منتخبون وسياسيون وجمعويون يرفضون التقسيم الترابي الجديد لجماعة مرتيل - بريس تطوان - أخبار تطوان

منتخبون وسياسيون وجمعويون يرفضون التقسيم الترابي الجديد لجماعة مرتيل

 

 
 
منتخبون وسياسيون وجمعويون يرفضون التقسيم الترابي
الجديد لجماعة مرتيل

قدر مدينة مرتيل أن تعيش في كل مرة هزة من الهزات القوية، فبعد ضمها لعمالة المضيق الفنيدق، ها هي تعيش تحت نير تقسيم ترابي جديد سيقتطع الجزء الأجود من أراضيها ليضم لجماعة أخرى، الأمور تسير في اتجاه جدي هذه المرة وليس فقط «إشاعات» كما تردد في كثير من المناسبات السابقة، حيث تقرر، حسب رأي المتتبعين، اقتطاع الجزء «الغني» من جماعة مرتيل وضمه لجماعة المضيق المجاورة.

الأمر يتعلق بـ«كدية الطيفور» وجزء من «كابونيغرو»، وكلها أجزاء تعرف حركة سياحية وعقارية مهمة، تذر مداخيل مهمة على الجماعة.
كما أنها تضم جزءا من ساكنتها، التي اعتادت على انتمائها لمرتيل، لقربها منها من جهة ولترابطها الترابي والأسري معها، القرار حسب وصف مصادر محلية، نزل كالصاعقة وإن لم ينفذ بعد، لكنه في طريقه للتنفيذ، مما دفع الكثير من الجهات للتحرك على مستويات مختلفة لتأكيد رفض هذا التقسيم، منها مؤسسات منتخبة وجمعيات وهيئات سياسية وغيرها.

الجماعة الحضرية لمرتيل استغلت مؤخرا انعقاد دورة فبراير، لتجعل النقطة الرئيسية لنقاشاتها ومداولاتها هي نقطة إبداء الرأي حول مشروع التقسيم الترابي بين الجماعة الحضرية لمرتيل والجماعة الحضرية للمضيق، حيث التأمت الأغلبية والمعارضة، وتناغمت في اتجاه واحد وهو رفض المشروع كليا. وتدخل جل المستشارين في هذا الشأن، واعتبر غالبيتهم ذلك شبيه بـ«النيل من الوحدة الترابية لمدينة مرتيل»، بل وصل الأمر حد تأثر البعض بتلك المداخلات ومن بينهم رئيس الجماعة، الذي اضطر لمغادرة القاعة وعيناه تدمع حينما كان يذكر علاقة المنطقة المراد بترها بمرتيل، و«نوستالجيا» طفولة الكثيرين بها، وعلاقة الأسر المرتيلية بتلك المنتزهات وغيرها.

لم يتمالك علي أمنيول نفسه وهو يدافع عن حق مرتيل في «وحدتها الترابية» حتى أدمعت عيناه، إذ قال بصوت مختنق «أنا كرئيس بلدية مرتيل سوف تحاسبني الأجيال القادمة إذا فرطت في جزء من ترابها، وأن هذا المشكل أصبح يؤرقني ويخلق لي توترا أعيشه يوميا في حياتي الطبيعية»، قبل أن تنهمر عيناه دموعا ويغادر القاعة، وهو ما أثر في باقي المستشارين والحاضرين في هاته الدورة، ليخلصوا إلى رفض هاته النقطة، بل ذهبوا حد رفع ملتمس لعامل المضيق الفنيدق الجديد للتدخل لوقف هذا التقسيم. فيما اقترح آخرون رفع ملتمس لجلالة الملك، وهي الطريق الوحيدة التي قد توقف هذا المشروع، الذي يراد به «إفقار مرتيل، وجعلها فعلا مدينة مهمشة»، وفق ما أكدته مصادر جمعوية من المدينة، حيث تخوض بعض التنظيمات أشكال نضالية أخرى لمنع هذا التقسيم والوقوف في وجهه بأية طريقة.

وتشكل منطقة «كدية الطيفور» مجالا مفتوحا وطبيعيا لمرتيل ونواحيها، فهي منطقة سياحية بامتياز تعرف نشاطا تعميريا مهما، وكذلك وجود عشرات من المركبات السياحية والمرافق به، وتذر مداخيل تقدر بملايير السنتيمات سنويا على صندوق الجماعة الفقير أصلا من مداخيله، وهو ما يجعل بتر هذا الجزء مضرا اجتماعيا واقتصاديا وحتى بيئيا على مدينة مرتيل، التي تعول عليه في تمددها وفي مشاريع التهيئة والمخططات الجماعية المسطرة من قبل.
‫مصطفى العباسي‬


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.