علم الإجتماع بتطوان بين الواقع والعنف المقدس - بريس تطوان - أخبار تطوان

علم الإجتماع بتطوان بين الواقع والعنف المقدس

 
 

علم الإجتماع بتطوان بين الواقع والعنف المقدس
 
أولا وقبل كل شيء فعلم الإجتماع هو العلم الذي يحاول ما أمكن معالجة الظواهر كما هي و يحاول ما أمكن إخراجها من بعدها الغامض و إعطائها صبغة سوسوإجتماعية تتجلى على مستوى الواقع ، وإننا عندما نلفظ كلمة علم فنحن نعترف ضمنا بأننا أمام شيئ أسمى و أجل ولا يسمح لأي كان ولو كان من أصحاب السلطة أن يحول مسار أي علم انطلاقا من تلك النظرة الدونية و الإستغلال السلطوي داخل مجال أي علم كيف ما كان وإلا نكون حينها نمارس الشغب في حق العلم هذا على مستوى علم الإجتماع بصفة عامة .
أما عندما نقول في العنوان علم الإجتماع في الواقع فإننا نتجنب الشق النظري و نذهب ما أمكن إلى الممارسة ومحاولة تقييم هذه الممارسة التي تحولت إلى صراع بسبب بعض الأطر التي حقا لا يمكن أن ترتقي إلى المستوى البيداغجي المعهود لدى أساتدة السوسيولوجيا في أنحاء العالم.
فعلم الإجتماع بتطوان يعيش الأن فترة مخاض جنيني وبالتالي تعاد ولادته جماهريا عن طريق النضال الطالابي الجاري به العمل في الساحة حاليا ومن هنا العمل بالمثل التاريخي المعهود وهو ” أهل مكة أدرى بشعابها من أي أحد ” لذلك نقول حان الوقت لجص النبض .
فطلبة علم الإجتماع بتطوان أدرى بعلمهم من أي أحد . ولاسنا هنا نحاول الإنتقاص من الأطر البيداغوجية و التربوية التي صهرت على تكوينه و تكوين الطلبة اللهم تلك الفئة القليلة التي تعد على رؤوس الأصابع من الأساتدة الشرفاء و اللذين يحملون الرسالة بكل أمانة .
لكن وللأسف فإن علم الإجتماع بتطوان أضيفة له صيغة العنف المقدس من طرف بعض الأطر القمعية التي تحاول أن تركب بكل ما تحمله الكلة من معنى على العلم و من هنا شنقه و إعدامه و الحكم عليه و العنف المقدس في هذا المقال له صيغته الخاصة به ، وسأشرح ما يعنيه ذلك عندي كامحاولة للتنظير للوضع القائم على مستوى التحليل السوسيولوجي وكيف يتحول هذا العنف إلى القداسة.
 أولا و قبل كل شيئ أقول أن الضعط دائما ما يولد سلسلة من الإنفجارات التي تعود بالنفع على عجلة التقدم أو قد تفعل العكس تماما .
فالسوسيولوجيا في جامعة تطوان مرتيل أخذت في التقدم مند 2006 على كافة الأصعدة ،، وبالتالي أصبحت شعبة مندمجة مع باقي الشعب بفضل الأساتذة الأجلاء ،، لكن الأهم هنا هو وجود سلسلة من الإقصاءات التي يتعرض لها الطلبة أثناء تواجدهم في الشعبة ووجود أساتذة غير أكفاء و يمارسون نوعا من الضغط و ممارسة الجبر و العودة إلى نظرية المؤامرة ما أمكن ذلك .
فعندما يقول أحد الأساتذة للطلبة أنتم فاشلون أو أنتم حشرات فإن ذلك يأخذ بعدا غير بيداغوجي و يتحول الدور من التربية و التأطير إلى عملية صراع السلطة مع الطلبة و تكوين نوع من الحزازات التي تحول العلاقة مع الأستاذ من طيبة إلى عنصرية و نظرة دونية . هذا بالضبط ما حدت في الجامعة المغربية بفعل الفساد الإداري و الأخلاقي لبعض الأطر التي أقول وللأسف لا تستحق أن تتواجد في التدريس.
فالعنف الذي يمارسه الأستاذ على الطلبة و الطالبات غالبا ما يتحول من عنف رمزي أو مادي إلى عنف مقدس بفعل خوف الطلبة من المستقبل و الفشل في الدراسة و بالتالي محاولة الرضوخ للعنف بشتى الأشكال وهنا بالضبط يتحول إلى المقدس و يأخد صبغة التجلي و التسامي على الطالب و الطالبة .
فالخوف و الإرهاب النفسي هما سبب هذا التحول و سبب الفشل أيضا ،، لكن سرعان ما يحدث هنا انفلات في العلاقة مع المؤطر و يصبح العنف المقدس عنفا قهريا يأخذ صيغة الجبر و القوة.
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.