ليحصن حدوده من هذا النفاق المستبين، تخبط بين الانضمام الكلي للمعسكر الخليجي السني الذي ربط الملك محمد السادس مصيرنا بمصيره خلال خطابه الأخير في القمة المغربية الخليجية، تكتل سيفرض على المغرب التقوقع والعزلة وإغلاق بابه عن التحالفات الغربية كاملة مع ما تمر به السعودية من خذلان أمريكي وتحالف روسي إيراني ضد مصالحها، ثم سيفرض عليه إقحام نفسه في حروب طائفية لا ناقة لنا فيها ولا جمل مقابل الدعم المالي السعودي، وبين التيه بحثا عن حلفاء جدد من روسيا والصين إلى الهند ما لن يضمن دعما خليجيا كاملا، ولا عودة كاملة لأحضان أمريكا. هكذا كان المغرب في هذه الأيام قبل أن يصدر مجلس الأمن قرارا خفيفا لم يفرض على المغرب عقوبات ولم يجبره على استفتاء وإنما طالب بإعادة مدنيي بعثة المينورسو المطرودين..
 

نعم لا شك أن المغرب تاه فيما يراه قضيته المصيرية ووحدته الترابية، وحدة دولة لها تاريخ وحضارة وكيان وأنظمة وملوك عليها ما عليها من نفذ بجلده ومن حصن نفسه بالحماية الغربية ومن نهج الاعتقالات والتعذيب والتجاوزات والتصالحات والتحالفات والانتكاسات ليحمي نفسه من تطاحن التيارات…
 
 
ومن يواجه المحاسبة الشعبية عن الثروة مخافة الثورة وسط شعب أصبح ينضح بالنضالات والمطالب الإصلاحية، دولة من الأخطاء والتحالفات المبعثرة والزلات والبيع والشراء في كثير من الأرض والعرض مقابل تحصين الهوية والأمن وقليل من الدين.. وكثير من الفساد ما تفشى في العسكر والأمن والمؤسسات والمواطنين وفيها من الإرادة لإبقائه والإرادة لإسقاطه…. وفيها ما هو شبه منجز وما هو مجهض وجهات تتمدن وجهات منسية ودستور يحتاج التعديل والتنزيل وأحزاب خاضعة يطالبها الشعب بالاستقلالية وانتخابات لها ملايين المقاطعين وسط محاولات إقناع الداخلية.. وحاضر يتمخض ليلد الأفضل وسط مقاومة المنتفعين بالوضع الحالي. نعم هذا هو المغرب الدولة البلد الوطن.
 
 

يبقى السؤال إلى هؤلاء الانفصاليين الذين يقضون العام يقتاتون من فضلات عسكر الجزائر الذي نهب معوناتهم وفتنهم وتربص بهم ورابهم وغرهم بالأماني وغرهم بالله الغرور.. وجعلهم شتاتا في الأرض يقتاتون منه بعض المال لإرشاء اللوبيات واختراق برلمانات البلدان وإقناع من هب ودب ومن تقوى وتجبر بجدوى تقسيم وتفتيت وتمزيق بلد إلى بلدين بدعوى التكتل في قومجية صحراوية عرقية قبلية عنصرية أشبه بفكر هيتلر في جمهورية أشبه بإسرائيل..
 
مجموعة انفصاليين بأفكار عنصرية مبنية على الطائفة والقبيلة والاسم العائلي والشجرة والنسب ترفض غيرها يفتون في العام مرة ومرتين تحركهم الجزائر أنى شاءت تكاد تضمهم للمعسكر الإيراني ليصبحوا من رعاة الخامنئي علّ إيران جنب روسيا وباقي بقايا شيوعيي العالم من دويلات أمريكا اللاتينية وبعض ديكتاتوريات دول إفريقيا جنوب الصحراء محميات بريطانيا.. تضغط على مجلس الأمن ليصدر قرارا يفرض على المغرب تنظيم الاستفتاء وتحقيق حلم الجمهورية وأية جمهورية؟

هل يظن هؤلاء إن قامت تلك الجمهورية الوهمية.. أنها ستصمد أما انعدام مقومات الدولة: أرض مبثورة من تاريخ وجغرافيا دولة عريقة، وسكان مجتمعون على فكر عنصرية القبيلة والطائفة قرروا الانفصال لأنه رفضوا التعايش مع الآخر، عسكرها إن صح فيهم كلمة عسكر قائم على مجموعة متمردين مسلحين من طرف الجزائر ليقتلوا وينكلوا بالجثث ويتبولوا عليها.. لا تدريب لا قدرات على المنوارات لا خطط لا استراتيجية بل عصابات مسلحة.
 
 
دويلة دون أجهزة أمنية لا أحد يعلم ما يمكن أن يقع فيها من تجاوزات وانتهاكات حقوقية مع تسلط ديكتاتورية عسكرية جزائرية على رأسها، لا دستور فيها ولا مؤسسات تشريعية تنفيذية قضائية ولا نظام اجتماعي ولا نخبة ذات سلطة محلية يمكن أن تحكم ولا أحزاب ولا تيارات ولا أغلبية ولا معارضة ولا بنك مركزي ولا نظم اقتصادية.. دويلة دون تاريخ ولا حضارة ولا آثار ولا غنى وثراء التنوع والاختلاف ولا تعايش.. دويلة العرق الواحد واللهجة الحسانية وعسكر الجزائر وفلسفة الحقد والغل على البلد الأم المغرب.. هل هذا ما يلزم اليوم وسط هذا العالم المتطاحن.
 

هل هذه الدويلة الوهمية التي تدخلت في شأنها كل الدول لتوجدها، ستكون لها سيادة وسط أطماع الدول العظمى.. هل يظن هؤلاء أنهم سيصيرون مواطنين بهوية واستقلالية؟ أم أنها لن تكون سوى قاعدة عسكرية منكوحة من أمريكا وروسيا والجزائر.. وشعب شغيل يبيع ثرواته للشركات العالمية كي يأكل.. وطريق عبار لعسكر الجزائر نحو الأطلسي.. بينما المغرب يضمن لهم حكما ذاتيا ومواطنة وتنمية واستقرارا وسط بلد يطمح للسيادة الكاملة فور انتهاء هذا الصراع المفتعل وفور إخراج عسكر الجزائر أنفهم من أرض غيرهم وفور خروج النزاع من مكاتب أمريكا. فهل يفضل الانفصاليون أن يكونوا أتباعا عبيدا للقوى العظمى في محمية مهدورة العرض.. أم مواطنين يحكمون جهتهم ويتصرفون في ثرواتها وخيراتها باستقلالية تامة تحت سيادة المغرب أب الدنيا؟
 
 
 
بقلم: مايسة سلامة الناجي
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.