"السيدة الحرّة" يرصد سيرة حاكمة تطوان قبل خمسة قرون - بريس تطوان - أخبار تطوان

“السيدة الحرّة” يرصد سيرة حاكمة تطوان قبل خمسة قرون

 
“السيدة الحرّة” يرصد سيرة حاكمة تطوان قبل خمسة قرون
 
 
تم، مؤخرا، في نواحي مراكش، الانتهاء من تصوير المشاهد الأخيرة من “السيدة الحرة”. وهو مسلسل اجتماعي تاريخي رومانسي من ثلاثين حلقة، تمتد كل واحدة على اثنين وخمسين دقيقة، عن دور المرأة في الحياة السياسية في شمال المغرب إبان الحكم الوطاسي، وبالضبط بمدينة شفشاون التي استقبلت الهاربين من الأندلس واحتضنت نخبتهم. وبذلك يقدم المسلسل نظرة عن وضع المغرب في النصف الأول من القرن السادس بالتركيز على الشمال المهدد من قبل إسبانيا والبرتغال.

المسلسل من بطولة هشام بهلول وسونيا عكاشة وياسين أحجام وعز العرب الكغاط ولطيفة أحرار وزهور السليماني ويوسف آيت منصور وخليلة بونعيلات.

مسلسل كتب له السيناريو رضى بنعزوزة وأخرجه إبراهيم الشكيري. فبعد نجاح فيلم “الطريق إلى كابول”، يواصل الشكيري مسيرته الفنية بمسلسل ضخم وفر عملا وفرصة تدريب للكثيرين. تقول منسقة المشروع، حليمة المجرادي، إن التحضير استمر سنة كاملة وقد سمح بتشغيل فريقين تقنين من 77 شخصا وحوالي ثمانين ممثلا لأكثر من ستة أشهر.

 

يتناول المسلسل سيرة السيدة الحرة في مغرب القرن السادس عشر إبان حكم الوطاسيين. وفي اتصال هاتفي مطول مع السيناريست رضى بنعزوزة قال: “منذ زواجها (السيدة الحرة) بالقائد المنظري، حاكم تطوان، ركز على التجارة بدل الحروب. بعد وفاة القائد صارت السيدة الحرة حاكمة لأنها لم تنجب ولدا يكون وليا لعهد القايد المنظري الثالث. شاركت في الجهاد البحري وكان هدفها تحرير سبتة (…) مات القايد المنظري فتزوجت السلطان احمد الوطاسي”.

وأضاف بنعزوزة أن “الخلفية التاريخية للمسلسل هي صراع الوطاسيين والسعديين، لكن لب الموضوع هو سيرة المرأة. ويقدم المسلسل صورة ايجابية عن المرأة الحرة التي شتمها المؤرخون الإسبان”.

 

وقد ركز السيناريست على الجانب الاجتماعي وعلى العلاقات البشرية لأن “الناس لا يهمهم السياسي، بل يهمهم التركيز على الحياة الشخصية والحياة الاجتماعية وطريقة إدارة صراعات القصر وأثر الطبائع البشرية في تلك الإدارة”.

عن كتابة السيناريو، الذي يضم أكثر من ألف مشهد، يقول بنعزوزة إنه قام ببحث تاريخي دام سنتين وحرر السيناريو في سنة ونصف. وقد اعتمد على كتابات تاريخية منها “تاريخ تطوان” لمحمد داود و”أميرة الجبل” لحكيم بنعزوز، كما زار الأمكنة المحتضنة للوقائع، خاصة منطقة الشاون، لمراقبة التقاليد ووضع الأحداث في مكانها.

 

جرى تصوير المسلسل في أماكن تاريخية مثل قصر الباهية ورياض بنيوسف وقصبة الديف بمنطقة أمزميز.

يلعب ياسين أحجام دور العالي بن حسن بن أبي جمعة، الوريث الشرعي لإمارة شفشاون، الذي أحب السيدة الحرة، ابنة عمه، لكنها اهتمت بالسياسة وابتعدت عن حبيبها.

السيدة الحرة تزوجت المنظري، خليفة السلطان الوطاسي في تطوان عاصمة الشمال، وعاصرت عبد الرحمن المجذوب، الشخصية الحكيمة والمأزومة، الذي شكل عنوانا لمرحلة ضعف المغرب وعنوانا أيضا لقدرته على التعامل مع أزماته بأقل الخسائر. ومن علامات ذلك التعامل، زياراته لقيادات محلية مثل السيدة الحرة.

لقد عرف الإنتاج العمومي، مؤخرا، تركيزا على تاريخ المغرب في الأفلام والمسلسلات. وهو هنا يلتقط سيرة مشرفة لامرأة مغربية. وهذا مفيد في ظل الصورة السلبية والنمطية السائدة عن المرأة المغربية.

يلعب هشام بهلول دور شقيق السيدة الحرة، فارس محارب زاد نفوذه بعد زواج أخته بالسلطان. ويؤدي ياسين أحجام دور فارس في مغرب يعيش مرحلة تفكك. ويعتبر أحجام العودة إلى تصوير تاريخ المغرب توجها ضروريا حصل تأخر فيه. و”الهدف هو التعريف بتاريخ المغرب في ظل افتقار المغاربة لنماذج في الدراما التاريخية. نماذج تعمق الإحساس الوطني. نحن نعرف مصر من مسلسلاتها ولا نعرف المغرب”.

عن لغة الحوار في المسلسل، يقول أحجام: “لغة المسلسل لهجة مغربية معيارية ولا تهيمن لهجة منطقة معينة. بل هي لهجة موجهة لكل المغاربة”.

وحجة السيناريست بنعزوزة في الدفاع عن المعيارية في اللهجة هي أنه حين وقوع الأحداث لم تكن اللهجات المناطقية قد تشكلت في المغرب. والدليل هو لغة الملحون التي يمكن أن يفهمها كل المغاربة ولا ترتبط بمنطقة معينة.

يجري التصوير في ديكورات ذات عمق تاريخي، وقد زرت موقع التصوير للقاء فريق العمل الذي اشتغل طيلة الصيف.
 

لماذا زيارة المكان؟

عادة تركز الصحافة على النجم وتتجاهل جنود الخفاء الذين لا مجال للأفلام بدونهم، ولدى هؤلاء الكثير من الخبرة العملية التي تفيد عشاق الأفلام. خبرة اكتسبوها بطول العمل في البلاتو وحل المشاكل التي تقع في آخر لحظة. وقد جلست ساعات طويلة أراقب إضاءة الديكور ووثائق السكريبت والمكلفين بملابس كل شخصية والمكلفة بالماكياج… فتحية لجنود الخفاء في صناعة المسلسلات والأفلام. وهم يتكلمون قليلا ويعملون طويلا.

 
 
بريس تطوان/هـ.ب


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.