"عاش الملك" تعيق الجهوية الموسعة!! - بريس تطوان - أخبار تطوان

“عاش الملك” تعيق الجهوية الموسعة!!

 
“عاش الملك” تعيق الجهوية الموسعة!!
 
 
 
قبل أيام تعقب شاب بمدينة “المضيق” الملك وهو على متن “دجيت سكي” في مياه المتوسطي محاولا تسليمه 11 بطاقة وطنية لأفراد عائلته قاصدا مساعدتهم بمأذونيات كما ساعده من قبل. ولم يمر العام على محنة “إبا إيجو” التي تمرغت أرضا صارخة في وجه ظالم حكمت له المحكمة بانتزاع بيتها نهارا جهارا مطالبة بالعدل بعبارة “عاش الملك”! ولم تمر السنة أيضا على فاجعة “بورڭون” التي كان الملك أول وآخر مسؤول يزورها تفقدا لأسباب الحادث، زيارة أغنت قهرا باقي الوزراء عن التصرف بالمثل، حتى لا يشكل وجودهم بالمكان أو تفقدهم للضحايا منافسة لما قام به الملك. … ثم ما نلبث نسمع بحادث حتى يليه خبر يفي بأن الملك تكفل بمساعدة الجرحى وجنازات الموتى عبر “عطايا” وهبات، بدل أن تكون تعويضات من صندوق وطني خاص يدعم المنكوبين في مثل هاته الحالات، كي يحسوا أنهم مواطنين يعتمدون على أموال “جهتهم” لضمان معيشة كريمة لا كمتسولين ينتظرون الكرامات والعطايا والمنون؟! ثم لا نفتأ ننسى هكذا خبرا حتى نسمع بغضبة ملكية من الغضبات التي تقيل هذا وتنصب ذاك، بدل أن يكون قضاء عادل وقانون يسري على الكل يحاكم المفسد ويضع مكانه المصلح بالقانون. … كيف إذن نسمي أنفسنا دولة مؤسسات، ونحن نرى المظلومين في بقاع المغرب من شماله إلى صحرائه يتضرعون لأجل حقوقهم أمام وجوه المسؤولين الظلمة المتكبرين بعبارة: “عاش الملك”، وكأنها درع وقاية تحميهم من السجن وظلم أكبر؟ تجدهم يستنجدون أمام الكاميرات بعبارات: “الله ينصر سيدنا يجي يشوفنا فين عايشين”، بدل أن يتوجهوا إلى أقرب مركز شرطة، وهم ضامنون صدق التحقيقات، أو لأقرب محكمة، وهم آمنون لعدل القضاء! … عن أي حكومة أو معارضة نتحدث، ونحن نرى الملك يسافر إلى هنا وهناك ومعه من اختار من رجال الأعمال هاملا الوزراء، ونراه يستقبل الملوك والرؤساء مرفقا بمستشاريه ومن اختار من محيطه هاملا الأحزاب والأمناء، ويعقد معهم الصفقات الجهوية البرية والبحرية، بعد أن قررها مع محيطه دون اعتبار وجود للولاة والعمال، وهم من سيكون في المستقبل رؤساء الجهات! … من سيكون أهلا لتحمل مناصب الجهات إن طبقنا اللامركزية ونحن نقرأ كل يوم على جرائدنا الوطنية أن مسؤولي تحقيقات في الدار البيضاء هم مروجو دور الدعارة، ونواب أحزاب في الشمال هم تجار مخدرات، ومسؤولين في الولاية والعمالة بمراكش هم أصحاب رؤوس أموال فنادق السياحية والقمار، ومسؤولين بفاس هم المتجارون بأراضي في ملك الدولة، وأن كل جهة من جهات المملكة حاميها حراميها؟! … إلى من سيلجأ المواطن حين يتوزع المفسدون على الجهات ويرأسونها؟ من سيحب المواطن وقد عمد المخزن لسنوات على تمويل پروپاكاندا حب الملك دونا عن باقي مسؤولي البلد؟ بمن سيثق الشعب وقد عمد الإعلام المخزني على حصر الاهتمام والحنان والتدشينات والاستثمارات بين يدي الملك دون عن باقي مسؤولي الوطن؟! عن أي جهوية موسعة نتحدث والمخزن يعمل جاهدا ويبذل النفس والنفيس لإبقاء السلطة والمال والنفوذ في يد الملك وإفقاد ثقة الشعب في باقي المسؤولين جميعهم من ألفهم إلى يائهم؟! كيف نصبو إلى جهوية موسعة ناجحة ولامركزية مستقرة، والحب والاستثمار والقضاء كله في حضن المركز؟! … إن أردنا أن ننتقل إلى جهوية موسعة ناجحة، على المخزن أن يعيد النظر أولا في ثقة الشعب بمسؤوليه، قبل أن يمن عليهم ببعض السلط!

 
بقلم الكاتبة : مايسة سلامة الناجي
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.