دخول أبرون لحزب الاستقلال..بين القناعة و الاستغلال - بريس تطوان - أخبار تطوان

دخول أبرون لحزب الاستقلال..بين القناعة و الاستغلال

 
 
دخول أبرون لحزب الاستقلال..بين القناعة و الاستغلال

 

شكل انضمام محمد أشرف أبرون الرئيس المنتدب لفريق المغرب التطواني، لحزب الاستقلال نقطة تجاذب بين مختلف الفاعلين السياسيين، الإعلاميين و الجمعويين، فمنهم من اعتبرها أمرا عاديا و حقا طبيعيا يكفله الدستور المغربي لكل مواطن أي كان، بغض النظر عن أي شيء آخر، و بين من اعتبرها “استغلالا” من حزب الاستقلال لأبرون و “للشعبية” التي راكمها هذا الأخير في المجال الرياضي لا سيما بعد تراجع شعبية الحزب في المدينة خلال السنوات الأخيرة.

 

نحاول في هذا الاستطلاع أن نستقي رأي بعض من الفعاليات السياسية، الأكاديمية، و الإعلامية، و قراءتها لتبعات هذه الخطوة و مآلاتها المحتملة على المشهد السياسي بالمدينة في أفق الانتخابات المقبلة من جهة، و ما مدى تأثيرها المرتقب على فريق المغرب التطواني من جهة ثانية.

 

التاغي: أبرون أمي سياسيا..و فاقد الشيء لا يعطيه

 

قَلَّلَ محمد التاغي رئيس الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد بتطوان من شأن انضمام أبرون لحزب الاستقلال، و اعتبر أن انضمام أبرون للحزب لن تكون له قيمة مضافة للحزب ووصفه “بالرقم الزائد لبقية الأرقام”.

 

وقال التاغي الأحزاب السياسية سواء حزب الاستقلال أو غيره هي في واد و المواطن في واد آخر وهي تغرد خارج السرب، بعد أن ضيعت ثقة المواطن فيها وهو ما تؤكده التسجيلات في اللوائح الانتخابية الأخيرة، و عبر عن أسفه لحال هذه الأحزاب التي يسيرها “الجهلاء”، و بالتالي لا يمكن لأبرون أو غيره أن يغير من الواقع في شيء، على حد تعبيره.

 

و أضاف الجمهور التطواني و فريق المغرب التطواني هو الذي قدم لأبرون و ليس العكس، و فاقد الشيء لا يعطيه يقول التاغي.

 

وأشار التاغي إلى أنه إذا كان أبرون يريد دخول الميدان السياسي فعليه أن يقدم استقالته من رئاسة الفريق، قبل ولوجه اللعبة السياسية.

 

و قال “أنا أشك في ذكاء أشرف أبرون”، خاصة و أن هذا الميدان السياسي يحتاج الذكاء، واصفا أشرف أبرون “بالأمِّي، و البدائي سياسيا” لأنه لم يدخل يوما لأي حزب سياسي معين.

 

و ختم التاغي بالقول  أقول لأشرف ابرون انت دخلتي تحرق راسك لأنك دخلت مستنقعا أنت لا تقشع ولا تفقه فيه شيئا”.

 

 الصردو: الاستقلال و استرجاع المكانة الضائعة

و أبدى  الإعلامي أنس الصردو تخوفه من أن يتضرر فريق المغرب التطواني و أن يكون الفريق ضحية لولوج أشرف أبرون لحزب سياسي، واعتبرها خطوة مفاجئة، و إن كان الأمر بالأساس هو حرية شخصية، خاصة و أن أشرف هو ظهر كفاعل جمعوي في السنوات الأخيرة.

 

و قال يمكن أن تكون الخطوة ذات قيمة إذا كانت نابعة من قناعة، و ليس فقط لتحقيق أهداف شخصية، “و أتمنى أن تكون النية إيجابية”.

 

قبل أن يتساءل لماذا تمت هذه الخطوة في هذا التوقيت على بعد أشهر قليلة فقط عن الانتخابات المحلية؟.

 

و ربط الصوردو بين دخول أشرف أبرون لحزب الاستقلال، و اعتزام الأخير الترشح للانتخابات المقبلة، خاصة في ظل الظرفية التي يعيشها الحزب بالمدينة، لاسيما بعد قضية اللوحتين، وهو ما يشكل تحديا للحزب لاسترجاع مكانته بالمدينة.

 

و دعا الصردو أشرف أبرون إلى تقديم استقالته من منصبه فريق المغرب التطواني إذا ما نجح في الانتخابات المقبلة.

 

محمد بودن: أبرون و الثالوث

 

في قراءته للخطوة اعتبر محمد بودن رئيس مركز استراتيجيات مغربية، وباحث جامعي في القانون العام والعلوم السياسية أن أشرف ابرون، أولا هو مواطن ومن حقه الانخراط في أي حزب ينسجم مع اختياراته وقناعاته.

 

و أوضح بودن أن أشرف أبرون هو جزء من النخبة الرياضية في البلد، وأغلب الفاعلين الرياضيين سواء مسيري أندية أو عصب … يستغلون قواعد الجماهير لمصالحهم الانتخابية، وهذا حاصل في مدن عدة، وقد يعرف تجليا له في تطوان في استحقاقات قادمة…و الأكثر من هذا هو أن جزء ليس بالهين من النخب الرياضية يجمع بين ثالوث الرياضة والسياسة والمال، ومن بينهم أعضاء جامعيين.

 

و تابع بودن “يمكن القول أن أشرف ابرون جر المغرب التطواني لعالم السياسة والحقيقة أن السياسة خدمت الرياضة كثيرا مثلا فريقي الرجاء والوداد البيضاويين ارتبطا في غير ما مرة بوزراء ونقابيين، وشخصيات سياسية، وهذا كان في مصلحة الفريقين على مستوى العلاقات والدعم المادي”، في تطوان مسألة انخراط أبرون أشرف في حزب الإستقلال شكلت مفاجأة أولا، لأن حزب الاستقلال سيستقوي الآن برصيد المغرب التطواني.

 

وثانيا أن النخب الرياضية في تطوان ظلت تكنوقراطية، دائما وهذا ما ميزها، والآن ستدخل في غمار السياسة، ونعلم انه في معظم أندية المغرب نجد فاعلين سياسيين ينتمون لمجالس جماعية أو إقليمية أو جهوية أو برلمانيين أعضاء أو منخرطين في نادي كرة القدم.

 

لينتهي إلى أنه إذا ما نجح ابرون في التوفيق بين الرياضة والسياسة، فإن فريق المغرب التطواني سيكون بمثابة الصندوق الزجاجي لحصد الكثير من الاصوات، في الختام على المستوى الشكلي يبدوا أن أشرف ابرون كان موفقا في اختيار لون حزبي (الوردي ) أقرب إلى إحدى ألوان فريق المغرب التطواني.

 

أبو سلامة: الخطوة بين الترغيب والترهيب

 

إلى ذلك رأى الصحفي حفيظ أبو سلامة في تصريح لبريس تطوان بهذا الخصوص بأن التحاق اشرف ابرون بالاستقلال يمكن قراءته من زاويتين كحق من حقوق المواطنة لا ينازعه في ذلك احد، لكنه من الناحية السياسية سيف ذو حدين.

 

معتبرا أن الأمر قد يكون مجرد رسالة إلى باقي مكونات المشهد السياسي بالمجلس الجماعي لتطوان ، في إطار سياسة الترغيب و الترهيب التي تعود على ممارستها داخل دواليب المغرب التطواني ، بدأ من الطريقة التي تم به الوصول إلى الفريق انتهاء بتلفيق مجموعة من التهم المجانية لكل من لم يرضخ لسياستهم بالفريق.

 

و قال “اعتقد أن الأمر سيكون وابالا على الفريق علما أن الحزب الذي التحق به يصطف في تيار المعارضة، و هو ما يعني مزاحمة العدالة و التنمية و الأحرار و الاتحاد الاشتراكي بتطوان”.

 

مضيفا أن الخطوة في سياقها العام لا تعدو ان تكون سوى وسيلة لفرض الهيمنة و السيطرة على مزيد من المكاسب لأسرة آل أبرون، و أبرون يعتقد أن الجناح الذي يتبعه ضمن احد الفصائل التي تشجع الماط سيكون ورقة مربحة له علما ان التحاق عناصر الفصيل بالحزب ايضا، هذا اذا علمنا أن مثل أولئك لا يشاركون في العملية السياسية و همهم فقط تلبية نزواتهم.

 

قبل أن يختم قائلا “شخصيا لا استبعد ان يكون طرف سياسي بعينه وراء هذه الخطوة في أفق محاربة العدالة و التنمية في إطار تحالف سياسي”.

 

الصالحي..و “مول الشكارة”

و في رده على كل منتقدي التحاق محمد أشرف أبرون بحزب الاستقلال اعتبر محمد الصالحي المفتش الإقليمي للحزب بتطوان الأمر عاديا و طبيعيا جدا لكونه يتعلق بمواطن التحق بحزب عريق و “أشرف أبرون كمواطن مغربي شرف له أن يلتحق بالحزب و الحزب شرف له التحاق أبرون به” على حد تعبيره ، وعن توقيت الإعلان عن التحاق أبرون بالحزب فهو يأتي بعد أن نضجت الأمور.

 

 

وردا عن اعتبار التحاق أبرون ماهو إلا استقطاب لأصحاب الشكارة قال الصالحي أن الدستور المغربي لا يمنع أي كان من الالتحاق بالأحزاب السياسية أكان “مول الشكارة” أم لا.

 

و استرسل قائلا “أنا لا أرى في الخطوة أي استغلال على اعتبار أن ما أعطاه أشرف أبرون للرياضة بتطوان يمكن استثماره كذلك في المجال السياسي بالمدينة”.

 

و أضاف “فهل يجب أن يمر كل من يود الدخول إلى حزب سياسي المرور عبر جهاز “سكانير”، متسائلا عن مظاهر الاستغلال “السياسيوي” في الخطوة، علما أن انخراط أشخاص آخرين لهم مال و نفوذ بأحزاب أخرى لم يثر أي ردود فعل كهذه، ردود الأفعال المناوئة للخطوة هي طبيعية في ظل منافسة “انتخابوية”، على حد وصفه”.

 

يوسف الحايك /بريس تطوان

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.