اليهود السفرديم في شمال المغرب ... صور وحكايات من الماضي - بريس تطوان - أخبار تطوان

اليهود السفرديم في شمال المغرب … صور وحكايات من الماضي

 
 
اليهود السفرديم في شمال المغرب … صور وحكايات من الماضي
 
شكل المعرض الفوتوغرافي حول اليهود الإسبان في المغرب الذي احتضنه المعهد الإسباني في الرباط أخيراً، استعادة لتاريخ مرحلة مهمة عبر مجموعة من الصور والنصوص.
والمعرض يسلط الضوء على ثقافة اليهود السفرديم وتقاليدهم في مدن شمال المغرب، من بينها الناظور، شفشاون، سبتة ومليلية.
وتعود أصول هؤلاء إلى شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) التي طُردوا منها في القرن الخامس عشر الميلادي بمرسوم رسمي صادر عام 1492. ومنذ أواخر القرن السابع عشر، قطن اليهود مدناً مثل طنجة والعرائش وأصيلة التي استردّها المغرب من الاحتلالين الإسباني والبرتغالي.

يأتي هذا المعرض ليرصد الآثار التاريخية لليهود في المهجر ومظاهر التطور أثناء الحماية الإسبانية في المغرب، إضافة إلى متابعته الحياة اليومية في المدن المغربية مع تجليات الطقوس والشعائر الدينية المسيحية واللغة وعادات الأكل والزواج وغيرها… فاستقرار اليهود السفرديم أنتج نوعاً من التبادل الثقافي والاجتماعي والديني، وإرثاً حضارياً تقاسمه اليهود والمغاربة في جوّ من التعايش والتسامح الديني، الأمر الذي تعكسه صور المعرض.

ومن بين أوجه هذا التعايش، احتفظ اليهود السفرديم بلغتهم الخاصة التي تسمى «خاكيتيا»، وهي لهجة تتغذى على اللغة الإسبانية اليهودية وتطغى عليها اللهجة المغربية، وطورها اليهود للتواصل مع المغاربة، لكنهم، تعلموا العربية بهدف التجارة والأعمال الاقتصادية.

أما التعليم، فارتكز على المعطى الديني، ولعل المدرسة اليهودية في تطوان التي أنشأها عام 1860 التحالف اليهودي الدولي خير دليل على هذا.

ويعد المعرض الذي جاب مدناً مغربية عدة، تكريماً لليهود السفرديم لحفاظهم طوال قرون على ذاكرة جماعية، ولحنينهم الذي لم ينطفئ يوماً إلى موطنهم الأصلي ومحاولتهم نقل هذا الموروث الثقافي والحضاري إلى الأجيال عبر العصور.

واستطاع اليهود الإسبان الذين صدر في حقهم مرسوم الطرد من بلادهم التي عاشوا فيها قروناً طويلة، أن ينتزعوا اعتذاراً رسمياً وعلنياً من الحكومة الإسبانية في السنوات الأخيرة، من دون الإشارة ولو بكلمة (على الصعيد الرسمي الإسباني) إلى ما لحق بالمسلمين، على رغم أنهم كانوا أكثر عدداً من اليهود، وكان الباحث المغربي الراحل محمد بن عزوز حكيم، وجه رسالة إلى الملك خوان كارلوس في عام 2002 أيّده فيها المؤرخ الإنكليزي غيبز، يطلب فيها من التاج الإسباني أن يقدّم اعتذاراً للمسلمين، وجاء في الرسالة: «ليسجل التاريخ، وتعلم الأجيال المقبلة، أننا لم ولن ننسى أبداً مأساة الأندلس، قمنا بواجبنا قدر الإمكان نحو الشعب المذكور، حيث طالبنا مراراً وتكراراً التاج الإسباني بأن يعتذر للمسلمين على غرار ما قام به مرتين نحو اليهود السفرديم».

وقررت إسبانيا والبرتغال أخيراً، منح اليهود السفرديم الذين يتحدّرون من أصول أندلسية الجنسية، بمجرد تقديم وثيقة بسيطة تدل على انتمائهم إلى السفرديم، الأمر الذي رفع أصوات المسلمين من أصل موريسكي ومن المغرب أساساً، للحصول على معاملة بالمثل.
وكانت حكومة مدريد أكدت أن الهدف من منح الجنسية هو تصحيح الخطأ التاريخي المتعلق بطرد اليهود، ودافع البرتغال عن الأطروحة نفسها، ويقدر عدد اليهود المتحدّرين من الأندلس بـ400 ألف شخص حالياً.
 
 
الحياة/بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.