اَلْـــحُـــــبُّ فَــــــــنٌّ !! - بريس تطوان - أخبار تطوان

اَلْـــحُـــــبُّ فَــــــــنٌّ !!

اَلْـــحُـــــبُّ فَــــــــنٌّ !!

 
 
 

الحب إحساس كوني لا تحده الدروب، تشترك فيه كل القلوب، ويسكن جنبات جل البشر، وله القسم الأكبر – إن لم نقل الكلي – في جعل الحياة مستساغة وذات طعم يطيل التقدم ويكسر التشرذم..

 
إلا أن هذا الإحساس النبيل يختلف من فرد لآخر، ورغم أنه كتلة واحدة، إلا أن التعامل به ومعه على حد سواء، يتغير بتغير العقول والخلفيات الشخصية لكل منا..

 
فهناك من يُعِدُّهُ مصادفة تلقيه الأقدار أمامنا فنُحِبُّ ونُحَبُّ، لذلك لا سبيل سوى الإنتظار والترقب الذي يكون لذيذا أحيانا، وقاتلا أحيانا أخرى..

 
وهناك من يعتبر الحب فنا وصناعة!! أي أنه يبتعد عن المصادفة والحظ ولا يخضع لقاعدة الإنتظار، بل يحتاج إلى العمل وبذل الجهد من أجل تحصيله..

 
قد يختلف الكثيرون بين الطرح الأول والثاني، لكن إذا عملنا على الدمج بين المعطيين السابقين، لتمكنا لا محالة من تقبل الفكرة والإيمان بها..

 
ذلك أن الحب/المصادفة يَخْلُقُ في كيان الفرد إحساسا نادرا بالسعادة لا يشبه باقي السعادات الأخرى التي يعيشها، وامتداد هذه السعادة وهذا الإنجذاب للمحبوب، لن يأتي صدفة هو الآخر!! إذ يُحَبِّذ العمل الدؤوب والسعي الحثيث، لترك الحب يأخذ مساره الطويل دون فتور، لنكون في النهاية أمام الحب/الفن..

الحب هو قدر..

الحب هو تصريف للقلوب..

هو لباس يفصله المحبوبان على مقاسهما حتى يدوم ولا يكون عرضة للتلاشي..

صناعة الحب تحتاج إيمانا، ونية، وعملا، وتقديما لحسن الظن، وتنبيها للعقل، ومحاسبة للنفس، والإرتقاء بالأخلاق… وهذه المَلَكَاتُ يستطيع كل بني البشر التمكن منها، لأنها “العزيمة”، هي التي تحدد “الإنسانية” في أبهى صورها..

وفي النهاية نستطيع جميعُنا أن نُحِبَّ وأن نُحَبَّ…

نور: بريس تطوان

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.