عائلات مسلمة ومسيحية التقت بتطوان بعد خمسة قرون من النكبة - بريس تطوان - أخبار تطوان

عائلات مسلمة ومسيحية التقت بتطوان بعد خمسة قرون من النكبة

عائلات مسلمة ومسيحية التقت بتطوان بعد خمسة قرون من النكبة
 

منذ سنة 1526، أي بعد 34 سنة من سقوط غرناطة، آخر قلاع الأندلسيين،  أصبح لا أحد يعرف من هو المسلم ومن هو المسيحي في إسبانيا التي نشأت على أنقاض الأندلس. كانت عمليات التنصير تجري طوال اليوم على قدم وساق ويشارك فيها الآلاف من الموريسكيين الذين كانوا “يتنصرون” كل يوم ويعمدهم الرهبان في الكنائس التي انتشرت بشكل كبير في البلاد وكأنها وكالات أسفار في فصل الصيف. كان الرهبان مجرد لصوص متدثرين في ثياب رجال الدين لأنهم وجدوا في تلك المهنة أحسن وسيلة للسرقة. كانوا يسجلون أسماء الموريسكيين الذين تنصروا، ثم يلاحقونهم فيما بعد ويعذبونهم ويطردونهم أو يحرقونهم ثم يستولون على أملاكهم.

في تلك الأيام اختلطت الأسماء والملامح والعادات، بينما ظل الطرف الموريكسي يخفي في داخله جذوره ويتوق إلى استعادتها في يوم من الأيام.

لكن بعد أن مرت مئات السنين وأصبح شمال المغرب محتلا من طرف إسبانيا فإن التاريخ أعاد نفسه لكن بطريقة أخرى. ففي مدينة تطوان مثلا، وهي مدينة أندلسية بامتياز، اختلطت من جديد أسماء العائلات المغربية ذات الأصل الموريسكي وأسماء العائلات الإسبانية التي جاءت مع الاستعمار واستوطنت المدينة.
 
هكذا أصبحت عائلات إسبانية وتطوانية تشترك في نفس الأسماء العائلية مثل طوريس، الراكون، أبريل، الرندة، بايثا، برميو، بوير، بوينو، كانديلا، كاريون، فوينتيس، لباط، لوكاس، ماديرا، مانكو، مارشينا، مارين، مارتين، مندوزا، مولينا، ماشان، موراريش، مورسيا، بريدا، الرامون، الراينة، الركاش، الركاينة، شندير، مارصو، الصوردو، بنسويلا، بركاش، شاودري، بيرا.. إضافة إلى أسماء كثيرة أخرى تعايشت في تطوان بعد أن مرت القرون على انفصالها في الأندلس.

لكن لقاء هذه العائلات في تطوان كان مختلفا تماما، فعلى الرغم من الجذور المشتركة للجميع وبالرغم من أن الكثير من هاته العائلات متحدرة من نفس الأجداد، وهم أجداد مسلمون بطبيعة الحال، إلا أن لا شيء أصبح يجمعهم حين التقوا مجددا في تطوان. لقد أصبحوا أعداء، وأصبح الموريسكيون الذين أفلتوا من الطرد وبقوا في إسبانيا بمثابة الجلادين الجدد للموريسكيين الذين جاؤوا إلى المغرب.

لكن الأغرب في قضية تطوان هو ما يحكيه المؤرخون هو أن هذه المدينة التي سكنها الموريسكيون القادمون من غرناطة، سقطت في بداية القرن العشرين في يد الإسبان بنفس الطريقة التي سقطت بها مدينتهم القديمة غرناطة في أيدي الإسبان الكاثوليك قبل أزيد من 400 عام.

ويحكي المؤرخون كيف أن التطوانيين، بعد أن يئسوا من المقاومة، دخلوا بيوتهم وأغلقوا عليهم الأبواب تماما كما حدث قبل مئات السنين حين سقطت غرناطة وسلم أبو عبد الله الصغير مفاتيحها للملوك الكاثوليك.

500 عام بين هزيمتين، لكن الطريقة واحدة.
 
 
 
 
بريس تطوان/ متابعة
 
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.