هلوسات عانس - بريس تطوان - أخبار تطوان

هلوسات عانس

 
 
 
هلوسات عانس
 
 
نسرين آية في الجمال ، تنحدر من أسرة ثرية ومحترمة ، وبمستوى دراسي لابأس به، شاءت لها الأقدار أن يتهافت الرجال عليها والفوز بها كزوجة ، فأشعرها ذلك بالغرور ، وكلما تقدم شاب لخطبتها ، طردته شر طرد ، لم تعرف الحب يوما ولم تتذوق طعمه ، همها الوحيد أن تغيض بنات حيها بالرجال الذين يتقاتلون في ما بينهم عليها، حاولت والدتها التدخل وموعظتها ، الا أنها كانت تقول لها: لا تهتم أماه فأنا لا زلت صغيرة ، دعيني أستمتع بشبابي ، فالشباب يعاش مرة ويجب أن نستغل كل لحظة من شبابنا ، بدوره الوالد حشرج صوته وهو يردها على تصرفاتها تجاه العرسان ، كان يخبرها أنه سيأتي يوم وستندمين على ما تفعلينه في هؤلاء المساكين، لكنها لم تنفع معها النصيحة ولا الموعظة ، الذي في رأسها في رأسها .
بلغت الخامسة والعشرون من عمرها ولم يتوقف بابهم من استقطاب العرسان ، ومن كل حدب وصوب ، فجوابها كان الرفض دائما ، حتى تناقلت عنها بعض الإشاعات أنها مريضة نفسيا ، أوعاملة شيء وتتدارى فيه برفضها للخطاب، وبعدما سمع الناس بالشائعات التي روجها البعض عليها للنيل من تعجرفها وحبها اللامتناهي لنفسها ، قل الطلب عليها ، فباتت تتمنى لو يقرع بابها لتستمر في لعبتها المسلية ، لكن السنين تمر وهي تمر معها، تزوج جل بنات حيها ، وبقيت نسرين تراقب من خرم على بنات شارعها وهن مع بناتهن وابنائهن وبعولتهن ، فتبكي بكاء شديدا ، تحاول من خلال بكائها أن تغسل بعض الذنوب التي اقترفتها في حق نفسها وحق العرسان الذين كلفوا أنفسهم ودقوا بابها ، تقاتلوا على جمالها ، تبكي من الحسرة على شباب ذبل كأوراق الخريف ، على عمر في تزايد ورغبة في بناء أسرة ، لكنها لم تفكر في سنها الذي جرفه الزمن وأصبح مستحيلا عليها أن تتزوج شابا من الشباب الذين تلاعبت بهم وبمشاعرهم، فهي كبرت الآن والطلب عليها أصبح منعدما ، فباتت تهلوس وحدها ، مهمومة ، وللزواج أصبحت ملهوفة ، تكلم نفسها كالمجنونة الخايفة من العنوسة ، حتى ضحكتها صارت مسلوبة ، أمنيتها تلبس فستان زفاف وتسمع زغرودة ، لكن كلمة العنوسة باسمها محجوزة.
 

بريس تطوان

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.