العقل العربي .. عقل يمارس الجنس. - بريس تطوان - أخبار تطوان

العقل العربي .. عقل يمارس الجنس.

العقل العربي .. عقل يمارس الجنس.
خرج جحا يوما إلى الناس بالسواد فقالوا له خيرا من مات؟ قال البارحة مات عقل المثقف العربي الذي يصلي في المسجد خمس صلوات، ولا ينسى أن يتطهر قبل ذهابه لصلاة الجمعةَ ! صحيح ما قاله جحا، والأكثر من ذلك أننا أصبحنا نرى أشخاص لا علاقة لهم بالقلم، وما يسطرون، ويدعي بكل ما أوتي من قوة بأنه ينتمي إلى عالم، غير هذا، وهذه الظاهرة تظهر في كل مناسبة يريدون التحدث فيها عن دور المثقف في استيقاظ روح بني جلدته، ويصرخ من أعلى القمم يا ناس ناموا ! بعض المثقفون –سامحهم الله يعيشون في الأبراج العالية ، وينغمسون في لعبة اتقان الكذبالسياسة ويصبحون أداة لقتل الزهور التي أحبت النمو رغم نفوسهم التي باعت ذواتهم، بثمن بخسن والله يريد إلى أن يتم نوره، ولو كره الكافرون، والسؤال يطرح هنا هل سنشهد اندثار المثقف العربي من الساحة الإبداعية كما حصل مع الديناصورات؟ نحن نفهم موقف المثقف؛ لأنه أراد الهروب من أرض الشيطان إلى أرض الميعاد، وهذا صحيح لأن المجتمع العربي، لا يحب هذا النوع من الأشخاص بل ويكرههم حتى استعمال القوة من أجل إبادتهم، وجعلهم في الهامش، وهذا تخصص الإعلام؛ وهنا لا أتحدث عن إعلام الرقص، الموجه طبقا لحروف الطغاة، بل ذلك الذي يصنف نفسه ضمن خانة الإعلام الهادف الذي يسعى إلى تجديد الروح العربية، وقيادتها إلى الإنسانية، عوض حملها على النعش، والسير بها إلى مستشفى الحماق، لكي تغير لها الأعضاء المتفسخة، وإنقاذها من الغرق المبين.
إن تهميش المثقف العربي، هو وضع منهجي ليس عفوي، أو الشيطان هو من فعلها، ومن اتسخت يده بالسياسة يعمل على اعطاء إنطباع إلى أن هذه الحالة المرضية مستعصية، لا مرد لها،المثقف ويكفي أن نقول بأن عقل الإنسان العادي، لا يجد الفرصة حتى للجلوس مع أبناءه، والتحدث معهم، فبالتالي ليست عنده الوقت لتنظيف الجراثيم الفكرية العالقة منذ الأزل مرض الأبائية وهذا ما يلقي بضلاله على الطالب الذي يرى كل المتناقضات التي أوجدها الله في العالم؛ توجد عند العرب من قبيل المثقف يركب حمار، وهذا ما تسعى له العقول السلفية المتحجرة، واللعنة على الكاذبين، والجاهل يركب سيارة فخمة سوداء تدهش الناظرين إليها، فيقف محتارا بين عالمين، هل ينام على كتاب الذي خطتها أيدي بشرية، أم على مال أبكى الناس، وخرج الأحمق، وجلس يبكي على حظه التعيس، والإنسان العربي الذي طغى في الإرض، بجهله، واستكبر بلباسه الغربي، احتقر العلم وجعله في أسفل السافلين، ورفع بالمقابل المادة، التي اعتبرت أساسه التاريخي، وسبب وجوده في أرض المعاصي يُحاكَم، ولا يُحاكِم.
إن المثقف الحقيقي الذي يمارس حياته من أجل تحقيق حياته في تلك المدينة – المدينة الفاضلةالتي كل ما فيها متساوي كالمشط، منهم من انكر تمنيه ذلك حتى يزور بيت المنافقين، ومنهم من مسخه الله في نظر السياسي، فاستقر هو، وأفكاره في السجن إلى حين، تعتزل صالونات العقلاء إلى عقل لا يعرف ماذا يعرف؟ مثلهم مثل روبير شومان، وونستون تشرشل، وغيرهم من المثقفين الذي أصبحت أحلامهم المسجونة، حقيقة تعيشها الأجيال اللاحقة في أوربا.
من يقرأ هذه السطور، يظن بأني أقلل من شأن الإنسان العربي، الحيوان المادي، وهذا وصف غير صائب بتاتا، ولكنها الحقيقة التي لا تخفى على الجن، والإنس، حقيقة التعفن العقلي الذي يعيشه العقل العربي؛ ليست مزايدات عنه، واستكبار المسألة حتى التخمة، بل هي شمس ظاهرة غير باطنة، تستلزم مع كل دبدبة نمل الإستيقاظ لها، ومعرفة إلى أي حد وصل الماء إلى الركبة، والصوفي الهندي محمد اقبال قال: إن هذا الكون الذي خلقته لم يعجبني فكان الجواب سريع سرعة الضوء في الأسلاك اهدمه وابن آخر غيره، لأن هذا الإنسان أراد التخلص، وتطليق الجهل الطلاق الثلاث حتى لا ينطبق عليهم ما قيل: رسخ الجبن في قلوبهم، والجهل في عقولهم، وعلى تحركاتهم رقابة، وبهم خوف عظيم. وقد أقسمت ألا أدخل المسجد حتى يفتح العقل العربي للفحص، ومعرفة مافيه، إن هو إلا وحي يوحى.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.